أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الحسين: جسر بين انتصارات الامس واليوم

الخميس 22 تشرين الأول , 2015 11:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 6,661 زائر

الحسين: جسر بين انتصارات الامس واليوم

وقد استقى اسم عاشوراء من العاشر من محرم، يوم المصرع، الا ان مراسم احياء الذكرى تبدأ من اليوم الاول، حيث تقام الطقوس التقليدية لاعلان الحداد من ارتداء اللباس الاسود، توزيع الطعام وخاصة على الفقراء واشهر الوجبات هي الهريسة ، كعك العباس والبسكوت والراحة وتخصيص اماكن للتجمع لتلاوة السير الحسينية، التي عادة تخصص ليلة لمجلس اصحاب الحسين الذين استشهدوا بين يديه ومنهم الحر بن يزيد الرياحي وحبيب بن مظاهر الاسدي، ليلة لمجلس مسلم ابن عقيل سفير الحسين الى الكوفة، ليلة لمجلس علي الاكبر ابن الحسين وهو اول المستشهدين بين يديه من آل بيته، ليلة لمجلس الطفل الرضيع الذي اصابه حرملة بسهم في رقبته، مجلس القاسم وهو ابن الامام الحسن عليه السلام والذي يخصص مجلس له، ليلة لمجلس العباس (ع) وهو اخ الامام الحسين (ع) وتخصص الليلة العاشرة لتلاوة مصرع الامام الحسين (ع) واما في اليوم العاشر تجول مسيرة حاشدة المناطق لمبايعة امامهم واصرارهم على متابعة نهجه. وبعد اليوم العاشر تبدأ الليالي الزينبية حيث بدأت حكاية زينب (ع) وبناته مع الاسر والسبي حتى استشهادهن.

اما عن اهمية اقامة مراسم عاشوراء فيقول سماحة الشيخ علي سليم:" ان اهمية اقامة مراسم عاشوراء لمواساة النبي وآله في مصابهم وتحصيل الاجر والثواب على البكاء وغيره من اشكال التعبير عن الحزن. ولاخذ الدروس والعبر والمواعظ والتعرف على الاسلام الاصيل الذي استشهد الحسين (ع) لحفظه وبقائه واما المسيرة العاشورائية فهي تلبية لنداء الحسين (ع) وتعبير عن الاستعداد للتضحية في سبيل الله." واضاف :"تطورت المراسم عبر السنين منذ عصر الائمة (ع) الى يومنا هذا من خلال التحقيق والتحديث في السيرة الحسينية والشعر الحسيني وبقية المراسم بما يتناسب مع قدسية الذكرى وصاحبها الحسين (ع)، ولان اثارة المشاعر واستخلاص العبر يكملان بعضهما، فمهمة الخطيب بث مفاهيم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر و رفض الظلم ونصرة المظلوم والزهد في الدنيا والرغبة في الاخرة."

ولم يبقى الحسين دمعة حارقة ويد ترفع للطم، بل اصبح الحسين (ع) يد ترفع لتقاتل وتسطر البطولات والملاحم فخلف الحسين رجال اقتدوا بمدرسته وزهدوا في الدنيا، فالحسين مدرسة عسكرية، اجتماعية، تربوية، من مدرسته تعلمت الام كيف تضحي بإبنها والاخت بأخيها وتكون صبورة محتسبة، فأن اي ثورة ضد اي طاغية هي ببركة ثورة الحسين الذي خرج طالبا الاصلاح، وكان مثالا للشجاعة والفداء اللذان صنعا القادة والمجاهدين والشهداء.

اريج الخنسا - بنت جبيل.أورغ


Script executed in 0.16829705238342