أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

كيفية تخطي علاقة حب فاشلة

الأحد 01 تشرين الثاني , 2015 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 43,833 زائر

كيفية تخطي علاقة حب فاشلة

1- كيف يتفاعل الجسم مع الخيبات العاطفية؟

الخيبة العاطفيّة تتحقق عندما يكون لدينا تصور ما في مخيلتنا عن إنسان وتستيقظ تلك المشاعر الكامنة والحاجات العاطفية من الإهتمام والحنان والتواصل ثمّ تأتي معاملة وتصرفات الآخر عكس هذه الأمنيات ويتصادم الخيال مع الواقع مما يؤدي إلى إختلال التوازن النفسي وبالتالي العاطفي والعقلي وقد يصل إلى حد الإنهيار العصبي ومن تداعياته الإكتئاب وفقد الثقة بالنفس والناس، وأحياناً الإنتحار. إذاً، نفهم من ذلك أنّ جسم الإنسان يتفاعل مع كل فكرة يعيشها الإنسان ويترجمها في لغته فتنعكس إمّا ألماً أو فرحاً، بمعنى آخر تكون هي سبب قوته وضعفه. 

2- ما هي الفترة المستلزمة لتخطي علاقة سابقة وتداعياتها؟

- تختلف الفترة التي يحتاجها الإنسان لتجاوز تداعيات الإنفصال عن الشريك من شخص إلى آخر، ويعود ذلك إلى مدى إمتلاكه للقدرات النفسية لتخطي هذه الأزمة ولإختلاف الأسباب. فالبعض يرفض أن يكون ضحيّة الحب بينما الآخر يستسلم للمشاعر السلبية والسوداوية خاصة إذا كان تعلقه بالآخر شديد ولا يرغب بالإنفصال عنه. وعليه، نجد البعض يتجاوز الأزمة خلال أشهر والبعض يحتاج لسنوات، وبالتأكيد ستكون المسافة الزمنية للخروج من الأزمة أقل في حال اللجوء للمعالج النفسي وبدون أدوية مهدئة.

3- ما هي الخطوات اللازمة التي يجب اتباعها للخروج من الاكتئاب المصاحب لهذه الحالة؟

يستطيع الفرد الخروج لوحده من حالة الإكتئاب إذا كان يملك الأفكار الصحيحة لنفسه وللحياة وفي هذه الحالة هو يحتاج لبعض الوقت ليختلي بنفسه ويُعيد ترتيب أفكاره، هذا أولاً، أمّا ثانياً: فهو بحاجة للتواصل مع المقربين (في حال لم يرغب بالتحدث إلى معالج نفسي) والتحدث عن كل مشاعره تجاه الآخر فهذه العملية تساعده للتخلص من الألم، كما يجب الإهتمام بفترات النوم ونظامها وكذلك الطعام لأنه غالباً ما تتأثر كافة نشاطاته سلباً وهو بالتالي يحتاج للدعم النفسي والمعنوي بالإضافة إلى الشعور بالأمان مجدداً.

4- كيف يختلف التعامل مع الخيبات العاطفية بين الذكور والاناث؟

- يعتقد البعض أن هناك فرق بين الإناث والذكور في التعامل مع الصدمات العاطفية، وما لمسته من خلال متابعتي للكثيرين أن جنس الإنسان لا علاقة له بشكل مباشر بدرجة حدّة الصدمة بقدر ما يرتبط الموضوع بشخصية الإنسان نفسه، فكلاً من المرأة والرجل مُعرّض لأن يصاب بالعوارض ويكمن الإختلاف بسمات وصفات الشخصية.

5- من يتخطى الموضوع بشكل اسرع؟ وهل فعلا الاناث هن الاضعف؟

لا يوجد دراسة حتميّة تستطيع أن تجزم من يتألّم أكثر، ولكن في عالمنا الشرقي نجد أن إمكانيات الرجل أكبر بكثير من إمكانيات المرأة لتخطي الأمر وخاصة أن موضوع المبادرة والخطبة والزواج هي بيد الرجل وهذا الأمر يعتبر من التقاليد التي لا زالت تسيطر على غالب مجتمعنا. ويمكننا القول أن الرجل أضعف من أن يبقى بلا إمرأة وهذا ما تؤكده الدراسات حول العالم، ولكن بما أن الذكورية هي عالميّة لا يمكننا الجزم ما لم تُعطى المرأة زمام المبادرة وهذا ما نراه بعيداً عن الواقع وقد نشاهده فقط في حالات نادرة أو الأفلام والمسلسلات التلفزيونية. وعليه، إنّ الواقع يمنح الرجل الفرصة لتخطي المسألة بسرعة أكثر من المرأة بإيجاده بديلاً لها في حياته، بينما تتخطى هي الأزمة وحدها أو بإنتظار البديل.

6- ما المدة التقريبية التي يجب انتظارها لخوض علاقة جديدة؟

 أنصح كل شخص لديه أفكار مشوشة نتيجة علاقة سابقة أن لا يدخل في علاقة جديدة قبل ان يتخلص من المشاعر التي يحملها تجاه الشريك السابق. اما بخصوص الفترة الزمنية فهذا يرجع إلى مدى توازنه النفسي وهذا يحتاج إلى تقييم عيادي ولا يمكن تحديده كما أشرنا سابقاً، إذ تختلف قدرات الأفراد وشخصياتهم، فالبعض يحتاج لأشهر وآخرون إنتظروا لسنوات.

7- هل يفضل قطع التواصل كليا مع الشريك السابق وان كانت ظروف الحياة تستلزم وجود الشريك السابق في حياة الشخص عمل مشترك..كيف يتصرف؟

 إن بقاء التواصل مع الشريك السابق ليس هو المشكلة بحد ذاته، وإنّما المشاعر التي يحملها إتجاهه هي المشكلة.  فلو بقيت مشاعر الحب الجارفة بعد الإنفصال ستكون مصدراً للقلق والتوتر والغضب والحزن وغيرها من المشاعر المؤلمة، وفي هذه الحالة تضعف الحلول ويكمن الحل إما بتغيير مكان العمل، أو الإرتباط بشريك آخر، أو الحصول على علاج نفسي مكثف لإعادة التوازن والإنفصال العاطفي عن الشريك، إذا أن المشاعر هي الواقع الذي يحتاج إلى التغيير. ففي بعض حالات الطلاق يتوجب بقاء التواصل غالباً بسبب الأطفال وهنا يجب ترك النزاع والصراع والعدوانية لمصلحة الأطفال، أما في حالة الإنفصال عن الشريك الذي يعمل في نفس المكان فيجب أن تكون العلاقة محدودة ومحصورة بالعمل وان يُراعي الإنسان مصلحته ومستقبله والمشكلة ليست في الشريك السابق كما أشرنا سالفاً وإنما تكمن بالتداعيات النفسية التي تحتاج إلى حل.

8- هل انشاء علاقة عاطفية جددية مؤقتة بعد الاولى تساهم بالخروج من حالة الاكتئاب ام تضر؟

لا بأس بأن يتواصل الإنسان مع شخص لفترة مؤقتة للخروج من أزمته إذا لم يكن ذلك إستغلالاً للآخر وإستنزافاً للمشاعر، وفي هذه الحالة من الأفضل التحدث والتواصل مع الأصدقاء وأفراد العائلة، والتأمل في الأحداث التي تخللت العلاقة لتحويل تلك التجربة إلى مصدر للحكمة والقوة، فأغلب الناس لا تفهم الحب كما يجب.

9- يشاع بأن تناول  الشوكولا يخفف من المشاعر السلبية في هذه الفترة ما صحة هذه المقولة؟

إنّ الشائعات التي ترتبط بالحب لا تقتصر على تناول الشوكولا، فهذا الأمر يشبه عملية تسويق تجارية بإمتياز، وإنّما ما يساعد الفرد على تحسين مزاجه هو بعض العناصر الغذائية والمعدنية التي تغذي العصب تماماً كما تُغذي الفيتامينات الدم وفي حال نقصها نُصاب بفقر الدم. إن ثمرة شجرة الكاكاو غنيّة بالمغنيزيوم الذي يُعتبر من أهم العناصر المعدنيّة والذي يساعد على الإسترخاء وينظم طبيعياً بعض وظائف الجسم مثل النوم بإنتظام، هذا بالإضافة لتضمنه للألياف والدهن والحديد والزنك وغيرها، مما يجعله محسناً للمزاج. ولكن الشوكولاتة المصنعة في الأسواق تحتوي على كميات كبيرة من السكر وغيرها من المواد، لذا لا بأس بتناول الشوكولا الداكنة التي تحوي في أغلبها كمية قليلة من الإضافات ونجد نسبة الكاكاو فيها 80% . لكن طعمها مُرّ جداً ويجب تناولها بكميات مدروسة وليس عشوائيا. وعليه، أنصح بتناول الوجبات الصحيّة والفواكه والخضار وعدم الإعتماد على نوع واحد من الطعام لأن جسم الإنسان بحاجة للتنويع. ولا يجب أن نُهمل الفحوصات الطبيّة للتأكد من عدم وجود مشكلة في الدم لأن ضعف الدم ونقص الفيتامين "د" مثلاً، يؤثر أيضاً على مزاج الفرد بشكل عام فكيف إذا كان يعاني من فقدان التوازن النفسي.

 

10- متى يصبح التدخل الطبي امرا ضروريا؟

يستوجب التدخل الطبي عند حدوث عوارض حادة كنوبات بكاء مستمرة أو سيطرة مشاعر الحزن والإحباط والشعور بالعجز، وعند محاولات الإنتحار، كذلك قد ينتج نوبات غضب شديدة ونتخوف من سلوك إجرامي كما نسمع في الأخبار. على المحيط من أصدقاء وأهل الشاب أو الفتاة الذين يعيشون تداعيات الإنفصال عن الشريك ان يقدموا لهم الدعم النفسي والمعنوي والتواصل معهم وعدم تركهم يتألمون وحدهم حتى يجتازوا هذه المرحلة بسلام ويسترجعوا قوتهم، كما ندعوهم لأن لا يترددوا في الحصول على إستشارة نفسية والجلوس مع المعالج النفسي الذي سيستمع لهم دون ملل وكلل ويعمل على مدهم بالقوة اللازمة ومعالجة المشكلة من كل جوانبها وإعادة التوازن لكافة قطاعات حياة الفرد. فبعض الحالات تتطلب العلاج الدوائي إلى جانب العلاج النفسي وبعضها لا يحتاج إلى الأدوية وهذا ما يحدده المعالج النفسي أثناء المعاينة .

أريج الخنسا - بنت جبيل.أورغ

Script executed in 0.18885016441345