أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

"زيكا في منزلنا منذ 15 عامًا.. لا تخافوا"

السبت 06 شباط , 2016 10:56 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 23,842 زائر

"زيكا في منزلنا منذ 15 عامًا.. لا تخافوا"

قُدّر لـ"جوان هارتلي" أن تعيش 15 عامًا في غموض وذعر وخوف مع ابنتيها، اللتين لم تكتشف وضعهما الصحي الغريب، حتى دقّ العالم ناقوس الخطر حول فيروس "زيكا".

 

بدأت قصّة هارتلي (41 عامًا) بعد زواجها من زميلها على مقاعد الدراسة "سكوت"، الذي أحبّته وأنجبت منه طفلاً طبيعيًا يُدعى كال، لكنّ "الحياة المثالية التي كانت تحلم بها، تحطّمت مع إنجابها طفلتين مصابتين بعيب خلقي".

 

وتروي هارتلي في حديثٍ لـ"واشنطن بوست" أنّه عندما ولدت طفلتها كلير، والتي تبلغ من العمر اليوم 15 عامًا، أعجبت الأم بعينيها الكبيرتين بالرغم من رأسها الصغير الذي اكتشفه الأطباء، فأخذوا الطفلة المولودة حديثًا من حضن أمها وقالوا: "هناك شيء خطأ.. أمرٌ غير ثابت".

وتابعت الوالدة: "بعد سلسلة من الفحوصات والمعاينات أُفيِدت أنّ كلير تشكو عيبًا خلقيًا، يسبب ولادة أطفال برؤوس وعقول صغيرة". وأضافت: "قال لي الأطباء إنها لن تعيش أكثر من عام".

وبعد حملها بالفتاة الثانية "لولا" التي تبلغ الآن 10 أعوام، شخّص الأطباء حالتها، وأبلغوا الأم أنّ "رأسها صغير"، فتذكرت الحالة الأولى مع زوجها "سكوت"، فأُحبطت وبكَت.

حتّى وقت قريب، كان مجتمع ضيق من العائلات يتعايش مع أطفال لديهم هذا العيب، وبحسب الصحيفة الأميركية "يوجد حوالى 25 ألف إصابة بـ"زيكا" في الولايات المتحدة". لكن تمّ تشخيص آلاف الأجنّة في أرحام حوامل في البرازيل، يعانون من "زيكا". وقيل إنّ البعوض ينقله. وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية بسبب "زيكا" في العالم. وطُلبَ من النساء في البلدان المتأثرة بالفيروس بعدم الحمل.

وأعربت هارتلي عن سعادتها باكتشاف سرّ العيوب الخلقية، وإذ فرحَت بنشر الوعي عن أمر تعاملت معه لـ15 عامًا، قالت: "أشعر بالحزن على الأطفال الجدد المصابين، وأفهم شعور عائلاتهم إذ اختبرت الأمر مرتين". لكنّ هارتلي أوضحت للعالم أنّ "الفرح يمكن أن يأتي من خلال هؤلاء الأطفال".

وتابعت: "خلال العام الأول من حياة كلير، عشت مع زوجي بحالة من الخوف الدائم والحزن. وتشتتت فكرة الحياة المثالية. ولم نعرف كم ستعيش طفلتنا". وأضافت: "عندما تمّ تشخيص حالة لولا، عادَت المشاعر السلبية إلينا، خصوصًا وأنني أعلم أنّ عمر الأطفال المصابين يكون قصيرًا"، وأعربت عن خوفها إذ "كيف ستدفن ابنتاها يومًا ما"، وبدأت بالبكاء، ثمّ استجمعت مشاعرها ولم تدع الإحباط والمخاوف يسيطران عليها طويلاً.

وعن وضع الفتاتين، تشير الأم إلى أنّ "كلير ولولا لديهما أشكال حادّة في الرأس، ولديهما مضاعفات صحية جدية. وتعانيان من قصر القامة، الشلل الدماغي الرباعي، والصرع"، لكن كلير تحاول أن تزحف وترفع ذراعها، وكشفت عن حلمها بأن تستطيع "لولا" المشي.

وبحسب الصحيفة، فإنّ الأم التي كانت معلّمة، تركت عملها منذ ولادة طفلها الأوّل، وافتتحت مدوّنة، تكتب فيها عن عائلتها ونمو ابنتيها، والقصص كانت مسلية ومؤثرة وصادقة، إلى حين اكتشف العالم "زيكا". وقالت هارتلي: "منذ بدأت أخبار "زيكا" تتصدّر الصحف، شهدت زيارات مرتفعة في مدونتي، آمل لو أصبح مصدر أمل وإلهام للآباء الذين يخافون على أطفالهم المصابين".

وتوجّهت برسالة للعالم بالقول: "أرى إبنتي من منظار منير، أعلم ما بداخل قلبها وما تحب. ويزداد الأمل عند رؤيتها تستكشف العالم وتفرح من الأشياء الصغيرة. يقولون إنه عيب خلقي رهيب. لكن لا أنظر إلى أنّ الأطفال كذلك، بل إنهم رائعون، بالنسبة لي الأمر ليس قبيحًا". وختمت بالقول: "يمكن أن تتفاءلوا فنحن سعداء ونحب الحياة".

 

(washingtonpost - لبنان 24)

Script executed in 0.16598987579346