أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

تلوُّث المياه يهدّد ألف عائلة في الكورة

الإثنين 08 شباط , 2016 08:33 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,687 زائر

تلوُّث المياه يهدّد ألف عائلة في الكورة

لم تفلح مساعي سكان مشروع «ثمار 2»، في ضهر العين، في التخلص من مشكلة تلوث مياه الآبار الارتوازية، جراء اختلاطها بمياه الصرف الصحي، لا سيما بعد محاولتهم الأخيرة بتركيب محطة لتكرير المياه، بقيمة 13 ألف دولار أميركي، إذ إن التلوث يتزايد ليشمل المنطقة بأكملها، ويوسّع من مروحة المتضررين، بيئياً وصحياً واقتصادياً، لتشمل ما يقارب الألف عائلة.
يعود السبب الأساسي في المشكلة إلى شبكة مياه الصرف الصحي الممتدة في وادي هاب وصولاً الى بكفتين، ومن بعدها تتابع المياه الآسنة سيرها مكشوفة في الطبيعة على مسافة عشرات الأمتار، حتى تصب في حفرة عميقة قرب جسر بكفتين، على الحدود مع ضهر العين، فتخترق الطبقات الجوفية وتجتاح بالتسلسل الطبيعي آبار ضهر العين، راسمسقا، البحصاص، وابي سمراء الجديدة باتجاه المنار.
نتيجة لتلوث المياه، تكبّد الأهالي الأعباء المالية لقاء شراء الصهاريج سعة أربعة آلاف ليتر بـ 30 ألف ليرة، مرتين في الأسبوع لكل عائلة تقريباً، لذا قرّرت لجنة مبنى ثمار، شراء محطة لتكرير المياه بالتقسيط.
إلا أن المفاجأة ظهرت بعد أسبوعين من تركيب هذه المحطة، حين أُجري فحص مخبري للمياه ليتبين أنها غير صالحة للشرب أو حتى للاستخدام المنزلي، بالرغم من تكريرها نظراً لارتفاع نسبة التلوث فيها، جراء اختلاطها بشكل كبير بمياه الصرف الصحي، حيث أكد عدد من الخبراء الصحيين أن استخدام المياه يعرّض السكان للإصابة بالميكروبات المسببة للتيفوئيد والديزانتيري والكوليرا والفيروسات المعوية والطفيليات وغيرها.
معاناة الأهالي مع المياه تتواصل من حيث الشح صيفا، وتكثر الإشكالات بين السكان حولها، خصوصاً في ظل عدم قدرة بعض العائلات على تحمل الأعباء المالية التي يفرضها شراء الصهاريج، في حين ترى مصادر متابعة أن مشكلة تسرُّب المياه المبتذلة من الوادي الى المياه الجوفية واختلاطها بمياه الآبار «كانت محدودة في السنوات السابقة، بسبب تدفق مياه الأمطار التي تجري معها»؛ إلا أن التغيير المناخي الذي يشهده لبنان منذ ما يقارب الأربع سنوات، وتزايد عدد السكان، لا سيما جراء الأوضاع الأمنية التي سادت طرابلس في السنوات الأخيرة، وانتقال العديد من العائلات للسكن في الكورة، ساهمت في تفاقم المشكلة، وتحويل لون المياه الى الأخضر، وانبعاث الروائح الكريهة منها، حتى أن الديدان ظهرت فيها خلال العام الماضي وفق تأكيد غالبية سكان مشاريع ثمار1 و2 وجعارة وايعالي ورافعي ومكية. وكانوا قد قدموا طلباً الى البلدية لإخبار السلطات المعنية، ونتج منه زيارة موظف من وزارة الصحة أبلغهم حينها عن إقفال الآبار في حال احيلت عينات للفحص ونتج منها وجود تلوث، ما دفع غالبية الأهالي الى رفض إجراء الفحص لعدم وجود بديل.


ويشير رئيس لجنة ثمار 2 زاهر المصري الى تقديم اللجنة طلباً الى وزارة الطاقة والمياه، لتأمين مياه الشفة عبر الشبكة الجديدة، لكن من دون جدوى.
وإذ يرفع الأهالي الصوت عالياً، مطالبين باستكمال مد شبكة الصرف الصحي وإنشاء محطة تكرير للمعالجة، يؤكد رئيس بلدية راسمسقا جرجي القاري أن جميع الكتب والعرائض والأصوات لم تلقَ جواباً من المعنيين لإكمال المشروع، معرباً عن استعداده للتعاون مع بلدية طرابلس لرفع الضرر الحاصل.
فاديا دعبول 
السفير بتاريخ 2016-02-08 على الصفحة رقم 4 – محليّات
http://assafir.com/Article/472784

Script executed in 0.19340920448303