تقسو الحياة أحياناً. تقسو كثيراً. هذا ما فعلته مع حسن البرّاج، العسكري في الجيش اللبناني.
كان حسن مستعجلاً دوماً. بالكاد تجاوز العشرين من عمره حتى بدأ يفكّر بالارتباط. أحبّ سريعاً، وقرّر عقد خطوبته سريعاً. للتسرّع أحياناً كثيرة عواقب على الإنسان، ولكن للسرعة في قيادة السيّارة عاقبة قد يكون النجاة منها مستحيلاً.
كان يمكن لابن بلدة برجا الشوفيّة أن يسقط شهيداً في الجيش. هذا ما حذّره منه كثيرون حين قرّر الالتحاق بالمؤسّسة العسكريّة، إلا أنّه أصرّ على ذلك. لكنّ حسن اختار طريقاً آخر للموت. هو سلك ليل الأحد الماضي الطريق المؤدّي من بلدته الى بيروت ليوصل صديقاً له، وفي طريق العودة كان مسرعاً في القيادة. لعلّه كان مستعجلاً ليبزغ فجر الإثنين الذي سيشهد على خطوبته التي أعدّ لها على الرغم من ضيق أحواله المعيشيّة.
أدّت السرعة الزائدة الى فقدان حسن سيطرته على السيّارة فقفزت من مسلكٍ الى آخر على أوتوستراد السعديات واصطدمت بسيّارة أخرى، ثمّ اصدمت بالإثنتين سيّارة ثالثة.
توفّي حسن على الفور. يوم خطبته تحوّل الى يوم وداعه. بكاه ذووه الذين كانوا ينتظرون أن يفرحوا به. عانقت آهاتهم غيوم السماء. رقصوا بجثمانه على الأكتاف. تحوّلت ضيافة الخطوبة الى ضيافة الرحيل القاسي. أمّا عروسه التي كانت تنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر، فلم يجفّ دمعها حتى اليوم، وهي لا تخلع عنها، منذ ذلك اليوم اللعين، السترة التي كان سيرتديها ليلة الخطوبة.
تقسو الحياة أحياناً. وكم قست على حسن البرّاج، وجميع من عرفه فأحبّه...
موقع Mtv
