أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الأسماك والضفادع والحشرات المعدلة وراثياً في جبهة موحدة ضد فيروس زيكا

الأحد 14 شباط , 2016 10:55 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,868 زائر

الأسماك والضفادع والحشرات المعدلة وراثياً في جبهة موحدة ضد فيروس زيكا

تضاعف بلدان أميركا اللاتينية مبادراتها لمحاربة البعوض الحامل لفيروس زيكا. و هو المسؤول عن تزايد كبير في حالات ولادات لأطفال مصابين بتشوهات خلقية.

فعلى شاطئ سان دييغو على السواحل المطلة على المحيط الهادئ في السلفادور، تتحكّم اسماك معروفة بـ"زامبو" (واسمها العلمي "دورميتاتور لاتريفونس") حيوياً بهذه البعوض.

وقال رافاييل غونزاليس البالغ 30 عاما وهو صياد في هذه القرية أن هذه الاسماك الصغيرة "تتمتع بما يشبه القوة القتالية الفعلية في مواجهة فيروس زيكا اذ انها تأكل كل اليرقات في المستوعبات التي نخزن فيها المياه".

التجربة التي انطلقت سنة 2012 أعيد القيام بها في حوالى عشرين قرية في السلفادور.

من ناحيته لفت مارييلوس سوسا المكلف هذا المشروع الى ان "الجميع يظهرون تعاونا، الشباب يساعدونني على اصطياد اسماك زامبو في مصب النهر لكي تتكاثر والبالغون يراقبون تجمعات المياه في منازلهم".

وبهذه الطريقة، تحارب السلفادور البعوض المسببة لفيروس زيكا عبر مكافحة اليرقات قبل تحولها الى بعوض، في حين تنفذ بلدان اخرى في المنطقة تعاني ايضا من الوباء حملات رش مبيدات حشرية محدودة الفعالية وفق الخبراء.

واعتبرت كاريسا اتيان من منظمة الصحة عبر الاميركيتين أن رش المبيدات الحشرية قد يكون فعالا في تقليص اعداد البعوض البالغة غير أنها ليست بهذه الفعالية في محاربة يرقات البعوض.

و مؤخراً، يتم الإستعانه بتقنيات اخرى معروفة منذ سنوات في محاربة حمى الضنك.

ففي البيرو، طورت الاخصائية في علم الاحياء بالميرا فنتوزيا سنة 1992 مبيدا حشريا طبيعيا مصنوعا من جوز الهند ونبات المنيهوت والهليون والبطاطا من شأنه القضاء على يرقات البعوض المصري (المسبب لفيروس زيكا) وانواع اخرى من البعوض الناقل للامراض بينها تلك الناقلة لعدوى الملاريا.

هذه الآلية التي وافقت عليها منظمة الصحة العالمية استخدمت بنجاح في غويانا وهندوراس والبيرو وقريبا في اوغندا وموزمبيق.

وبخلاف المنتجات الكيميائية التي غالبا ما تكون باهظة، هذه المبيدات الحشرية الطبيعية "تتميز بسعرها الزهيد وعدم سميتها ويمكن الاستعانة بها من السكان"، على ما تؤكد فنتوزيا من معهد الطب الاستوائي في جامعة كاييتانو هيريديا في البيرو لوكالة فرانس برس.

وللتكاثر بوتيرة كبيرة، تحتاج البكتيريا القاضية على اليرقات الى الكربوهيدرات وكلوريد المغنيسيوم والكالسيوم والصوديوم والسكروز. هذه العناصر كلها موجودة في المبيد الطبيعي لليرقات.

وقد استحدثت هذه الجامعة في البيرو نماذج بسعر دولار واحد تضم هذا المنتج الذي يؤدي فور توجيهه على اليرقات الى القضاء عليها في غضون عشر دقائق.

في كولومبيا، تم تطوير برنامج لاطلاق بعوض حامل للبكتيريا الولبخية الموجودة في حوالى 70 % من الحشرات والتي تعمل كلقاح وتمنع تمدد فيروس زيكا في جسم البعوض.

كذلك اطلقت مبادرات مشابهة في البرازيل وبنما مع بعوض ذكر معدلة وراثيا تنتج من خلال التزاوج حشرات لا تستطيع العيش حتى مرحلة البلوغ وبالتالي لا يمكنها التكاثر.

وأوضح مدير برنامج البحوث ومكافحة الامراض الاستوائية في جامعة انتيوكيا الكولومبية ايفان داريو فيليز أن "الهدف ليس القضاء على البعوض المصري بل الابقاء على اعدادها في مستويات متدنية تعطل قدرتها على نقل المرض".

وذكر فيليز بأن اميركا اللاتينية نجحت في ستينات القرن الماضي بالسيطرة بشكل شبه كامل على البعوض المصري لكن "بسبب عدم تنبه السلطات عادت هذه البعوض للتمدد".

واعتبر أن "الوضع الحالي يبدو اكثر تعقيدا لأن البعوض موجودة في عدد اكبر بكثير من المدن وثمة حركات انتقال اكبر للاشخاص كما ان الاحترار المناخي العالمي يسهل بقاءها" مع أن "الحكومة قادرة على السيطرة على الوضع في حال ارادت ذلك".

وفي انحاء اخرى من اميركا اللاتينية، يتم البحث في اساليب اخرى كما الحال في المكسيك حيث تدرس الوكالة الدولية للطاقة الذرية امكان استخدام الاشعاعات للقضاء على قدرة البعوض على التكاثر.

في حين يبدو الارجنتينيون اكثر واقعية اذ انهم يتهافتون منذ اسابيع على اقتناء الضفادع لكونها تقتات على الحشرات.

(أ.ف.ب.)

Script executed in 0.19384908676147