أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الهجوم في ساحل العاج والعزاء في الجنوب

الإثنين 14 آذار , 2016 08:42 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 38,962 زائر

الهجوم في ساحل العاج والعزاء في الجنوب

لم تطل هدأة بال اللبنانيين لاقتصار ضحايا الهجوم الإرهابي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي، على شاطئ «غراند بسام» في ساحل العاج بعد ظهر أمس، على خمسة جرحى منهم. برغم أن القائم بالأعمال في السفارة اللبنانية في أبيدجان وسام كلاكش أعلن بعد حوالي ثلاث ساعات من وقوع الحادث، أن لا قتلى بين اللبنانيين ولا رهائن بين أيدي المسلحين.

إلا أن عمليات المسح في أرجاء المنتجعات السياحية الثلاثة المستهدفة، قادت إلى توفيق حايك (54 عاماً مولود ومقيم في ساحل العاج متزوج وله ثلاثة اولاد ويملك محلاً لبيع الخرضوات في أبيدجان) جثة في إحدى الزوايا مضرجاً بدمائه ومرتدياً ثياب البحر. الصدمة عمت الجالية اللبنانية الأكبر في أفريقيا (حوالي 35 ألفاً) التي خسرت في حوادث جنائية سابقة الكثير من أبنائها. أبناء دير قانون رأس العين (قضاء صور) محمد مرتضى وزوجته رشا جوني ونجيبة صبرا ووالداها تماثلوا للشفاء بعد إصابتهم بجروح متوسطة وطفيفة. أما حسن مرتضى، شقيق محمد، فقد أصيب برصاصة في أمعائه تسببت له بنزيف، لكنه خضع لعملية جراحية وتخطى مرحلة الخطر.
الرئيس العاجي الحسن واتارا أعلن أن 14 مدنياً وجنديين اثنين من أفراد القوات الخاصة قتلوا في الهجوم عندما اقتحم مسلحون المنتجع وفتحوا النار عشوائياً وقتلوا في تبادل لإطلاق النار مع الأمن. مساء، أعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مسؤوليته عن الهجوم. ونشر على موقع تابع للجماعات المتشددة بياناً جاء فيه: «بفضل من الله وتوفيقه تمكن ثلاثة أبطال من فرسان قاعدة الجهاد ببلاد المغرب الإسلامي من اقتحام المنتجع ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻲ بسام ﺍﻟﻜﺒير». وتردد أن الهجوم استهدف بعثة أميركية، علماً بأن من بين الضحايا فرنسيين وأميركيين.
شهيد لبناني وستة جرحى في هجوم «القاعدة»

السفارة اللبنانية طلبت من أفراد الجالية توخي الحذر والتزام المنازل. الأمن العاجي أفرغ المتاجر والمطاعم والمحال والأماكن العامة من روادها، خوفاً من وقوع هجوم آخر. لكن مصادر الجالية أشارت إلى أن الحركة ستعود اليوم إلى طبيعتها في أماكن العمل والأسواق والمطاعم.


وكان متوقعاً أن يحصد الهجوم العديد من القتلى والجرحى في يوم العطلة. شاطئ بسام على المحيط الأطلسي البعيد 40 كيلومتراً عن أبيدجان، ترتاده الطبقات الفقيرة والمتوسطة من المواطنين الكوتديفواريين والمقيمين من لبنانيين وفرنسيين وغيرهم. وسبب وقوع معظم القتلى من صفوف المواطنين، يعود إلى ان المهاجمين الذين نزلوا من قارب في البحر التقوا بداية بهم على الشاطئ، فأطلقوا النار عليهم وتابعوا سيرهم نحو المنتجعات والمسابح التي يرتادها اللبنانيون والفرنسيون والأجانب.
هذا في أرض الحدث، لكن جنوب لبنان لم يكن أقل تأثراً من الكوت ديفوار. معظم أبناء الجالية يتحدرون من الجنوب. في الزرارية (قضاء الزهراني)، ساد التوتر بعد انتشار نبأ الهجوم، في صفوف أبناء البلدة و»الجالية العاجية» فيها. ففي الزرارية، عمال وعاملات «عاجيون» جاؤوا برفقة لبنانيين للعمل في مسقط رأسهم. أحد أبناء الزرارية المغتربين في «ساحل العاج» حسام زرقط الذي صودف وجوده في لبنان، بادر إلى الدعوة لوقفة تضامنية مع ضحايا الهجوم وتحية إلى الشعب «العاجي» وإضاءة شموع لأرواح الضحايا، عند الخامسة من مساء اليوم في الساحة العامة في الزرارية.
«القاعدة» وصل إلى «ساحل العاج». قبلها، مرّ على نيجيريا ومالي والكاميرون وبوركينا فاسو. التنظيم ذاته تبنى في كانون الثاني الماضي هجوماً على فندق في واغادوغو في بوركينا فاسو. وفي مالي، استهدف هجوم مماثل فندق راديسون في العاصمة باماكو في تشرين الثاني الماضي.
آمال خليل
الأخبار - سياسة
العدد ٢٨٣٧ الاثنين ١٤ آذار ٢٠١٦
http://al-akhbar.com/node/254160

Script executed in 0.18226909637451