سأبقى أصرخ : في وجه شياطين الفتنة والدم
فجّار السياسة ، وتُجّار الدين ، وعوام الغباء
حتى تنفجر شرايين رأسي وتتقطع نياط قلبي
سأصرخ يا قذارات البشرية
أنتم البلاء وكل داء
أنتم السفّاحون أنتم الهتّاكون أنتم السارقون
سأصرخ على كل منبر وفي كل واد
ما سُفِكَ دمٌ ولا هُتِكَ عرض ولا يُتِّم طفل
إلا وأنتم أسُّه وأصله وأوله وآخره
أنتم يا أرجاس التاريخ وأنجاس الأرض
أنتم محاضن الفتن ومنكم مصدرها وإليكم تعود
ما خسر إلا من تابعكم وما ربح إلا من خالفكم
خسئت ظهور حمَلتكم إلى عروش الخواء
وتمجّدت رؤوس شمخت برفضكم
---------------------------
سأبقى أصرخ في نيام الغباء
أما آن لكم في يقظة تعيد لكم إنسانية الحياة
أم أنكم من البهائم أضل سبيلاً
ماذا جنيتم في إتباع شياطين الفتنة والدم
فجّار السياسة وتُجّار الدين
سرقوا دنياكم وأضاعوا آخرتكم
أغرقوكم في بحار دماء
وباعوكم عند كل مفرق وسوق
سكنوا الفنادق والقصور
وأبقوا لكم الخيام والقبور
كلاب وذئاب هم
وخراف بلهاء أنتم
بالله عليكم من أين أتوا ومن أين أتيتم
وإلى أين أنتم وهم المصائر
أما سمعتم من قال :
إن لم يكن لكم دين فكونوا أحراراً في دنياكم
أما علمتم أن الله خلق لكم أظهراً واقفة
حتى لا يركبها أحد
فما بالكم أحنيتم ظهوركم
لكل متصعلق على منبر
أو متسترٍ بخرقة وشُعيرات
متى قال ربكم أن بينه وبينكم وسائطاً
أو أنه كتب الدنيا لذئاب الفتنة والدم
وحرمكم حتى فتاتها
أما علمتم أن الله أرسل رُسله لكم
وأنزل كتبه من أجلكم
وجعل خزائن الأرض ومعاجز السماء مطية سعادتكم
فما بالكم بعتم العاجل والآجل لكلاب تنهش ولا تشبع
يصيب بطونهم الداء كما يصيبكم
وتسكن الديدان قبورهم كما قبوركم
فأيُ عته فيه أنتم
أما آن لكم أن تصرخوا
لسنا خرافاً : فلا تبقى ذئاب ترعى ولا كلاب تقود.
-------------------------
نعم سأبقى أصرخ في حيتان المال والجاه
ما كان أحدكم إلا نطفة لا تراها إلا المجاهر
وما مصيركم إلا عتمة المقابر
نعم قد تسلبون دماء وفرح كل الفقراء
لكنكم أضعف من بعوضة إن نقلت إليكم الداء
رويدكم رويدكم ما أنتم إلا دون كعب فرعون
وقد قتله ماء سد عليه المنافذ
لن أنادي فيكم حياءً ولا ضمائر
فإني أعلمُ أنها ما كانت فيكم ولن
لكن إن كان لكم ما لكم
فاشتروا الخُلد لدنياكم
وإمنعوا النُعاس أن يسرق عيونكم
حتى لا تغيب مباهج الحياة عن أنظاركم
ومتى جاءكم المرض إرفسوه بعيداً عن أجسادكم
وأوقفوا السنين حتى لاتجري بأعماركم
وإن تجرأ الموت لزيارتكم ليلاً أو نهاراً
فلا تترددوا وسلِّطوا عليه أزلامكم
-------------------------
سأبقى أصرخ
في وجه العدو والحبيب
رغماً عنكم سأبذل الحبَ لكل الناس
وسأعطي من نفسي حتى من لا يقصدني
فقد علمتُ أن ربي أحب وأعطى دون أن يُسأل
وأنه جعل الجنة للقلب السليم
وأنه أرسل أشرف خلقه ناصحين مشفقين
للعصاة والكُفّار والمجرمين
وأنه وعد التائب بحبٍ وأجرٍ عظيم
نعم سأصرخ وإن لم يرض المُحبُ والصديق
أن الله لم يخلق مسيحياً ولا مسلماً ولا سنياً ولا شيعياً
بل أنه خلق الناس
وقال أنه رب الناس وملك الناس وإله الناس
وأنه رزق الكافر به كما المؤمن
وأنه أمّرض المؤمن كما الكافر
وأن إليه المصير وحده لا شريك له
سأبقى أصرخ وإن تقطّعت الأوصال
هذا كلامي من أعجبه فهو المُراد
ومن أغضبه فإن الله حسبي
وهو الموفّق والمستعان .
بقلم فضيلة العلامة المحقق الشيخ ابراهيم فواز
