أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

إضراب هيئة التنسيق: «التذكير» لا يوجع

الأربعاء 27 نيسان , 2016 09:58 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 5,591 زائر

إضراب هيئة التنسيق: «التذكير» لا يوجع

مرة أخرى، أتت اعتصامات هيئة التنسيق النقابية باهتة بالنظر إلى كونها تتحرك من أجل مطلب فئوي هو سلسلة الرتب والرواتب
لم يشلّ إضراب هيئة التنسيق النقابية، أمس، سوى عدد قليل من المدارس الخاصة تركز معظمها في الشمال، فيما تفاوتت نسبة التجاوب في الإدارات العامة، إذ شهد بعضها يوم عمل عاديا مثل وزارات المال والصحة والاقتصاد والداخلية والخارجية، فيما كان الالتزام ضعيفاً في وزارات الزراعة والشؤون الاجتماعية والطاقة والمياه، وجاء مقبولاً في وزارتي التربية والصناعة.

ومن خلال تواصل «الأخبار» مع مندوبي رابطة الموظفين في الادارات العامة تبين أنّ هناك أسباباً عدة للعزوف عن المشاركة لا تنحصر فقط في الاعتراض على «انتهاء صلاحية» القيادة الحالية للرابطة، فقد بدا أن البعض لا يريد أن يضيع وقته في تحرك لا يجدي نفعاً، ولا سيما في وزارة الداخلية التي تستعد للانتخابات البلدية، بحسب عادل مصلح. في المقابل، هناك من لا يلتفت ما إذا كانت الرابطة «شرعية» أو «لا شرعية» عندما يتعلق الأمر بمصالحه المباشرة، على حد تعبير شانتال عقل، مندوبة وزارة الصناعة.
أما في التعليم العام الاساسي والثانوي والمهني الرسمي، فالإضراب هو يوم عطلة، إذ لازم المعلمون منازلهم وعزفوا عن المشاركة في التحركات «التذكيرية» لهيئة التنسيق، بل إن البعض لم يتردد في خرق يوم "العطلة"، ولا سيما في صفوف الشهادات الرسمية، وإن بنسب محدودة.
هذا التلاشي في الاستجابة لأي مبادرة يشير إلى أن هيئة التنسيق خرجت من دائرة الفعل، وهذا ليس رأي المراقبين من الخارج كما أنّه ليس رأي القواعد التي تدعي تمثيلهم فحسب، بل ايضا هو راي بعض "الممثلين" في القيادة النقابية، الذين باتوا يقولون في مجالسهم الداخلية: «إذا ما في سلسلة شو بعدنا قاعدين عم نعمل خلينا نروح على بيوتنا».


انضم وزير التربية
إلى اعتصام المتعاقدين في اطار اللعب على التناقضات

هيئة التنسيق خسرت في الواقع الآليات الديموقراطية البديهية لتنفيذ أي تحرك، وهي العودة إلى مجالس المندوبين والجمعيات العمومية، أي إن المعلمين والموظفين لم يعودوا شركاء ولو بالإسم في ما تقرره الهيئة نيابة عنهم، وبهذا المعنى فقدت الروح إلى جانب فقدانها الفعل الميداني.
الاعتصام أمام وزارة التربية أمس أتى خجولاً مثل العادة لدرجة أنه يمكن إحصاء عدد المشاركين الذي لم يتجاوز 125 شخصاً بمن فيهم رجال الأمن المخفيون والصحافيون والصحافيات. الاعتصامات في المناطق لم تكن بأفضل حال، وقد علمت «الأخبار» أن القسم الأكبر من المشاركين كانوا من التعليم الأساسي، فيما كان الإقبال ضعيفاً من أساتذة التعليم الثانوي والإداريين.
هذا المؤشر ليس هامشياً باعتبار أن هيئة التنسيق تتحرك بذريعة مطلب فئوي هو إقرار سلسلة الرواتب، التي تمثل زيادة مباشرة لأجور نحو 180 ألف مستفيد. حتى يكون الاعتصام مقبولاً، يجب ألا تقل نسبة المشاركة عن 10%، ما يعني انخراط الآلاف من المستفيدين وعائلاتهم وأقاربهم واصحابهم وجيرانهم.
من هنا، يدرك وزير التربية الياس بو صعب أن هيئة التنسيق لم تعد طرفاً في مواجهته، وبالتالي فإن تحركاتها لا تدخل في حساباته، إلاّ في إطار اللعب على تناقضات فئات المعلمين والتشويش المقصود عليهم، ففيما كانت الهيئة تنفذ اعتصامها أمس، انضم الوزير إلى اعتصام موازٍ كان ينفذه المتعاقدون ليؤكد لهم أنّه "قدم مشروعاً إلى وزير المال لتحسين أوضاعهم»، مشيراً إلى أننا «ننتظر أول جلسة تشريعية لبت السلسلة وغلاء المعيشة».
التجربة التي تخلت عنها قيادة هيئة التنسيق، بعد إطاحة النقابي حنا غريب، أثبتت في محطة 21 آذار 2013 (الاعتصام أمام القصر الجمهوري) أن السلسلة لن تخطو خطوة واحدة إلى الأمام، ولن تُخضع السلطة السياسية لهذا المطلب من دون تحرك جدي في الشارع، لا ينحصر بتعطيل القطاع العام بل بتهديد التوازنات الاجتماعية والمصالح الكامنة في إدارة الدولة والسياسات العامة.
فاتن الحاج
الأخبار - مجتمع واقتصاد
العدد ٢٨٧٣ الاربعاء ٢٧ نيسان ٢٠١٦
http://al-akhbar.com/node/256938

Script executed in 0.19787287712097