أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

النفايات تقتل سلحفاة معمرة على شاطئ "الكوستابرافا"

الجمعة 29 نيسان , 2016 03:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 27,042 زائر

النفايات تقتل سلحفاة معمرة على شاطئ "الكوستابرافا"

نشر مرصد الحركة البيئية اللبنانية صوراً تظهر سلحفاة بحرية نافقة على بعد عشرات الامتار من موقع انشاء مطمر النفايات في شاطئ الكوستابرافا في خلدة والذي بدأت فيه اعمال الحفر والتخزين المؤقت للنفايات منذ مطلع نيسان الجاري، بالاستناد الى قرار مجلس الوزراء حول معالجة النفايات جلسة ١٢ اذار ٢٠٠٦ الذي وافق على إنشاء مركزين مؤقتين للمعالجة والطمر الصحي في كل من برج حمود، الجديدة -البوشرية – السد ومصب نهر الغدير، والموافقة على اعادة فتح مطمر الناعمة لمدة شهرين لاستيعاب النفايات المتراكمة عن المرحلة السابقة.
وقال رئيس الحركة البيئية اللبنانية بول ابي راشد لـ greenarea.me ان هذه الصور ارسلها صياد من المنطقة فضل عدم الكشف عن اسمه.
ويعد ابتلاع السلاحف البحرية للنفايات وخاصة الأكياس البلاستيكية الملقاة في البحر ، السبب الابرز لمرضها او موتها مختنقة، ذلك ان الاكياس البلاستيكية تشبه قناديل البحر التي تتغذى منها عادة السلاحف.
وتقول وزارة البيئة انها استندت في اقتراح موقع لطمر النفايات في الكوستابرافا (مصب نهر الغدير) الى الفقرة 3-2 من قرار مجلس الوزراء رقم 1 تاريخ 12/1/2015، وتحديداً وجوب «التخلّص النهائي من العوادم الناتجة من معالجة النفايات من خلال تأهيل المواقع المشوّهة (degraded)، أي مواقع المقالع والكسّارات، و/أو مواقع المكبّات العشوائية و/أو أيّ مواقع أخرى بحاجة إلى إعادة تأهيل».
في المقابل تطالب الجمعيات البيئية بعدم انشاء مطمر للنفايات في هذا الموقع بسبب قربه من البحر، ولان اعمال انشائه ستشمل ردم الاملاك العامة البحرية، ورفعت الجمعيات البيئية عريضة الى الامم المتحدة تطالبها بالتدخل لوقف هذا المشروع المخالف  لاتفاقية حماية البحر المتوسط من التلوث (اتفاقية برشلونة).


بدوره يؤكد الخبير البيئي ومستشار موقع greenarea.me د. ناجي قديح إن الحكومة اللبنانية ترتكب مجازفة خطيرة حين قررت إنشاء مطمر للنفايات في موقع الكوستابرافا على شاطىء الشويفات، الملاصق مباشرة لمطار “رفيق الحريري الدولي”، حيث يقع المدرج الجنوبي على بعد بضعة أمتار فقط منه.
ويحذر قديح من مغبة رمي عصارة النفايات بعد معالجتها الكاملة في البحر أو المجاري المائية (الأنهر). ففي هذه الحالة تتطلب مستوى من المعالجة أكبر بكثير من تلك المطلوبة قبل إرسالها إلى محطات معالجة مياه الصرف الصحي. وغالبا ما تتطلب معالجة متقدمة قبل السَّماح برميها في البحر والأوساط المائية العذبة، وهناك محاذير جدية لرمي العصارة في البحر والأنهار دون معالجة متقدمة مسبقة.
ومعلوم ان عصارة مطمر الناعمة – عين درافيل ترمى في مصب نهر الغدير منذ ١٨ عاماً بالقرب من موقع الكوستابرافا المقترح، اضافة الى رمي مياه الصرف الصحي غير المعالجة في انبوب يمتد مئات الامتار داخل البحر في الموقع نفسه.
وتشكل السلاحف البحرية إحدى الكائنات التي تتميز بها الحياة البحرية في لبنان وتتواجد على الشواطىء الرملية اللبنانية، وتم تسجيل صنفين من السلاحف البحرية في لبنان وهي:السلحفاة الضخمة الرأس (Carettacaretta) والسلحفاة البحرية الخضراء (Cheloniamydas)، وتعتبر هاتان السلحفتان من الأنواع المهددة بحسب القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض عالميا العائدة للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN)”.
ووافق مجلس الوزراء في ٢٠ اذار ٢٠١٥ على اعلان يوم وطني للسلاحف البحرية في لبنان في الخامس من ايار من كل عام، بناء على اقتراح تقدم به “الجنوبيون الخضر”، ليكون بمثابة يوم توعية وطني وتربوي وإعلامي بالتزامن مع بدء موسم وضع السلاحف لبيوضها، مما يساهم في تعميم الوعي حول أهمية حماية السلاحف البحرية ويشكل مناسبة لإحتفاء لبنان بالحياة البحرية ويساهم بتفعيل تنفيذ لبنان لمتطلبات الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالتنوع البيولوجي المصدقة من قبله، ومن بينها اتفاقية برشلونة.
وتتردد هذه الأنواع على الشواطئ اللبنانية عند فصل وضع البيض من ايار الى تشرين الاول من كل عام قاطعة مئات الأميال البحرية لتضع بيوضها حيث ولدت وهو التقليد الذي يشكل جزءا من دورة إغناء المحيط الإحيائي البحري في المتوسط.
الجدير بالذكر ان وزارة الزراعة اصدرت القرار رقم 125/1 تاريخ 23/9/99 يقضي بمنع صيد الحيتان وفقمة البحر والسلاحف البحرية. كما وقع لبنان اتفاقية برشلونة وبروتوكولها لحماية البحر المتوسط من التلوث. وتعتبر وزارة البيئة الجهة الرسمية المسؤولة عن تنفيذ بنود هذه الاتفاقية عبر وضع تشريعات وخطط عمل لحماية المحميات الطبيعية والسلاحف البحرية.
وتعمل منى الخليل على مشروع رائد لحماية السلاحف البحرية التي تضع بيوضها على شاطىء في جنوب لبنان ثم تعود الى البحر. ويطالب نشطاء البيئة باصدار قرار رسمي لتحويل مساحة من شاطىء المنصوري يطلق عليها الجنوبيون اسم “خليج السلاحف” الى محمية. وتقول منى التي بدأت عملها في حماية السلاحف بالصدفة قبل عشر سنوات، انها تهتم بشكل اساسي بالبيوض التي تتركها السلاحف وتساعدها على التفقيس، ثم تعنى بصغار السلاحف، قبل ان تنطلق هذه الاخيرة بدورها الى البحر الواسع.
وفي الشاطئ الرملي الممتد من الاوزاعي الى خلدة لا تحظى السلاحف البحرية باي عناية، وغالباً ما تنتشر صور على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر اعمال قتل و/او احتجاز لسلاحف بحرية تحاول وضع بيوضها على شاطئ الاوزاعي. وتعد هذه المنطقة الجاذبة للعديد من السلاحف البحرية منذ عقود، من اكثر المناطق الملوثة، وتعاني من اشغال بشري وتلوث بالنفايات السائلة والصلبة، والصيد الجائر، ما يجعل من تكاثر السلاحف البحرية فيها امر شبه مستحيل.
بسام القنطار
(greenarea.me)

Script executed in 0.19454097747803