أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

ماذا تعرف عن المختار؟

الإثنين 02 أيار , 2016 11:36 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 11,849 زائر

ماذا تعرف عن المختار؟

 حسين طليس

كما يوحي اسمه، فإن المختار هو من تم اختياره أو انتخابه من بين مجموعة، بناءً على معطيات تتوفر فيه وتناسب المهمات المسندة إليه.

يعود ظهور "المختار" الى بدايات تشكّل الحياة الإجتماعية لدى البشر، إذ لطالما اصطفت المجتمعات بمعظم أشكالها القديمة والجديدة "وجهاء" وممثلين ليلعبوا الأدوار الإجتماعية التيي يلعبها المختار اليوم. إلا أن  ظهور "المختار" بدوره الوظيفي الرسمي، بدأ خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، عندما أصدرت الدولة العثمانية قانون الولايات عام 1864. 

وكما هو الحال حاليا، فإن اختيار "المختار" كان يتم "عثمانياً"، من قبل سكان القرى. وبينما يجري هذا الإختيار اليوم عبر الإنتخابات الدورية، فقد سبق أن اختلفت معايير الإختيار فيما مضى، إذ كان يطلب من سكان القرية ترشيح أشخاص بالغين، ويقوم ممثل الدولة العثمانية (قائم مقام غالباً) باختيار الأفضل منهم، وفق معايير محددة، من أهمها أن يكون المختار من أصحاب الأملاك، ومن عائلة أو عشيرة كبيرة، وان يتصف بالحكمة والفطنة، وان يكون كريم النفس وذا مهابة، ويُحسب له كل حساب، ويجيد تدبير الأمور، ويلقى قبولا حسناً لدى سكان القرية، وذلك لضمان تأدية المهام المناطة به من قبل الدولة والمجتمع في آن واحد.

وقد تطورت مهام المختار وتبدلت مع الزمن، إلا أن المنصب حافظ  عبر الزمن على "الحيثية" المرتبطة بصاحبه، وما يرافقها من أدوار "وجاهية" ، تجعل منه علماً من أعلام القرية، أو المحلة التي يمثلها، فبيته يسمى بيت المختار، وزوجته زوجة المختار، وأبنه ابن المختار، وابنته بنت المختار، ونسيبه نسيب المختار، وجاره جار المختار. 

أما رسمياً فقد تطورت مهام المختار منذ وجوده الوظيفي في الدولة وحتى اليوم، إلا ان دوره الأساسي لم يتبدل واستمر في تسيير شؤون الناس لدى الدولة، فهو صلة الوصل بين الناس وادارات الدولة، ينجز ما يستطيع من معاملات لتسهيل أمور المواطنين، فضلاً عن الوثائق الرسمية والمستندات المادية، التي تبنى عليها كل الشؤون الإدارية كالولادة والزواج والطلاق والوفاة وافادات السكن والسفر وغيرها من المعاملات الرسمية، وهو يعرف عن الناس الذين يقيمون في محلته·

تلك المهمات الإجتماعية تفسر سبب انطباع صورة المختار في الذاكرة النمطية لدى الناس كرجل كبير في السن، لكن القانون يسمح لكل من يبلغ سن الإقتراع بالترشح لمنصب مختار، من دون تمييز بين النساء والرجال وهو ما بتنا نشهده اليوم من خلال ظهور مرشحين شباب للمقاعد الإختيارية، على أمل أن يتعزز دور المرأة أكثر ونشهد قريباً فوز مختارة باحد المقاعد الإختيارية.  

Script executed in 0.17510390281677