أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

وفاة الطفلة تيا رنو...خطأ طبي جديد؟

الثلاثاء 27 أيلول , 2016 08:29 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 129,561 زائر

وفاة الطفلة تيا رنو...خطأ طبي جديد؟

اعتاد الجيران في حيّ الفوار في دوار الأميركان بصيدا على الصخب الجميل المُتأتّي من منزل محمود رنو، المترافق مع صدى ضحكات تيا، «شقيّة الحيّ» ابنة السنوات الثماني. إلا أنهم لكثرة ما أحبوه، فقدوه أخيراً، يقول سليم دحدولي، قريب رنو.
تحوّل الحيّ الذي كان مفعماً بالمرح، إلى قبرٍ ضخمٍ ابتلع الضحكات البريئة وغيّب أصحابها، فقد قضت الصغيرة تيا في مستشفى غسان حمود في صيدا منذ أربعة أيام لأسباب لا تزال غامضة.
يكشف والد الطفلة، محمود رنو في حديث مع «السفير» أن «المستشفى أبلغنا أن قلب تيا توقف عن العمل فجأةً لأنها لم تستجب للعلاج». يصمت الوالد المفجوع بخسارته، ثم يضيف: «كيف يحدث هذا؟ كيف يتوقف قلب طفلة عن الخفقان من دون أي سبب واضح؟»، جازماً أن «خطأً وقع داخل المستشفى».
ويروي ما حدث قائلاً: «عانت تيا من ارتفاع في الحرارة فقمنا بمعالجتها بالمضادات الحيوية في المنزل، لكن بعدما ساءت حالتها لجأنا إلى الطبيب (خ. أ.) الذي أكد أنها تعاني من التهابات حادة في اللوزتين، وأعطاها على الأثر حقنة انخفض على أثرها الضغط. ولكن بعد وقت، بدأت تطفو على جسدها آثار حرارة وتورم»، مضيفاً أنه «بعدما ساءت حالتها كثيراً نقلناها إلى مستشفى حمود في صيدا، حيث قدّم لها الطاقم الطبي العلاج، لكنها لم تتحسن، بل زادت حالتها سوءاً وانتقل الالتهاب إلى الرئتين والكبد، ولم تكد تمضي ساعات حتى فارقت الحياه».
تصرّ العائلة على أن خطأ طبياً وقع داخل المستشفى أو ارتكب على يد الطبيب (تروي احدى قريباتها أن الطبيب أعطاها حقنة يجب أن لا تعطى لمن لا يقل وزنه عن 40 كيلوغراما، بينما لا يزيد وزن تيا عن الثلاثين)، أو أن الطفلة التقطت فــيروساً معدياً داخل أروقة المستشفى ما أدى إلى تدهــور حالتها الصحية وصولاً إلى عدم استجابتها للعلاج. كلّ ذلك دفعهم إلى الاعتصام أمس أمام مستشفى حمود محملين الطاقم الطبي مسؤولية وفاة تيا ومطالبين وزارة الصحة بالتدخل.


سريعاً استجابت الوزارة، إذ أعلن وزير الصحة وائل أبو فاعور فتح تحقيق بالحادثة طالباً من مدير العناية الطبية استدعاء أهل الطفلة وإدارة المستشفى إلى الوزارة.
إلى ذلك، أصدرت إدارة مستشفى حمود بياناً أكدت فيه أن «الطفلة أُحضرت إلى قسم الطوارئ وأجريت لها الفحوص اللازمة، ثم أدخلت المستشفى تحت إشراف طاقم من أطباء الأطفال والأمراض الجرثومية، وأعطيت العلاجات من مضادات حيوية وغيرها. لكنها لم تستجب للعلاجات بالشكل المتوقع، ما استدعى نقلها إلى قسم العناية المركزة»، مشيرةً إلى أن «الطفلة كانت في حالة حرجة جراء الالتهابات الحادة التي أدت إلى هبوط في ضغط الدم، إلا أنه بالرغم من إعطائها العلاج بشكل متواصل، لم تستجب، فتدهور وضعها الصحي حتى وصل إلى حصول توقف في نبض القلب، أُجري لها على أثره الإنعاش لكنها لم تستجب أيضاً وفارقت الحياة».
رحلت تيا وخلّفت وراءها وجعاً ولغزاً، ربما تكون الأيام وحدها كفيلة بحلهما.
ساندي الحايك
السفير بتاريخ 2016-09-27 على الصفحة رقم 3 – محليّات
http://assafir.com/Article/511443

Script executed in 0.22256398200989