أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الأشغال في سوق صيدا التجاري: جدل حول الجودة والكلفة

الخميس 29 أيلول , 2016 11:17 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 10,586 زائر

الأشغال في سوق صيدا التجاري: جدل حول الجودة والكلفة

دخلت ورشة تأهيل السوق التجاري في صيدا مراحلها الأخيرة. آخر اللمسات التجميلية التي أدخلت إلى السوق، زرع أشجار المانويلا في شارع الأوقاف الرئيسي وفي الشوارع الفرعية.
إلا أن أزهار المانويلا لن تغطي الإعتراضات التي سجلها أصحاب المحال والمواطنون على الأشغال، ليس بسبب منع دخول السيارات فحسب، بل أيضا بسبب أداء المتعهد المكلف التنفيذ ونوعية المواد التي استخدمها.
في أيار 2013، افتتحت كل من بلدية صيدا ومجلس الإنماء والإعمار (صاحب المشروع) والبنك الإسلامي للتنمية (الممول بقرض ميسر) و»شركة دنش للمقاولات» (المنفذة) والإستشاري عبد الواحد شهاب، مشروع تأهيل الوسط التجاري الذي يرمي الى تحويله موقعاً سياحياً تراثياً. المخطط شمل تأهيل الشوارع الممتدة من ساحة النجمة الى شارع الشاكرية ومقبرة صيدا القديمة، ومن أمام القشلة صعوداً إلى البوابة الفوقا وشارع رياض الصلح والشارع المتفرع في اتجاه حي الست نفيسة.

وهو يتضمن إعادة تأهيل شبكتي المياه والكهرباء ورصف الشوارع، على أن يمنع دخول السيارات إلى الوسط التجاري، وربما لاحقاً إلى الشارع الممتد بين ساحتي النجمة والشهداء. وألحقت بالمشروع إعادة تأهيل منطقة تعمير عين الحلوة ـــــ الفيلات.
بداية، كان معلوماً أن الشركة العربية للأعمال المدنية هي من ستنفذ المشروع قبل أن يلزّمه المجلس إلى شركة دنش. التباين طاول أيضاً الكلفة، ففيما قال شهاب إنها تبلغ 25 مليون دولار، قال رئيس بلدية صيدا محمد السعودي لـ «الأخبار» إنها حددت بـ 21 مليوناً، إلا أن «شركة دنش» نفذته بـ13 مليوناً.


السعودي: الملاحظات والشكاوى من الأشغال «غير دقيقة»

عند انطلاق الأشغال، تعهد رئيس مجلس إدارة الشركة محمد دنش أن يستغرق المشروع عامين اثنين (بما فيه الوسط التجاري والتعمير والفيلات)، تنفذ خلالها شبكتا المياه والمجاري وتحويل الشبكة الكهربائية الهوائية إلى شبكة أرضية وتحويل طرقات الإسفلت الى طرقات بازلت وغرانيت ملون والتشجير والزراعة وتأهيل كامل السوق التجاري مع واجهات المحال، وتأمين الإنارة للشوارع وأماكن للجلوس وسلات للمهملات ووضع الإشارات الضوئية والحواجز التي تمنع مرور السيارات لتأمين مساحات للمارة والجلوس.
بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات، ما الذي تحقق؟
أُنجزت البنى التحتية وتعبيد الطرقات ورصف بعضها واستحداث حواجز منع السيارات (بلوكات الإسمنت) وزرع الأشجار. وبرغم أن قسماً من الأشغال فقط نفذ حتى الآن، إلا أن ملاحظات عدة سجلها أصحاب المحال. بعضهم أشار إلى أن بعض أحجار البازلت (المستورد من الصين وليس ملوناً) الذي رصفت به بعض الشوارع «انزاح» من مكانه، متحولاً إلى مصيدة للمشاة. كما أن عمليات الحفر لمد شبكات البنى التحتية أدت إلى قطع كابل لخطوط الهواتف الأرضية تسبب بقطع ألفي هاتف في محيط ساحة النجمة. وأكد البعض أن مواصفات القساطل والكوابل المستخدمة في شبكات الكهرباء والمياه أقل من المستوى المطلوب لناحية حجمها ونوعيتها، ما يثير خشية من تحول الشوارع إلى بحيرات في فصل الأمطار .
السعودي أكد لـ «الأخبار» أن هذه الملاحظات «ليست دقيقة»، مشيداً بجودة عمل «شركة دنش». وعزا تحرك أحجار البازلت من مكانها إلى محال القبان والحبوب التي تدخل شاحنات يفوق وزنها ستين طناً، فيما الوزن المسموح به ثمانية أطنان فقط لكيلا تتضرر الشوارع المرصوفة. ولفت إلى أن البلدية بصدد استحداث عوائق لمنع دخول الشاحنات الكبيرة. أما عن الشكاوى الدائمة من منع دخول السيارات، فقد أصر السعودي على فكرة تحويل الوسط التجاري إلى شوارع للمشاة. ومن لا يستطيع قطع المسافة من ساحة النجمة إلى داخل السوق سيراً على الأقدام، فإن البلدية بصدد «توفير باص مجاني يدور بشكل دائم لنقل الزوار في أرجاء السوق».

آمال خليل
الأخبار - مجتمع واقتصاد
العدد ٢٩٩٦ الخميس ٢٩ أيلول ٢٠١٦
http://al-akhbar.com/node/265548

Script executed in 0.16739988327026