أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

قبيل بدء فصل الشتاء .. موسم المونة في لبنان قد بدأ !

السبت 01 تشرين الأول , 2016 06:10 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 50,330 زائر

قبيل بدء فصل الشتاء .. موسم المونة في لبنان قد بدأ !

رحلة تحضير المؤونة اللبنانية المعروفة بـ "مونة الشتي" قد بدأت منذ أشهر.. فمع قدوم فصل الخريف تتأهب ربّات المنزل اللواتي تهتمنّ كلّ عام في تخزين الأطعمة الصحيّة الخالية من المواد الحافظة، لتناولها أيام الشتاء، إذ تُعدّ سلاحاً من الأسلحة في مواجهة البرد القارس والعواصف الثلجية.
إنّ "فصل المونة" في لبنان هو امتداد اجتماعي – تراثي لا تزال تداعياته لدى شريحة واسعة من العائلات اللبنانية ، لا سيما في المناطق الجنوبية وتلك البعيدة عن المدينة ونمط حياتها الحديث.
وعليه، إن الحاجة افتخار شرارة ، تقوم منذ أكثر من ربع قرنٍ من الزمن، بتصنيع المونة في منزلها القروي المتواضع. وباتت عادة تحضير المؤونة من أولويات الحاجة افتخار التي ارتسمت على يديها معالم الجهد الكبير في صنع ما لذ وطاب من المأكولات الجنوبية العريقة.
كذلك هو حال الحاجة فاطمة جعفر، التي تستمتع بتحضير المؤنة وتستمد النشاط من ذاك العمل اليدوي.
الكمونة، الزعتر، السماق، القمح، البرغل، الزهورات، المربيات، المخللات، المكدوس، ورق العنب، رب الرمان، رب البندورة، الشنكليش، اللبنة "المزقلطة"، وغيرها من الأطعمة اللبنانية، تعتبر من التراث القروي اللبناني الفلكلوري وما تزال متوارثة من جيلٍ لآخر. هكذا هو حال السيدة آمال المتخصصة في تحضير اللبنة " المزقلطة" أو "المكبرجة" كما يحلو للجنوبيين تسميتها.
بين أكواز الرمان البلدي، تترعرع حكاية ربّ الرمان، فلا يمكن للجنوبيين نسيان "زوادة الرب"، التي كغيرها من أصناف المؤونة اللبنانية، تتطلّب ورشة إعدادٍ وتنفيذ. وقد روت لنا السيدة نوال جواد، ابنة بلدة حاريص، هذه الحكاية. لافتةً الى ضرورة اقتناء مونة "شغل البيت" الصحية، بدلاً من الأطعمة المعلبة المبردة والمستوردة من مختلف بقاع الأرض.
ما التاريخ والتراث من غير نفحةٍ عن الضيافة، تلك الضيافة التي يتميز بها لبنان وبلداته وقراه، من شماله إلى جنوبه ومن ساحله الى جبله. وما على كلّ منّا سوى نقل سيرة العشق مع المؤونة اللبنانية من جيلٍ إلى آخر.


تقرير / بتول عبدالله 

تصوير / هادي العسل 

 

Script executed in 0.17238593101501