أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

أوّل مركز عالمي لمعالجة السرطان في لبنان

السبت 22 تشرين الأول , 2016 08:46 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 42,770 زائر

أوّل مركز عالمي لمعالجة السرطان في لبنان

رغم كلّ الأزمات التي يعيشها لبنان، يبقى محطَّ أنظار العالم الخارجي، خصوصاً على المستوى الطبّي، إذ إنّه يستمر بتثبيت حضوره على الخريطة الطبّية في المنطقة.إلى جانب المبدعين اللبنانيين الذين برعوا بإنجازاتهم في العالم الطبّي في لبنان وخارجه، يلعب مستوى مستشفيات لبنان ومراكزه الطبّية، دوراً أساسياً في رفع اسمِ لبنان وجعلِه السبّاقَ في مواكبة التطوّر.

ولعلّ أحدث خطوة في هذا المجال اعتماد مركز نوفالس سيركل « Novalis Circle» لمعالجة السرطان بالأشعّة، لتكون بيروت أوّل مدينة في الشرق الأوسط تستحقّ الانضمام إلى هذه الشبكة العالمية المكرّسة لتعزيز العلاج الشعاعي.

ليست خطوةً بسيطة دخول لبنان إلى «نوفاليس». فهذه الشبكة العالمية لديها شروط تعجيزية ومعقّدة تفرضها قبل أن تمنح موافقتها للسماح بالاعتماد.

ما هو مركز «نوفاليس»؟

يتكوّن مركز نوفاليس الشعاعي من نظام الإشعاع بأحدث التكنولوجيا من ناحية أدوات التوجيه وإدارة الحركة المبتكرة والمتطوّرة، إضافةً إلى تقنيات علاجية حديثة من Brain Lab (شركة ألمانية رائدة في مجال التقنيات الطبية التي تقودها البرمجيات الداعمة للعلاجات الهادفة بتدخّل جراحي أقلّ) و «TrueBeam» من «Varian (شركة رائدة في مجال التكنولوجيا لتصنيع الأشعة في الولايات المتّحدة الأميركية.

ويتميّز نظام العلاج الإشعاعي TRUEBEAM STx والمدعوم بجهاز نوفاليس للجراحة الإشعاعية بقدرته على دمجِ التصوير المباشر خلال فترة العلاج، ووضعِ المريض في الاتّجاه المرغوب، مع التحكّم بالحركة والإضاءة، والقدرة على تحديد الجرعة المستخدمة في العلاج الإشعاعي بدقّة، ما يَسمح للأشعة بالتسلّل إلى جسد المريض مستهدفةً المنطقة المصابة بدقّة، وفي نفس الوقت تقديم أقصى حماية للأنسجة السليمة المحيطة بمنطقة العلاج. وتعمل هذه التقنية على معالجة كلّ أنواع مرض السرطان التي تحتاج إلى علاج شعاعي.

يتمتّع هذا المركز بعدد من التقنيات والأدوات الطبّية الحديثة والتي تعطي أملاً في العلاج للمرضى، ويَشرح خرّيج مستشفيات الولايات المتحدة البروفيسور السابق في جامعة فلوريدا، والرئيس الحالي لقسم علاج الأورام بالإشعاع في مركز كليمنصو الطبّي البروفيسور نيقولا زوين لـ«الجمهورية» عن إحدى تقنيات نوفاليس الـ«SBRT» أي علاج الجسم بالأشعة المجسّمة، قائلاً: «يمكننا بواسطة هذه التقنية الاستغناء عن القيام بعمل جراحي من أجل استئصال الأورام. لأنّ هذه التقنية تسمح بتحديد الورم بدقّة وتوجيه الأشعة اللازمة له.

كما يمكنها رصدُ حركته وتكييفها مع تنفّسِ المريض لإصابة الهدف بكمّية الأشعة اللازمة على المنطقة المحدّدة مع تأمين الحماية للأعضاء السليمة، عكس الأشعّة التقليدية التي تهدف لإعطاء الأشعة على الهدف دون دراسة تطوّرِه وتحرّكِه، أي الاستمرار بإعطاء نفسِ كمّية الأشعة على نفس المنطقة، ما يسبّب إصابة الأعضاء السليمة دون إصابة الهدف. وقد سجّلت هذه التقنية نتائجَ جيّدة على سرطان البروستات والرئة والعضم».

من جهة أخرى يعتمد أيضاً نظام «نوفاليس» على البرمجة في كلّ تفاصيل عمله، ويشرَح زوين أنّ «اعتماد البرمجة في العمل الطبّي والعلاجي يقلّل نسبة الأخطاء الطبّية التي تسبّبها الاوراق والأقلام.

بالإضافة الى احتوائه الأكسسوارات المتطورة كالسكانر والسوفتوار الذي يتمتع بقدرة عالية على مواكبة العلاج بالصورة للكشف على عمل الأشعة لإصابة الأهداف بدقّة ولحماية سائر الأعضاء والأنسجة السليمة.

كما تظهر هذه الأكسسوارات نتائج العلاج، فتبيّن بعد انتهاء جلسة العلاج، الأهدافَ التي أصيبَت أو التي لم تصلها الأشعة، بهدف التركيز عليها في الجلسات اللاحقة، خصوصاً أنّ فترة علاج مريض السرطان بالأشعة تتراوح بين الـ 5 و 7 أسابيع، ويتغيّر خلال هذه الفترة جسم المريض وانحراف التورّمات، من هنا أهمّية برمجة الأشعة بطريقة تتناسب مع وضع الهدف الحالي لإصابته».

ويدرس السكانر الهدفَ الذي سيتعرّض للأشعة، ويحدّد التطبيق الأفضل لاستعماله نسبةً للنظام المتطوّر الذي يحتوي على عدد من التطبيقات تُستعمل حسب ما يناسب كلّ حالة مريض. ويمكن أيضاً استعمال أكثر من تطبيق على نفس الهدف، ما يمكن ان يزيد الأمل في الشفاء. أمّا السوفتوار فيؤمّن الحساب الدقيق جداً لإرسال الأشعة عكس التي كانت تُعتمد على الحساب التقريبي».

ويضيف: «هذه البرمجة الشاملة توسّع إمكانات المعالجة الشعاعية وتكون الإجراءات السريرية، كما تَسمح الأدوات الدقيقة، بالوصول إلى العلاجات الأكثر تطوّراً».

يتراوح وقتُ علاج مريض السرطان بالأشعة بين 5 و 7 أسابيع، ويتغيّر خلال هذه الفترة جسم المريض وانحراف التورّمات، من هنا أهمّية برمجة الأشعّة بطريقة تتناسب مع وضعِ الهدف الحالي لإصابته.

أمّا بالنسبة للمريض، فيقول زوين إنّ «هذا التطوّر يخفّف العوارض الجانبية للعلاج الشعاعي، وذلك لأنّ التقنيات المتطوّرة المستخدمة تعمل بطريقة سريعة، ما يخفّف وقتَ العلاج. سابقاً كانت الجلسة تستغرق حوالي نصف ساعة، أمّا اليوم فلا تتجاوز الـ 4 دقائق.

كما أنّه أصبح ممكناً الاستغناء عن العلاج الجراحي في بعض الأحيان. ولعلّ أهمّ ما في الموضوع أنه أصبح باستطاعتنا معالجة بعض الحالات الصعبة التي كانت تستعصي علينا معالجتها».

وعن كلفة العلاج بهذا المركز المتطوّر يقول زوين: «الكلفة أقلّ مِن سائر مراكز العلاج الشعاعي».
(جنى جبور - الجمهورية)

Script executed in 0.18047499656677