أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

المعلم الناجح...كيف تحبب طلابك بك؟

السبت 14 كانون الثاني , 2017 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 56,667 زائر

المعلم الناجح...كيف تحبب طلابك بك؟

المعلم الناجح في تدريسه هو الذي يدخل إلى قلوب طلابه بدون استئذان؛ ففهم الطالب للمادة يعتمد اعتماداً كبيراً على شخصية المعلم ، فإنْ كان محبوباً من طلابه .. قريباً منهم .. كأنّه أبٌ لهم أو أخٌ كبير . قبلوا منه وأخذوا عنه .. وتقبّلوا كل ما يقوله وفهموا ما يقول بل سيتضايقون لفراقه إلى درس آخر ، وسيكونون في انتظاره إذا غاب عنهم ، أمّا إذا لم يُحسِن معاملتهم ، ولم يعرف الطريق إلى قلوبهم ، نفروا منه وكرهوا مادته ـ مع أنها بريئة من هذا كله ـ وقد لا تكون على مستوى كبير من الصعوبة ، ولكنّ المحور الأساسي في ذلك كله هو المعلم ، فهو الذي يُحسِن توجيه طلابه اليه او يصرفهم عنه .

وفي هذا السياق، تشير العديد من الدراسات التي تُعنى بالشأن التربوي و الإجتماعي إلى مجموعة من النصائح والإرشادات التي تساهم في كسب المعلم لقلوب طلابه و حثهم على المشاركة في الصف والإهتمام أكثر بدروسهم وواجباتهم نذكر منها:

1 ـ التحضير الجيد للدرس وتوثيق المعلومات لدى المعلم فالطلاب يُعجبون بالمعلم كونه يعطيهم من معلوماته ما ليس عندهم ويقدّرون جهوده فتزداد ثقتهم به.

2 ـ عرض الدرس بأسلوب شائق محُبّب للنفس ، وإحسان المدخل للدرس ، مع تنوع تلك الأساليب بين فترة وأخرى ، بحيث لا تُعرف من قِبَل الطلاب وتُمَل ، فهم في كل يوم يرتقبون طريقة أو مفاجأة معينة.

3- التبسم واللين في المعاملة مع الطلاب والإكثار من السلام عليهم لأنَّ الكلمة الطيِّبة والعبارة الحسنة تفعل أثرها في النفوس وتؤلِّف القلوب، وكذلك التعبيرات التي تَظهر على وجه المعلم، تنعكس إيجابيًّا أو سلبيًّا على مردود الطالب، وذلك لأن انبساط الوجه وطلاقته مما تأْنَس به النفس وتَرتاح إليه من دون أن يذهب ذلك وقار المعلم، وأما عُبوس الوجه و تَقطيب الحاجبين والشدة المفرطة والزجر والتأنيب والتهديد فهو ينفر الطلاب منك ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فهو المعلم والمربي والقائد إذ خاطبه الله تعالى (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك).

4 ـ احترام الطلاب ومعاملتهم معاملة حسنة ؛ على أنهم رجال يُعتمد عليهم لا أنهم صغار لا يفقهون شيئاً ، وأنك أعلم منهم ، وذلك من خلال الأمور التالية:

أ ) احترام آرائهم في أي مسألة وتشجيع الطالب على التعبير عن رأيه خلال الحصة دون خوف أو خجل حتى لو كان هذا الرأي خاطئا" أو شبه خاطئ فيكون الجواب مثلاً : (محاولة جيدة ، بارك الله فيك ، أو أنا أوافقك الرأي على هذه النقطة وتلك ولكني اخالفك الرأي في تلك النقطة بسبب كذا وكذا ، فما رأيك ؟) . وهذه الطريقة تزرع في نفسه الشعور بالإيجابية وتدفعه إلى المزيد من الآراء البنّاءة ، وتجعله يراجع معلوماته التي أبداها دون إحساس بالفشل .

ب ) ان تكون الأوامر غير مباشرة .. كأن تقول (ياحبذا لو أن أحدكم قام بكذا وكذا، أتمنى منكم الإمتناع عن كذا وكذا...) وهكذا التوجيه غير المباشر هو توجيه بناء و فعال وإن اضطر المعلم لتوجيه مباشر فليكن على انفراد ما أمكن .

ج) استخدام الكلمات اللطيفة حتى عند الأمر او النهي هي سمة رفيعة من سمات الأدب الراقي ، فبدلاً من أن تقول للطالب : أجب تقول : تفضل بالإجابة ، وبدلاً من أن تقول اجلس ، تقول : تفضل بالجلوس ، وعلى هذا فَقِس .

5 ـ التواضع ولين الجانب ؛ فلا تشعر الطالب بالفوقية ، وأنك أعلى منه في كل شيء ، بل دعه يحسّ بالأخوّة تجاهك ، وأنه يتعلم منك ، ويأخذ عنك ماهو مفيد ، لكن يجب يبقى بينك وبين الطالب حدود لا يتجاوزها ضمن الإحترام والأدب المطلوبين.

6 ـ التعامل مع أي مشكلة تخص الطالب في سلوكه مع المعلم أو مع طالب آخر بهدوء الأعصاب وتجنب الانفعال الشديد ، فلا يستجيب للاستفزاز ، لأن المعلم الهادئ المتصف بالرزانة الذي لا يُستفز بسهولة يكبر في عيون طلابه ، وينظرون إليه بعين الإجلال والإكبار ، أما الذي يغضب لأتفه الأسباب ويفقد أعصابه في أي موقف فسيستمر على هذا المنوال طيلة العام لأن الطلاب لا يقفون عند حد ، وربما أثر ذلك على صحته الجسمية والنفسية.

7- الحرص على عدم إفشاء ما يجري في غرفة الصف، أو التحدث عن مستوى أي طالب أو مخالفاته أو عيوبه في غرفة المعلمين إلا بما يخدم مصلحة الطالب وتقدمه ومعالجة مشكلاته.

8- مشاركة الطلاب افراحهم وأحزانهم وتلمس حاجاتهم كأن تبارك لهم فوزهم بالمسابقات أو تفوقهم في الامتحانات أو أن تقوم بزيارة المريض منهم سواء بالمنزل او المستشفى فالأفعال والمواقف ترسخ في الأذهان.

9- تخصيص وقت من حصة الصف لفتح حوار أو نقاش بين الطلاب حول موضوع تربوي أو توعوي مرة في الأسبوع مثلا" و يفضل أن يكون ذلك بعد الإنتهاء من شرح الدرس، كما يمكن الإستفادة من أوقات الفراغ أو وقت الفرصة لتعزيز التواصل مع الطلاب والإستماع إلى مشاكلهم.

10- لا تقارن بين الطلاب من حيث المستوى او الذكاء او المظهر فلكل طالب ظروفه الإجتماعية والنفسية والمادية و لكل منهم قدرته ومستوى ونوع الذكاء الخاص به، وهذه المقارنات سيكون لها وقعٌ سلبي جدا" على الطالب و معنوياته وثقته بنفسه.

وأخيراً أخي المعلم، تذكر أمانة المهنة وجسامة الدور وأهمية التربية واحتسب الأجر والثواب لله في سعيك و جهدك و تعبك مع الطلاب وأخلص النية ، فأنت الأمل بإصلاح الجيل وانشاء أمة متعلمة ناجحة ومؤمنة، ولا تجعل من المعوقات والمحبطات والحالات الشاذة عذراً للتقاعس وعدم العمل أو التراجع.
زينب عطالله شعيتو

Script executed in 0.19117188453674