أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

إسرائيل تخشى سيناريو رفع العلم الاصفر فوق " بلدة اسرائيلية"

الثلاثاء 28 آذار , 2017 10:02 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,173 زائر

إسرائيل تخشى سيناريو رفع العلم الاصفر فوق " بلدة اسرائيلية"

كتبت فاتن بزّي

لم يعد قرار الحرب على لبنان سهلا بالنسبة لاسرائيل كما كان سابقا،  الفرضية التي تتحدث عن ان الجيش الاسرائيلي لا يقهر- والتي كانت مغروسة في الوجدان العربي- اسقطت في لبنان، بعدما نجحت المقاومة في ايجاد توازن رعب بينها وبين اسرائيل كفيل بردعها عن ارتكاب اي حماقة استراتيجية من شأنها ان تقلب الامور في إسرائيل والمنطقة لصالح حزب الله.
مقابل سيل التهديدات التي اطلقتها اسرائيل ضد لبنان، لم يحتاج "حزب الله" سوى الى اطلالة واحد للامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله في ذكرى الشهداء القادة، لينقل الحرب النفسية التي تشنها اسرائيل على اللبنانين خصوصا جمهور المقاومة الى الداخل الاسرائيلي، قاذفا بكرة التهديدات (بتدمير لبنان) الى غرف القيادات الامنية والعسكرية الصهيونية. 
 المعلق العسكري في صحيفة يديعوت احرنوت اليكس فيشمان يرى بان القيادة الصهيونية تحرص على ان تعطي جمهورها طوال الوقت حقناً من القلق، كي تبقيه مدمناً على المخاوف، وهذا الخوف هو ما يضمن تعلق الجمهور بقيادته. 
فالخوف من ناحية الجيش يخدم لجهة التغطية على العيوب، كحاجة لابقاء التوتر لأغراض الميزانية، اما من ناحية الزعيم السياسي فهو تلاعب تهكمي بالحقائق، او هو نوع من غسل االدماغ.
  تعيش إسرائيل هاجس القلق من تعاظم قدرات حزب الله. موقع "واي نيت الاسرائيلي" كشف عن خشية جيش العدو من سيناريو تنجح فيه قوات حزب الله بالتسلل الى اسرائيل عن طريق الانفاق، ورفع العلم الاصفر فوق  بلدة اسرائيلية او ثكنة عسكرية قرب الحدود حتى ولو لوقت قصير تاركة انطباعاً من النصر.
تدريبات المقاتلين الاسرائيليين ركزت بحسب الموقع حتى الان، في الحرب مع حزب الله على القتال داخل الاراضي اللبنانية. ولكن كتائب سلاح المشاة التي ارسلت في الاسابيع الماضية الى حرب متخيلة فوجئت عندما اكتشفت ان عليها ان تخوض حرباً دفاعية داخل الاراضي الاسرائيلية.
تقارير مراكز الابحاث الاسرائيلية تحذر  بدورها من تنامي قوة الحزب، ففي تقرير نشره معهد الابحاث القومي لفت الانتباه أن هناك تعزيز ملحوظ لحزب الله الذي تجاوز ايران في تصنيف التهديدات. فحزب الله اصبح جيشا حقيقيا يمتلك مجموعة متنوعة من القدرات القتالية المناورة والقوات الخاصة. كما انه منذ حرب لبنان الثانية، يستغل قوته السياسية والعسكرية في لبنان مطوراً قدراته العسكري .
 لم يتوقف الامر عند قدرات حزب الله الآخذة بالتزايد يوماً بعد يوم، فهو وفقاً لمصادر امنية اسرائيلية بات قادراً على صناعة أنواع مختلفة من الصواريخ يصل مداها الى أكثر من خمسمئة كيلومتر، بينها صواريخ أرض - أرض، وأرض - بحر، وطوربيدات بحرية تطلق من قوارب خفيفة وسريعة متقدمة، إضافة إلى طائرات من دون طيار تجسسية وحاملة للأسلحة والصواريخ، وصواريخ مضادة للدبابات والمدرعات قاتلة اكثر من الماضي ، وقوارب مدرعة سريعة، إضافة الى دفاع جوي من افضل الصناعات الروسية، وحدات برية تتدرب لاحتلال بلدات في الاراضي المحتلة.
 وبحسب المصدر، فإن هذه المصانع مبنية في أعماق تزيد على 50 متراً فوقها طبقات مختلفة من المتاريس المتنوعة حتى لا تستطيع الطائرات الإسرائيلية ضربها، كما أنه لا يقوم مصنع واحد بصناعة الصواريخ بشكل كامل، بل تُصنع كقطع مستقلة في مصانع مختلفة وفي النهاية تُجمَّع.  وأضاف أنه "بدأ تسليم المصانع الى حزب الله تدريجياً، وأنه منذ نحو 3 أشهر باتت هذه المصانع تحت إدارة حزب الله وإشرافه الكامل".
وأوضح  المصدر أن "الأسلحة المصنعة في هذه المعامل، جُربت في الحرب السورية وأثبتت جودتها، مضيفاً أن الصواريخ المضادة للمدرعات استطاعت تدمير السيارات الانتحارية التي كانت تهاجم مقاتلي حزب الله، مشيراً إلى أن حزب الله بات اليوم يصنع المدافع والرشاشات والمضادات الأرضية والقاذفات والصواريخ ورصاصات مختلفة، وخاصة الخارقة للدروع".
وفي الاطار ذاته اشار تقرير نقله موقع "روسيا اليوم" الى أن حزب الله لديه الآن أسطولاً من الطائرات المسلّحة من دون طيار، يستخدمها بشكل واسع في سوريا لتعزيز قدراته القتالية هناك، لافتا الانتباه إلى أن "العدو الإسرائيلي يراقب عن كثب نشاط الحزب في هذا المجال، لأنه يمكن أن يُستخدم في نهاية المطاف ضده، بحسب محللين".
واوضح التقرير ان "تعزيز الحزب لقدراته القتالية بهذه التقنية يثير مخاوف العدو الإسرائيلي. فقادة المخازن السلاح في حزب الله، توقفوا منذ زمن عن عد كمية الصواريخ وانتقلوا الى تصنيفها وفقا لجودتها، ما يشكل بحسب الوثيقة مصدر قلق في القيادة الامنية الاسرائيلية.
 فحزب الله  اصبح يمتلك سلاحا دقيقا يمكنه ان يضرب اية نقطة في اسرائيل. يمكن للسلاح الذي يمتلكه ان يردع سلاح الجو الاسرائيلي، ان يردع سلاح البحرية، بل وان يردع سلاح البر في الجيش الاسرائيلي.
معلق الشؤون العسكرية في صحيفة هآرتس، عاموس هرئل، رجح  ان عدد الصواريخ الأمنية لإسرائيل هو أقل من صواريخ حزب الله، إضافة إلى التكلفة الباهظة، الأمر الذي لا يسمح بانتاجها بشكل غير محدود. الأجهزة الأمنية ستضطر إلى التدقيق جيداً عند إسقاط الصواريخ، حيث قد يبلغ عدد صواريخ حزب الله ألف صاروخ يومياً في حال اندلاع اي حرب.
من جهته الباحث في الشؤون الدفاعية جيفري وايت، اوضح ان حزب الله يمتلك القدرة علي إطلاق قذائف موجهة قادرة علي ضرب العمق الصهيوني في الوسط والجنوب علي حد سواء، بما في ذلك مراكز قيادات ومجالات جوية واقتصادية هامة، فإسرائيل باتت تخشي من تعاظم قدرات الحزب العسكرية فترسانة الحزب تحتوي علي أكثر من 100صاروخ من أحجام وأوزان ومديات مختلفة وبعضها قادر علي إصابة منشات حيوية لصناعة الكيماوية الإسرائيلية وقادرة علي ضرب مصانع الامونيا التي تتمركز في شمال مناطق حيفا وان تم ضربها بالصواريخ فإنها قد تؤدي بحياة أزيد من 800الف شخص.
يرى فيشمان ان لبنان  بات يعد ساحة ترهيب مركزية، اذ لن يحظى الجمهور الاسرائيلي بمعلومات استخباراتية عميقة وصحيحة عن هذه الساحة، ولهذا فان صواريخ ياخونت التي يمتلكها حزب الله حسب االتقديرات، تعتبر تهديدا ملموساً بوسعه ان يشل كل موانئ اسرائيل. 
أيهود يعري محلل في الشؤون العربية لقناة العبرية الثانية، رأى بان هناك امكانية لاستهداف مفاعلات نووية إسرائيلية غير مفاعل ديمونة قد تكون موجودة أو غير موجودة. فالتهديدات من قبل حزب الله لا تنحصر بمصانع الامونيا فقط، واعتبر ان تهديد المقاومة اللبنانية جدي ومدروس، فالمقاومة اكتسبت الكثير من الخبرات الميدانية نتيجة احتكاكها مع الجيش السوري والمجموعات المقاتلة في سوريا، أضف إلي ذلك أن حزب الله قد صقل كوادره وأصبح العديد من مقاتليه متمرسين في كيفية خوض الحروب والمعارك الميدانية.
 في المشهد الاخر، مصادر في حزب الله ترى بأن اسرائيل ستحسب الف حساب في حال ارادت شن حرب على لبنان، فهناك تخوف من اندلاع جبهة الجولان ما سيصعب مسألة الحسم بالنسبة للإسرائليين وبشكل خاص في ظل امتلاك حزب الله لأسلحة كاسرة للتوازن بحسب معلومات استخباراتية.
حتى الموقف الرسمي بات اليوم مختلفاً، فعلى رأس الدولة اللبنانية يوجد حليف اساسي للمقاومة، وتصريحاته في القاهرة  خلال زيارته في شباط الماضي ان لا غنى عن بقاء سلاح المقاومة الى جانب الجيش، لا لبس فيها، فهي لم تكن سوى تأكيد لمواقفه القديمة الداعمة للحزب.
الرئيس اللبناني ميشال عون اكد انه"طالما أن اسرائيل تحتل ارض وتسيطر على الموارد الطبيعية للبنان، وطالما أن للجيش اللبناني لا توجد القوة الكافية للوقوف في وجه "اسرائيل"، فإن السلاح في أيدي حزب الله حيوي ويكمل عمل الجيش ولا يناقضه، إنه جزء اساسي في الدفاع عن لبنان".
العقيد في معهد بحوث الامن القومي في جامعة "تل أبيب" آساف اوريون وصف كلام الرئيس عون بأنه "تمزيق لقناع الرسمية عن الواقع اللبناني المعروف، وأن "رئيس لبنان يلغي التمييز بين الدولة السيادية وبين حزب الله" وفق تعبيرها، ليخلص الى ما مفاده أن "الرئيس اللبناني يتحمّل رسميًا المسؤولية عن نشاطات حزب الله، بما في ذلك ضد اسرائيل".
واوضح اوريون أن "حزب الله اليوم هو جزء من النظام، ومن الأمن القومي للبنان حسب قول الرئيس اللبناني، ما يفقد المنظمة حقها في التخفي كمنظمة خارجة عن السيادة اللبنانية".

Script executed in 0.19727492332458