أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

راهنوا على فشله فقويت عزيمتة...هكذا تحدى خضر فقدانه حاسة البصر

الخميس 13 نيسان , 2017 01:28 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 16,988 زائر

راهنوا على فشله فقويت عزيمتة...هكذا تحدى خضر فقدانه حاسة البصر

" تحدوني وراهنوا على فشلي، تألقت في عملي، فأثبت نجاحي وفشل رهانهم "...هكذا يقول "خضر نصرالله" إبن الأربعين ربيعا ، الذي فقد بصره عندما كان في التاسعه من عمره بعد أن صدمته سياره مسرعه .
عاند "خضرنصرالله" إبن بلدة قانا الجنوبيه، كل الظروف التي حرمته نعمة البصر ،فهو اليوم أب لثلاثة أولاد يعيلهم من عرق جبينه . فرض خضر ثلاثيته الشهيره : البصيره أقوى من البصر والعزيمه تغير المصير والإراده تصنع مستقبلا.
عمل "نصرالله" في مجال صب المفاتيح منذ عام  1999 وذلك بعدما قصد وزوجته أحد محال صب المفاتيح فطلب صاحبه ثلاثة ألاف ليره لبنانيه مقابل صب مفتاح ، " إستئت من السعر وقلت له سأعمل بها و أبيع المفتاح بألف ليره لبنانيه ، سخر من كلامي قائلا : الله يشفق عليك " 
يصف البعض محل "نصرالله" بمستوصف مفاتيح تجد في داخله شتى أنواعها من القديم حتى الجديد  بدء بـ 500 مفتاح وقد بات اليوم يملك أكثر من 400000 مفتاح.
 وعند سؤاله عن طريقة عمله أجاب  "أفتح بطريقة البالون و أشعر بالمتعه أثناء عملي الذي أقضي فيه حوالي 12 ساعه في النهار كما أعتمد نظام ترميز الكلمات أدونها على أوراق ألمنيوم و أضعها على لائحه تحوي تفاصيل كل المفاتيح والألات "
لا يقتصر عمله على صب المفاتيح بل إنه يفتح أصعب "غال" و أعقد مفتاح من السيارات الحديثه علاوة على فتح الخزنات , وهنا يذكر لنا حادثه جرت معه " قصدني مره عنصر من قوات الطوارئ لفتح خزنه أضاعوا أرقامها ،بعدما عجز كثيرون  عن فتحها وقد نجحت في الأمر ما زاد من رصيدي" .
ولا تخلو" يوميات نصرالله"من المغامرات والمخاطر والمواقف المحرجه أحيانا ،" كدت أفقد أصابعي أثناء صب أحد المفاتيح على الأله الخاصه ،ومع ذلك لم تضعف إرادتي بل شدت عزيمتي لمواجهة كل التحديات " .
و عند المعلم خضر لكل مشكله حل ، فتجنبا لبعض المواقف التي كان يتعرض لها كقيام بعض الزبائن بإعطائه مبلغ أكثر أو أقل من السعر المتفق عليه ، سرعان ما يكشف الضرب من خلال أحد البرامج الموجوده على محموله الخاص , وذلك عبر عرض العمله الورقيه على البرنامج المخصص وهو بدوره يطلعه على نوع العمله وقيمتها.
وهنا لا بد أن نذكر الحاجه" فضيله" زوجة "خضر نصرالله" الداعمه الأولى له ، التي كانت بصره حين فقد بصره ، والتي ما تعبت يوما من مجابهة كل الصعاب في حياتهم . كما أنها تعمل في صناعة الصابون لتعيينه .
فقد بصره ولكنه لم يفقد عزيمة النضال ، الإراده ، الصبر ، الأمل والتغلب على الواقع ، من أجل الحياة ومن أجل إبتسامة التفاؤل في عيون عائلته. عند تأملك عمله  لا تستطيع إلا أن ترى رجلا مبدعا سخر فقدانه لبصره من أجل حلم رسمه وها هو يحققه. 
رحمة عبود - بنت جبيل.أورغ
تصوير محمد عبود

Script executed in 0.21044492721558