أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

مطار رياق.. يصدّ داعش؟

الخميس 20 نيسان , 2017 08:21 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 73,542 زائر

مطار رياق.. يصدّ داعش؟

حطّت يوم أمس الأول طائرة أميركية مخصصة للشحن من طراز C-130 Hercules في مطار ريّاق العسكري، لكن المُفارقة أنَّ الطائرة التي من المفترض أنّها تحمل مساعدات عسكريّة دوريّة للجيش اللبناني، قد تحمل في الأبعاد الاستراتيجية للخطوة ما هو أبعد من مساعدات.

تتقاطع المصادر العسكريّة حول أنَّ هذه الطائرة "المختصّة بأعمال النقل ومهام البحث العسكريّة" هبطت في مطار رياق بطلبٍ من الجيش اللبناني الذي يتزوّد بالعتاد العسكريّ ضمن برنامج المساعدات الأميركيّ الشّامل بشكلٍ أساس. أمّأ عن اختيار "رياق" تحديداً، فهو مرتبط بقربه من النقاط العسكريّة السّاخنة التي ينتشر فيها الجيش وحاجته لتلك الأعْتِدة، وبالتالي فإنَّ "إسقاط" المساعدات في هذا المطار تخدم السّرعة في إيصالها إلى وجهتها من جهة، وتُعبّد الطريق أمام تعزيز الاستخدام العسكريّ للمطار من قبل الجيش الذي يتخذه كقاعدة له، من جهة ثانية.

عموماً لا تنطق المصادر العسكرية بغير ما هو ضمن السّياق، أي دعم عسكريّ عادي "يستقبله المطار بشكلٍ دوريّ دون انقطاع"، ودون أنْ تقرأ ما في بال الأميركيّ من استغلال هذا العامل. أوّلاً، يعتبر موقع المطار الموجود في محور استراتيجيّ في البقاع الأوسط، عاملَ جذبٍ للأميركيّ الباحث باهتمام عن مناطق وجود "أمنية" تكون على تماسٍّ مع عمق مناطق انتشار الأفكار المُتشدّدة وهذه يوفرها موقع "رياق" المُتاخِم لعرسال ومجدل عنجر والحدود اللبنانية السّورية ما يقود إلى الثّانية التي تكشف معطيات عسكرية، أنّه وقبل سنوات أعدّت السّفارة الأميركيّة في بيروت دراسة حول تطوير المطارات العسكريّة في لبنان (القلعيات ورياق)، كان ذلك في أوج المعركة العسكريّة في سوريا، إذ ربط الحديث يومها بتأمين "مناطق عسكريّة قرب الحدود السوريّة" لزيادة الضغط على نظام دمشق و "تأمين مناطق آمنة"، لكن الاقتراح سقط بدخول حزب الله حيّز القتال في النقاط الحدودية، أو بمعنى أوضح "جمّد".

فعلياً الدراسة هذه موجودة في دوائر السّفارة قبل عام 2010 وتتعلّق بإنشاء "قاعدة" في البقاع.. ما يدل على أهميّة المنطقة بالنسبة إلى الأميركيّ. اليوم وفي ظل اشتداد خطط انتزاع داعش من سوريا والعراق وزحف إدارة الرئيس دونالد ترامب نحو توفير الإمكانيّات اللوجستيّة لذلك وقرعها لطبول الحرب، وما يُسرَّب عن خُططٍ لإقامة قواعد عسكريّة في شمال سوريا هدفها تأمين خطٍّ خلفيّ لدعم القوات المدعومة من واشنطن التي تقاتل داعش، وفي ظلِّ الحديث عن إمكانيّة فرار عناصر التنظيم إلى مناطق "الفراغ الاستراتيجي" (لبنان على رأسها) التي ربّما يستخدمها "داعش" في حماية قيادته وبنيته ونقل نشاطه، تعود أهميّة قاعدتي "رياق" و "القلعيات" إلى الواجهة من بوّابة القرب من الممرات الساخنة التي قد يستخدمها التنظيم لاحقا.

وكون التفكير الأميركي هو "أمنيّ" في الدرجة الأولى، فما المانع لواشنطن من اسغلال حاجة لبنان العسكريّة في تنفيذ اجنداتها الخاصّة عبر استثمار المطار في حاجات عسكريّة تندرج ضمن الخطوط الاستراتيجية الأميركيّة، أي بمعنى أوضح، ما المانع في ظلّ الحاجة اللبنانيّة للسلاح، أن تستخدم واشنطن قاعدة "رياق" بأسلوبٍ مشابهٍ، بطريقة أو بأخرى، للاستخدامات التي يجري الحديث عنها لمطار "الطبقة" السوريّ في ريف الرقة مثلاً؟

الحديث هنا عن استخدام "لوجستي" يوفّر خطّ خلفيّ لدعم أي صدٍّ لمحاولةِ هجومٍ "داعشيّة" نحو الأراضي اللبنانيّة تستغل "الخواصر الرخوة" من أجل المرور أو شنّ "غزوات".. وفي هذه الحالة لا شكّ أنَّ مطار "رياق" يصلح ليكون "قاعدة مدٍّ لوجستي خلفي وسريع" أو لأنْ يكون مادّة للاستثمار الأميركيّ من النّوع الاستخباراتيّ ضمن ذريعة "قتال داعش" ضمن ما تفرضه الحاجة للدعم العسكري الأميركي.

ما يعزّز أن يكون هناك من توجّه أميركيّ بهذا الخصوص، هو وجود توجّه لدى واشنطن لرفعِ عددِ رحلات "الإمداد العسكريّ" إلى مطار رياق، إذ يتقاطع ذلك مع حركة قام بها الجيش اللبناني قبل فترة كانت على شكل منع إقامة مخيّمات نازحين قرب اسوار المطار وابعاد اخرى انشأت قبل فترة وهذا إن دلّ فيدلّ على وجودِ نية لتوسيعِ رقعة الأمان في المطار ما يُفسح في المجال أمام تعزيز الرّحلات.
ليبانون ديبايت 

Script executed in 0.18790006637573