أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

"انقلاب الحريري".. القصّة الكاملة!

السبت 29 نيسان , 2017 09:37 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 66,907 زائر

"انقلاب الحريري".. القصّة الكاملة!

على مسافة 16 يوم من جلسة 15 أيّار، اختار الرئيس سعد الحريري القيام بـ"تكويعة" ضربت ارتداداتها مراسي حليفيه الرئيس نبيه برّي الّذي سلّفه ظلمه أن كان مظلوماً والنائب وليد جنبلاط الذي بادر برمي الحديد بالحديد راداً على خُطوة سيّد بيت الوسط بأكبرِ منها حين وصفه أمس الأوّل بأنّه "ليس حليفه" ليطيح به خارج المُعادلة الثّلاثيّة.

وعلى الرغم من كلِّ الكلام عن أنَّ الاجتماع الذي جرى بين الرئيسين بري والحريري في عين التّينة الأربعاء الماضي يصبُّ في خانةِ "اللقاء الهادئ" إلّا أنَّ بعض التّسريبات تتحدث عن "تلطيش" على الطريقة "البرّية" سمعه الحريري الذي حضر لإبلاغ رئيس المجلس عن قراره بعدم حضور الجلسة التّشريعيّ، وأنّه "لن يسير بالتمديد" ساحباً البساط من أسفل الجلسة التي باتت في مهبِّ الريح! المؤكّد، أنَّ الخطوة "الحريريّة" لم يكن برّي يتوقّعها من الحريري الذي تعهّد بالسير معه حتّى النّهاية!

ما يسرّب لـ"ليبانون ديبايت" من مصادر عليمة، يقود إلى فهم أنَّ بري أسمعَ الحريريّ كلاماً فيه الكثير من العتب، وأتت العِبارات مطعّمة بتشديدِ برّي على أنَّ الحلّ في جلسة 15 أيّار هو التّمديد دون سِواه، إنْ كان بقانونٍ أم بغير قانون، وليس هناك على القائمة ما يُسمّى "فراغ"، وهذا الكلام أعاد بري تِكرارَهُ أمس الأوّل بقولهِ "هم يعتقدون أنّني مع التّمديد. هذا شأنهم. موقفي معروف وليتصرّفوا على هذا الأساس" مترافق مع إبلاغه أنَّ "بري يؤيّد موقف وليد (جنبلاط) الرّافض للقانونِ التّأهيليّ، وأنا سأكون معه".

فَهِمَ الحريريّ رسالة بري التي وعلى الرغم من هدوئِها، خَلْفها بركان ثائر. توجّه إلى قصر بعبدا لإيداع عون نتائج جولته محاولاً كالعادة إمساك العصا من وسطها متمظهِراً أنَّ الأمور "على أحسن ما يُرام". فاتح عون بنسخة برّي النسبيّة طالباً استفسارات عن أسباب موقف التّيّار الرّافض، خاصةً وأنَّ اقتراح برّي يشمل إنشاء مجلس شيوخ "فلماذا الرّفض"؟ وفي المقام الثّاني، أكّد لعون أنّه "يسير مع باسيل في النّسخة التّأهيليّة" وسيقف إلى جانبه (عون) "في حال قرّر اعتماد السّتين درءاً للفراغ".. وهنا مربط الفرس!

تقول مصادر عليمة لـ"ليبانون ديبايت"، إنَّ رئيس مجلس الوزراء وجد مؤخراً ضالّته في السّتين لدى رئيس الجمهوريّة الذي أسقط من لاءاته قانون الدّوحة مستنداً على كَتِفِ البطريرك الماروني الذي وضع سلّم نزول عون عن شجرة السّتين. والمؤكّد، أنَّ الحريري بات يُدرك أنَّ الرئيس بدأ يحضّر الأرضيّة اللّازمة مُفضِّلاً السّتين على التّمديد. وانطلاقاً من نوايا الحريريّ المضمرة بقانون 25/2008، رأى أنَّ أفضل خيار هو السّير خلف مفاتن قصر بعبدا عوضاً عن إغراءات عين التينة وكليمنصو، وهنا كانت نقطة الارتكاز.

ولأن اللبناني ضعيف الذاكرة نعيده إلى ما قبل انتخاب الرئيس ميشال عون يوم جرى الحديث عن أنَّ هناك صفقة "سريّة" بين المستقبل والتيار الوطني الحرّ، ومن ضمن ما نصّت عليه، سير عون بالسّتين مقابل سير الحريريّ به، امّا السّير بالسّتين يفرض التّمديد التّقني، وبالتالي يكون الحريري قد حقّق مراده عبر اصطياد عصفورين بحجرٍ واحد، في المُقابل خسر ثقة من أولوه الثّقة وجاروه في سياساته.

انقلاب الحريري استتبعه كلام عالي النّبرة من النّائب وليد جنبلاط الذي ألمح إلى "تخلٍ وانقلاب" مُخِرجاً الحريري من قائمة الحلفاء. جاء ذلك بعد تغريداتٍ قاسية كان قد تحدّث فيها عن القانون التأهيليّ و"تيّار يُسمّي مُستقبل قد يُصبح ماضياً"، أتت كَرَدِّ فعلٍ على الاجتماع "الحادّ" الذي عُقِدَ في دارةِ الحريري بينه وبين النّائب عازي العريضيّ، الذي اسمعه كلاماً "غير محبوب" في قضيّة مجلس الشّيوخ وقانون الانتخاب وسياق تعامله مع الملفِّ برمته، فجاء الموقف ليكمّل صورة العلاقة التي تأخذ شكلاً انحداريّاً لم تعهده.

انتخابياً، وعلى الرّغم من كلِّ الجولات واللّقاءات التي حصلت في السّاعات الـ48 الماضية، لكن الأمور ما زالت تُراوح مكانها، وجديدها تلميحات تشير لسقوط "اقتراح الحزب الاشتراكيّ" بشباكِ عدم وضع الأفرقاء أي ردود عليه لدى الدّوائر الجنبلاطيّة. وعلى الضفة الثانية علم "ليبانون ديبايت" أنّه وعلى الرغم من دعم الحريري، لكن "التأهيل" ما زال يتقلّب على ظهره في آخر الرواق الانتخابيّ، في حين يتوقّع أنْ يبدأ الأسبوع على إشراقة التّعليقات الأوّليّة على اقتراح الرئيس نبيه برّي الذي وبحسب أوساط "ليبانون ديبايت" سيكون على أساس النسبيّة الشاملة ضمن تقسيم الدّوائر التّاريخيّة على 2 لتصبح 10 مع فارق استثناء عاليه - الشوف.
ليبانون ديبايت 

Script executed in 0.19412899017334