كشف القرار الظني الذي أصدره قاضي التحقيق في جبل لبنان ربيع الحسامي، تفاصيل عملية اختطاف رجل الأعمال اللبناني جميل ادّه من داخل منزله في بيت مري وهوية الجهة الخاطفة وكيفية تحريره.
ويواجه المتورطون في القضيّة وعددهم 7 أشخاص بينهم ثلاثة موقوفين من التابعية السورية، عقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة لمدّة 10 سنوات على الأقل، تمت إحالتهم إلى المحاكمة أمام محكمة الجنايات مع 4 لبنانيين موقوفين بالصورة الغيابية.
وأوردت وقائع القرار الظني التفاصيل التالية:
في محلّة بيت مري بتاريخ 13 كانون الأول الماضي ، قرع "محمود.ع" (23 عاماً) و"ناجي.س" (32 عاماً) و"مجدي.ع" (23 عاماً)، جميعهم من التابعية السورية، باب منزل رجل الأعمال جميل ادّه، موهمين إيّاه أنّهم يرغبون في استئجار منزل عائد إليه فدعاهم للدخول. عندها عملوا على تكبيله ولصق فمه بشريطٍ لاصق وسرقوا محفظته وحاسوبه وعمدوا إلى اختطافه عبر وضعه في المقعد الخلفي لسيارته وهي من نوع "نيسان مورانو" وغطّوه بغطاء حجب عنه رؤية أيّ شيء وانطلقوا به إلى محلّة المديرج.
ما إن وصل الخاطفون الثلاثة إلى المكان، حتّى سلّموه إلى شخصين كان على متن جيب شيروكي، انضمّ إليهما أحد الخاطفين (ناجي.س)، في حين توجّه "محمود" و" مجدي" بسيارة المخطوف إلى محلّة البربارة حيث ركناها على الطريق البحرية وغادرا المكان على متن باص إلى محلّة الدورة حيث تناولا الطعام والعصير، قبل أن يذهبا إلى منزل ناجي الذي عاد من البقاع ليعطيهما مبلغاً من المال بدل "أتعاب العمليّة".
في اليوم التالي، تقدّم نبيل ادّه بشكوى أمام فصيلة برمانا مدلياً فيها بأنّ عمّه جميل قد اختفى، فبوشرت التحقيقات على الفور وتمّ العثور على سيّارته في محلّة البربارة (قضاء جبيل).
وبعد أن تلقّى "نبيل" إتصالاً من الخاطفين يطلبون فيه فدية مالية بقيمة مليوني دولار أميركي لقاء الإفراج عنه، بدأت الدراسة التحليليّة والفنيّة على الأرقام الهاتفيّة للخاطفين ورقم هاتف المخطوف. وبنتيجة دراسة كاميرات المراقبة إبتداء من مكان العثور على السيّارة، وصولاً إلى محلّة الدورة، تبيّن أنّ الخاطفين هم "محمود" و"ناجي" و"مجدي" فألقي القبض عليهم بعد أسبوع واحد وتمّ تحرير المخطوف من دون دفع أي فدية مالية.
في التحقيق الأولي، اعترف المدعى عليهم بإرتكاب عملية الخطف وأوضحوا أنّ دور الأشخاص في البقاع كانت مفاوضة أهل المخطوف جميل اده لطلب فدية. وتبيّن أنّ إجتماعاً سبق عملية الخطف، حصل في منزل "غ.ن" في بلدة الهرمل بحضور زوجة شقيقه وعدد من الأشخاص بينهم "م.ج" ، حيث تمّ الإتفاق على اختطاف شخصا ثريّاً لطلب فدية.
وكان "مجدي" اعترف أنّ رجل الأعمال المخطوف موجود لدى "غ.ن" في البقاع، كاشفاً أنّهم قاموا قبل يومين من عملية الخطف بسرقة شاحنة في محلّة المدفون، بعد أن كبّلوا سائقها وحجزوا حرّيته وزعموا أنّهم عناصر أمنية واستولوا على محفظته، وقد انطلق "ناجي" بها لبيعها في الشمال ثمّ عمدوا إلى رمي "السائق" على الطريق بعد أن تعثّرت عملية البيع خاصة بعما علموا أنّ الشاحنة تعود لآل جعفر.
وقد ادّعت النيابة العامة الإسئنافية في جبل لبنان على 7 أشخاص (السوريون الثلاثة و4 لبنانيين) بتهمة "خطف جميل اده وحجز حريته وانزال التعذيب الجسدي والمعنوي به واستعماله رهينة بهدف ابتزاز المال وسلبه سيارته وأمواله" ، فيما طلب القاضي الحسامي للمدعى عليهم جميعاً عقوبة الأشغال الشاقة المؤقّتة لمدة 10 سنوات على الأقل طالباً محاكمتهم أمام محكمة الجنايات.
(سمر يموت - لبنان 24)
