أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

مقتل الطفلة "سيلين".. خيط غامض في القضية.. وملف يُعتبر شائكاً بإمتياز!

الأربعاء 24 أيار , 2017 08:34 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 137,062 زائر

مقتل الطفلة "سيلين".. خيط غامض في القضية.. وملف يُعتبر شائكاً بإمتياز!

إنتهت أمس جلسة الإستماع الأخيرة إلى إفادات الشهود في قضية وفاة (مقتل) الطفلة "سيلين ياسر ركان" (التي حدثت في العام 2014) والمتهمة بها حتى الساعة العاملة الأثيوبية "بوزاي"، وتأتي الجلسة الأخيرة بعد عشرات الجلسات داخل محكمة الجنايات في بيروت برئاسة القاضي هاني حجار ( وكانت القاضية هيلانة إسكندر قد توّلت الإستماع في هذا الملف قبل تعيينها عضواً في مجلس القضاء الأعلى منذ شهر ونصف)، على أن يصدر الحكم النهائي بالقضية في تاريخ 4 تموز 2017.

حتى الساعة لا آدلة دامغة عما إذا كانت "بوزاي" هي قاتلة الطفلة "سيلين" أم هي البريئة وهناك خيط غامض في القضية، وكي لا نستبق حكم القضاء الذي لا نشك بنزاهته بتاتاً سنترك هذا الموضوع حتى صدور الحكم النهائي. 

و لكن بالنسبة إلى الجلسة الأخيرة فيمكن وصفها بإختصار بأنها كانت جلسة "نارية" في ملف يُعتبر شائكاً بإمتياز، هذه الجلسة المصيرية كشفت الكثير من المعطيات لا سيّما مداخلة وكيلة "بوزاي"، المحامية حسنا عبد الرضا، التي آدت مرافعتها بحرفية عالية إستعرضت خلالها الآدلة الدامغة حول براءة موكلتها، مستعينة بإثباتات من ملف التحقيق الأولي والطب الشرعي ونقابة الأطباء وغيرها. 

العنوان الأبرز لتلك الجلسة هو "لو" فلو وافق والد سيلين منذ البداية على تشريح الجثة لما كنا وصلنا إلى هنا وكانت الأمور ستظهر جلياً ولما إحتجنا لهذه الجلسات الطويلة، بهذه العبارات بدأت عبد الرضا مداخلاتها لتطرح بعدها أبرز النقاط التي تعبتر لصالح موكلتها. 

ومن أبرز النقاط التي إستعرضتها عبد الرضا في مرافعتها كانت الإفادات المتناقضة بدءاً من كيفية إتهام الطبيب الذي أعطى "سيلين" لقاحاً وقيل حينها أنه تسبب بوفاتها وفجأة بعد مرور خمسة أيام ورد إتصال إلى إستقصاء بيروت من أحد الجيران يشير إلى أن هنالك عملية ضرب تتعرض لها "بوزاي" ومحاولة لها بالإنتحار بحسب شهادة المؤهل الأول في مخفر المصطيبة من آل شحادة، فيما الوالد قال أن صديقه المهندس حضر إلى المنزل وعاين الكاميرات فلاحظ وجود "إنقطاع لقطة" وظهور بوزاي وهي تحاول رفع لوحة الكهرباء وأن المهندس أخبر صديقه ياسر بالأمر فدخل ليسأل بوزاي التي كانت هادئة جداً وأنها أقرّت بجريمتها بحسب شهادة الصديق والوالد في المحكمة، هذا الأمر لا يتطابق مع إفادة المؤهل الذي أخبر عن محاولة إنتحار بعد تعرضها للضرب المبرح، ومع وصول الضابطة العدلية شاهدوا "بوزاي" وهي تتعرّض للضرب المبرح لإرغامها على الإعتراف بجريمتها من قبل "ياسر" ومن كان معه.

أما الإفادة الثانية التي تعتبر صك براءة لصالح "بوزاي" حين تم توقيفها في مخفر المصيطبة بتاريخ 8 تشرين الأول 2014، في هذا اليوم لم يأخذ أحداً في المخفر إفادتها وأنه تم الإستماع إليها في اليوم التالي في هذا اليوم تحديداً قالت المتهمة أمام هيئة المحكمة بأنه خلال توقيفها في مخفر المصيطبة حضرت إمرأة لبنانية وقالت لها حرفياً "قولي بأنك أنت من إرتكب هذه الجريمة وياسر راكان سيدفع لك مبلغ كبير سيرسله إلى أهلك في أثيوبيا". 

كما أشارت عبد الرضا إلى تقارير الأطباء ومنهم الطبيب الشرعي الذي جزم بأن لا آثار ضرب على جثة الطفلة لذلك طلب التشريح لتحديد سبب الوفاة، الأمر الذي رفضه والد "سيلين"، كما استندت إلى تقرير الطبيبة الشاهدة ماريانا الحاج التي لم تلاحظ أي كدمات عليها، والتي أشارت إلى أنّ الرغوة التي كانت على فم الفتاة ناجمة عن محاولة إنعاشها والتي استمرت نحو 40 دقيقة. 

حتى في واقعة السرقة التي إعتبرها والد سيلين ووكيله بطرس واكد أنه بهدف السرقة قتلت الطفلة، تقول عبد الرضا " بعد 15 يوماً من توقيف بوزاي إتّصل راكان بالشرطة ليخبر أنّه وجد مسروقات في غرفة الخادمة ( هذه المسروقات التي يتحدث عنها عبارة عن حقيبة واكسسوارت رخيصة الثمن) وفوق ذلك لم يكن هناك أي بصمات للأثيوبية عليها، بحسب تقارير الشرطة الجنائية. 

وفي نهاية الجلسلة طالبت عبد الرضا منح البراءة التامة لموكلتها، فيما كان المحامي واكد قد طالب بإنزال عقوبة الإعدام بحقها وتغريمها مبلغ مليار ليرة لبنانية وعدم منحها أسباب تخفيفية، ترافقت مطالبه مع توجيه كراهيته إلى الإعلام الذي واكب قضية سيلين وبوزاي" متهماً إياه بأنه كان منحازاً ووصفه بالـ"بوق المأجور" كما أنه لم يقدم أي معطيات ملموسة تدين "بوزاي" وتحدث في العموم فقط. فماذا سيكون مصير "بوزاي" بعد 3 سنوات من المحاكمات؟

(ربيع دمج | التحري)

Script executed in 0.18959903717041