كان هناك في تل بعيد قرية هادئة … تمتلأ بالاشجار الصنوبرية الخضراء ،و الفاكهة بانواعها… و في هذا التجمع السكاني يقطن الفلاحين الذين يزرعون و يقطفون و بائعو الخضار الذين يذهبون الى الضيع المجاورة ليبيعوا المحصول … و كان هؤلاء الناس أميون لا يعرفون القراءة و الكتابة ، و كانوا سعداء رغم فقرهم و عدم تعلمهم …. عيدهم كان في شهر رمضان و كان منتهى فرحهم ، تزداد به تجرتهم و انتاجهم … و كان يعدون له و يثبتونه برؤية الهلال و باحصاء اثنا عشرة قمرا …..و هذه السنة ما وجدوا علامتهم، انها لمصيبة، من سرقه ؟؟…لن يبيعوا غلالهم ،لن يشتروا ثياب جديدة، لن يعمروا ، او يرمموا بيوتا …
هو شهر الحصاد ….. هو يوم الثواب ….. و قد حرموا منه … فماذا يفعلوا … أإن ركعوا سجدا … يرحمهم الله فيجيب … اوإن وزعوا الهدايا على كل من جاور يعيد الأمانة …
جلس شيخهم المرشد لاعمالهم الدينية امامهم و هم صفوفا وراءه يصلون علّ الله يرجع شهرهم المسروق … علت مناجتهم ووصلت الارض بالسماء يطلبون من الله ارزاقهم …. قال امامهم
– ادفعوا حسناتكم تنجيكم من بلائكم …
اخذ المؤمنون المريدون يدفعون بالمحاصيل من خيرات الارض ،و القطن ،و الحرير ،و الخشب …و كلف الألاف من الشباب يوزعون على الاماكن المحيطة فدواهم و عطايهم …. و بات المعوزون يشكرون الرب و يستنجدونه لينجد و يظهر غائبه …
كم من نساء سهرت و كم من اطفال ناشدت … أإن ذهب الله بنوره ،يعيد؟؟؟؟…
كل هذا و ما بان نجمهم … جائزة مالية لمن يجده …
كان الايتام و الفقراء الذين تصلهم الهبات يبسمون و تزهر احلامهم، فسعد المعدمون و سدوا عوزهم ، امن يجيب المضطر اذا دعاه…
و في اقاصي الارض كانت جميلة، سيدة تزرع الشعير ،و حين تذريه تطعم بقاياه للطيور و الصقور … و احيانا تشفق على الحيوانات الضالة صوب بيتها … اليوم كانت تدرس محاصيلها في ذاك المغرب ،و على حين غرة رأت الكوكب الدوار ،فعلا صوتها مبشراً بالنور مهللاً بأوان تصريف الحصاد …
و خرج كل سكان البلدة ينشدون مستقبلين من غادر مطولاً ،شاكرين الله على نعمه ،و على استجابة دعواهم و قبول توبتهم …
وفاء احمد بزي