أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

لماذا يستخدم داعش لعبة Boom Beach؟

الأربعاء 12 تموز , 2017 08:31 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 16,150 زائر

لماذا يستخدم داعش لعبة Boom Beach؟

اعترف موقوف لبناني ينتمي إلى تنظيم داعش، وفق بيان أصدرته المديرية العامة للأمن العام، الثلاثاء 11 تموز، بأنه استخدم لعبة الهاتف المحمول Boom Beach من أجل التواصل مع مؤيدين للتنظيم. وقد انتحل صفة شرعي مكلف من قبل داعش، للاجابة عن أسئلة اللاعبين الدينية. واعترف بتواصله من خلال اللعبة نفسها مع إرهابي أوقف سابقاً بجرم التخطيط لأعمال أمنية في أسواق بيروت.

ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها ألعاب من أجل التواصل بين أعضاء التنظيم. فبعد هجمات باريس التي أودت بحياة 130 شخصاً، قِيل إن التنظيم استخدم ألعاب بلاي ستايشن للتواصل مع منفذي الهجمات. وهناك تقارير تحدثت عن تجنيد داعش مقاتلين من طريق الألعاب القتالية.

لا يقتصر استخدام الألعاب للتواصل على تنظيم داعش، فقد استخدمت لعبة Clash of Clans للتواصل بين أعضاء تنظيم فتح الله كولن خلال الإنقلاب الذي حصل في تركيا العام الماضي.

أما Boom Beach التي قال الإرهابي اللبناني إنه يستخدمها، فلا تختلف كثيراً عن Clash of Clans، واللعبتان ملك لشركة Super Cell. تعتبر Boom Beach من الأكثر رواجاً على الهواتف الذكية، وهي لعبة استراتيجية، يمنح كل لاعب فيها جزيرة تملك موارد طبيعية، يبني عليها موقعه ومصانعه ودفاعاته، وينطلق منها لمحاربة لاعبين آخرين موجودين على الشبكة أيضاً. طبعاً، الموارد الموجودة على الجزيرة لن تكون كافية، وعلى اللاعب أن يحتل أراضي جديدة من أجل الحصول على موارد أخرى، تسمح له باستكمال حروبه.

اللعبة أنها رائجة بين الشباب والمراهقين، أي الفئة العمرية التي يتوجه إليها مبشرو داعش، لتجنيد المقاتلين. وهي مثل عدد كبير من ألعاب الأونلاين، لعبة جماعية. فمن أجل تقوية موقعك "الإستراتيجي" في عالم اللعبة، عليك أن تقوم بتحالفات ثنائية أو جماعية. ما يتطلب تواصلاً مع لاعبين أفراد آخرين. وخلال المحادثات يتمحور الكلام حول توقيت الهجمات مثلاً، والأدوات المستعملة والمواقع، التي يحتمل أن تكون مشفّرة. أي أنه في حال وجود مراقب، من الصعب التفريق بين الحقيقي والإفتراضي.


وفي ظل سهولة تطبيقات مثل واتساب وغيرها، تبقى محادثات الألعاب المشفرة أكثر أماناً. فمن المحتمل في حال القبض على أحد أعضاء التنظيم، أن يصادر الهاتف. بالتالي، في حال استخدامه واتساب، سيتمكن الأمن من الوصول إلى أرقام هواتف أعضاء آخرين وقراءة المحادثات والوصول إلى أعضاء الشبكة، بعكس ما قد يحصل في اللعبة، التي تكون الأسماء فيها وهمية ومن دون أرقام، والمحادثات مشفرة ضمن العالم الرمزي المتداول فيها.

الأمن التواصلي يعتبر مسألة حياة أو موت بالنسبة إلى هذا التنظيم. ما يفسر قيام الأعضاء بتجهيز الأحزمة الناسفة لتفجير أنفسهم في حال القبض عليهم. ما يضمن أولاً انتهاء حياتهم وعدم ادلائهم بمعلومات عن أفراد آخرين داخل الشبكة، ويضمن تخلصهم من هواتفهم والمعدات الإلكترونية الأخرى، التي بإمكانها أن توصل الأمن إلى خيوط تؤذي الشبكات التي يعملون داخلها.
(حسن الساحلي - المدن)

Script executed in 0.18980503082275