أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

"شبكة الحدود".. موقع ساخر ينشر أخبار وهمية بطريقة إخبارية إحترافية مخادعة.. فيصدقها الجميع!

الإثنين 17 تموز , 2017 02:39 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 17,755 زائر

"شبكة الحدود".. موقع ساخر ينشر أخبار وهمية بطريقة إخبارية إحترافية مخادعة.. فيصدقها الجميع!

ما إن تُنشر الأخبار الكاذبة على بعض المواقع الالكترونية والصفحات التابعة لها على فيسبوك حتى تصبح كالنار في الهشيم وتحتل المرتبة "الأشهر" بين الأخبار، لتسجل أعلى نسبة مشاهدات، وتجني من التفاعلات نسبة لا يستهان بها.

وما يلبث الناس سريعاً حتى يصدقوها ويتناولوها فيما بينهم، فيتم بذلك تضليل عقل شريحة كبيرة من الناس، وبالتالي تتشرب أنفسهم ثقافة كاذبة، مما يتسبب فعلياً بزيادة نسبة الجهل، وتعطيل الإدراك الحقيقي في فهم المجريات والأحداث.

موقع "شبكة الحدود" الالكتروني وصفحته الخاصة على فيسبوك "شبكة الحدود AlHudood" هو موقع "للأخبار الساخرة"، يتناول المواضيع من كافة المجالات السياسية، الثقافية وغيرها بطريقة ساخرة ومفبركة ، إلا أنّ المشكلة لا تكمن هنا، فكثيرة هي المواضيع التي يسخر منها المجتمع، ويتداولوها بطرق مختلفة،كلٌّ يبني موقفه ورؤيته الخاصة منها، لكن المشكلة الرئيسية تعود للطريقة التي يتم تناول المواضيع فيها من خلال هذا الموقع الالكتروني للأخبار، لدرجة قد لا يميزها الإنسان العادي عن الأخبار الحقيقية. إن كان عن طريق اختيار العناوين، أو حتى من خلال اللغة والصياغة والحبكة،بالإضافة إلى التصميم الخارجي حيث تدرج تلك المواضيع على شاكلة "الجريدة" و"الأقسام" و"المقالات".

ويطرح موقع "شبكة الحدود" قضية معينة بطريقة ساخرة، حيث تؤلف الأحداث والمواقف والتصريحات على لسان شخصيات سياسية أو دينية دولية وعالمية، وتوضع تحت عناوين رئيسية مصاغة كالأخبار الحقيقية، لكن الفارق الوحيد هو أنه خبر لا يمت الى الحقيقة بصلة وذلك بهدف "السخرية"، هذا ما يدفع عقل القراء الى ترجيح كفة تصديق هذه الأخبار وتناقلها عبر "مشاركتها على "فيسبوك" و"واتس آب" على أنها صحيحة من طريقة حبكتها، ما يؤدي الى تضارب الوقائع وتشويش فكر وعقل القراء والمتابعين والوقوع في الحيرة بين صحة الخبر أو عدمها، وكانت قد وقعت ضحيتها الكثير من الوسائل الإعلامية.

هل يدرّ ذلك الكم من التضليل فائدة ما الى المجتمع؟ هذه الأخبار الوهمية حبذا لو تكون لسبب مقنع ومحترم (كالنقد البناء مثلاً)، وبالتالي يعالج الموضوع بمصداقية سعياً للإصلاح، وتبيان وجهة النظر المقصود إيصالها.

الجدير بالذكر أنه بات من الصعب التمييز بين الأخبار الحقيقية وبين ما هو مختلق، في زمن انحدر العالم فيه إلى الدرك الأسفل من اللاإنسانية واللامبالاة. تجدر الإشارة أن الأزمة التي حصلت في الآونة الأخيرة بين دول الخليج ومقاطعة قطر، وحتى تصرفات داعش التي لايتقبلها العقل، بالإضافة إلى التصرفات التي تصدر عن بعض الحكام من دول مختلفة حول العالم، وعلى سبيل المثال لا الحصر، كانت من ضمن المواضيع التي سخر منها موقع "شبكة الحدود". 

وفي خضم الضجة القطرية ودول الخليج، لم يكن بعيداً على مفتي السعودية أن يصدر فتوى أن صيام القطريين غير مقبول، وليس بغريب على تنظيم "داعش" أن يقرر التوقف عن الصلاة لأن الله لم ينصرهم في الموصل، فهاتين الفكرتين الوهميتين تم تناقلهما بكثرة بين الناس على "فيسبوك" و "واتس آب" بعدما كتب عنهما موقع "شبكة الحدود" وما هي الا أفكار وهمية ساخرة اقتبست من واقع الحال، وفبركت لأنها عامل دسم لجذب القراء.

وفي هذا السياق تنتشر الكثير من القصص والأخبار المشابهة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تعطى الروابط نفس الترجيح بصرف النظر عن مصدرها، وخاصةً على "فيسبوك"، ويصل عدد الجمهور إلى 1.89 مليار، ليتبين لاحقاً أن الأخبار الوهمية كانت المصيدة لعدد كبير من المشاركات.

لذا ومن هنا من باب الوعي والتدقيق، لا بدّ على المتابعين توخي الحذر أثناء قراءة أي من الأخبار المماثلة التدقيق بها جيداً ،فضلاً عن أنه يجب محاصرة ومحاربة هذه الأخبار الكاذبة حتى لو كان هدفها يقتصر على السخرية ليس إلا، أو وضعها ضمن إطار يظهر للقارئ للوهلة الأولى أنه يقرأ مقالاً ساخراً وليس حقيقياً، ومن لالمفروض وضع حد منعاً لانتشارها، كي يحفظ ما تبقى من ثقافة باتت مهددة بالإنقراض تتأرجح على شفير الهاوية ،بعد أن تنحى المجتمع عن أساليب اكتساب الثقافة وتنمية الفكر.
"بنت جبيل.اورغ" 

Script executed in 0.18875598907471