أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

من دفع بـ"داعش" باتجاه لبنان.. وماذا كشف موقوفو التنظيم باعترافاتهم؟

الثلاثاء 25 تموز , 2017 08:11 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 71,482 زائر

من دفع بـ"داعش" باتجاه لبنان.. وماذا كشف موقوفو التنظيم باعترافاتهم؟

فيما تتعاظم التساؤلات حيال عدم إسناد مهمة قيادة معركة تحرير المنطقة الحدودية من العناصر الإرهابية للجيش اللبناني وحده، وهو القادر والمقتدر، والذي قدّم نماذج فريدة في محاربة الإرهاب عجزت عنها أقوى جيوش العالم، وفيما تنقسم آراء اللبنانيين حيال دور حزب الله، وتُطرح علامات استفهام حول كيفية استثمار انتصاره المحتوم في الداخل اللبناني، يكشف العميد المتقاعد ناجي ملاعب لـ "لبنان 24" عن معلومات عسكرية حول كيفية فتح الطريق لعناصر تنظيم داعش للتسلل من الداخل السوري باتجاه المنطقة الحدودية من الجهة اللبنانية، إذ "كشفت التحقيقات التي أجريت مع بعض معتقلي التنظيم لدى الأجهزة اللبنانية والقضاء لتؤكّد هذه المعلومات، بحيث اعترف هؤلاء أنهّم كانوا يمرّون عبر حواجز الجيش السوري من الرقة باتجاه ريف حماه على شكل قوافل، معتمدين على رشوة بعض الضباط".


السماح لهؤلاء باجتياز الحواجز العسكرية وبأعداد كبيرة قد لا تكون بريئة يقول ملاعب ويضيف: "إذا كان هذا العمل فردياً فهو كارثة، وإذا كان يأتي في سياق حسابات أخرى تصب باتجاه توريط الجيش اللبناني فهو كارثة أكبر، وبالتالي من لا يحسب حسابات أخرى في معركة الحدود اليوم هو حتماً لا يعرف أن يقود معركة، والحسابات الأخرى الواردة تتمحور عن سؤال مفاده، هل سيكون الضغط على تنظيم داعش لدفعهم باتجاه أماكن وجود النازحين في عرسال؟".

من هذه الحسابات والمعطيات الخطيرة ينطلق ملاعب، ليؤكّد أنّ "الجيش اللبناني اليوم يؤدّي أفضل مهمة بحماية النازحين السوريين وحماية عرسال من أيّ تسلل إرهابي بالتوازي مع معركة الجرود. هكذا يحبط الجيش أيّ مخطط من هذا القبيل، ويؤكّد من خلال دوره الإنساني الوطني والدفاعي أنّ ما يجري في ملعب الآخرين لا يعنينا، وأنّ العامل الإنساني الذي كُلّف به هو الأساس. ولا يمكن له الخروج عن هذا الدور، وإلاّ سوف يحاسب دولياً إذا اشترك بغرف عمليات مع آخرين هم قيد عقوبات أميركية، وعملياً سوف يورّط نفسه ولبنان بنيران الحرب السورية، ولن تبقى الساحات الأخرى ثابتة إذا تمكنوا من دفع هؤلاء لدخول عرسال". وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ الجيش اللبناني لم يقطع التنسيق مع الجيش السوري في المهام ضدّ الإرهاب، ولكن هو ليس بوارد الإشتراك ميدانياً وعملياً مع الجيش السوري.

ولكن ماذا عن القدرات العسكرية والقتالية للجيش اللبناني، هل تخوّله خوض هذه المعركة؟

بالطبع الجيش يمتلك كلّ الإمكانات للتفوق، فإضافة إلى العقيدة الوطنية، يلفت ملاعب إلى القدرات التي بات الجيش يمتلكها "ومنها تزويده بمراصد على كامل الحدود، كما أنّ الجيش أنشأ ثلاثة أفواج حدود والرابع قيد الإنشاء، والسيطرة على الحدود من قبله هي سيطرة كاملة وجيدة من حيث الإنتشار، وأتت المساعدات الأميركية التي حصل عليها لتعزز هذه القدرات، ومنها "مدافع 155" ذاتية الحركة وحديثة، وصواريخ "هيلفاير" المضادة للآليات والتحصينات، وطائرات "سيسنا"، التي تؤدي دوراً مهماً في الإستطلاع والتصوير ونقل وقائع المعارك مباشرة إلى غرفة العمليات في اليرزة".

ويفنّد ملاعب القدرات العسكرية اللبنانية ليقول "إنّ الجيش قادر على تحرير كامل الأراضي اللبنانية فوق جرود عرسال، ولكن هناك اعتبارات أخرى لعدم قيادته المعركة، أبرزها أن:

-هذه المعركة ليست كمعركة نهر البارد في الداخل اللبناني، بل هي في منطقة حدودية متداخلة حيث يمتد تواجد المسلحين فيها إلى العمق السوري، وهذا يقتضي، في حال قرر الجيش خوض المعركة منفرداً، التنسيق مع القوى المنتشرة هناك سواء حزب الله أو الجيش السوري، ولا مصلحة للجيش سوى بمعالجة ما ينعكس على لبنان من خطر هذه الجماعات.

-العامل الإنساني بحيث ينتشر 120 مخيماً للاجئين في الجرود بمزارع القاع، هذه الجماعات على ارتباط بالمخيمات، والدخول في المعركة يزجّ الجيش خارج نطاق مهامه، قد تسفر عن إصابات بين صفوف النازحين مما ينعكس سلباً على صورة لبنان، ويعرّض العامل الإنساني الذي يرعاه الجيش منذ ست سنوات إلى مخاطر.

- الجيش اللبناني جزء من التحالف الدولي ضدّ الإرهاب، وقائد الجيش يُشارك في الاجتماعات العسكرية للتحالف الدولي، ويستفيد الجيش من معلومات التحالف الدولي وغرفة عملياته التي توضع بتصرفه، وبالتالي لا يمكن له الإشتراك عسكرياً خارج نطاق هذا التحالف.

-الإدارة الأميركية تسعى لفرض عقوبات جديدة على حزب الله، ومن شأن اشتراك الجيش مع الحزب ومع الجيش السوري في هذه المهمة أن يؤدي ذلك إلى قطع المساعدات التي يتلقّاها الجيش من قوات التحالف الدولي، وتحديداً من الولايات المتحدة التي قلّصت هذه المساعدات في ظلّ إدارتها الجديدة.

-تورط الجيش بهذه المعركة مقدمة لتوريطه بالحرب السورية.. ولذلك كله هذه المعركة ليست معركته".

ويختم ملاعب مقاربته بالقول "حبّذا لو كان بمقدورالجيش رسم المعركة وحده لجهة تحرير الأرض اللبنانية، لتكون هذه المنطقة ملاذا آمنا للنازحين الموجودين في لبنان بحيث يتمّ تجميعهم هناك بانتظار عودتهم إلى سوريا".

لبنان  24 

Script executed in 0.17270088195801