أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

15 عاماً من الأشغال الشاقة عقوبة خادمة قضت على مُسنّة ضرباً وحرقاً في لبنان

الأربعاء 16 آب , 2017 12:24 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 22,020 زائر

15 عاماً من الأشغال الشاقة عقوبة خادمة قضت على مُسنّة ضرباً وحرقاً في لبنان

لم يتسنَّ للمسنّة "سامية. خ" الدفاع عن نفسها أمام ضربات "مخدومتها" الشابّة، فقضت متأثّرة بجراحها بعد نقلها إلى المستشفى وهي مصابة بعدّة "خبطات" من تمثال السيدة العذراء ونتيجة حروق من الدرجة الأولى ناجمة عن سكب المياه الساخنة فوقها.

فصول تلك القضّية أوضحتها وقائع حكم قضائي صدر عن محكمة الجنايات في جبل لبنان جاء فيه:

بتاريخ 15 أيار 2013، إتّصلت إدارة مستشفى سيدة المعونات بمخفر جبيل للإبلاغ عن دخول المسنّة سامية الخوام (مواليد العام 1938) إلى المستشفى اثر تعرّضها للرش بالماء الساخن. على الفور إنتقلت دورية من الخفر الى المستشفى المذكور ولم تتمكن من الإستماع إلى المُصابة، لكنّ ولدها سهيل أفاد عناصر الدورية أن الخادمة الأثيبوبيّة التي تعمل لدى والدته هي التي أقدمت على ضربها ورشّها بالماء الساخن.

وتبيّن من تقرير الطبيب الشرعي مالك هلال أنّ "سامية" تعرّضت لارتجاج في الدماغ وجروح قطعية في الوجه وكسر في الأنف، ناجمة عن ضربها بجسم صلب وأنّها أُصيبت بحروق درجة أولى على الأطراف والصدر والبطن والظهر نتيجة سكب مياه ساخنة عليها.

أوقفت الخادمة دينكناش جيلتا بيراتو (مواليد 1989)، فأفادت أنّ ربّة عملها نادتها مرّات عدّة قبل حصول الحادث، لكنّها لم تردّ عليها ولم تُجبها كونها (أي العاملة) كانت تُحضّر نفسها للإستحمام. وأضافت أنّه عند خروج السيّدة العجوز من الحمّام حاولت الأخيرة ضربها بتمثال العذراء، فأخذته هي من يدها وضربتها به على كتفها فوقعت أرضاً، ومن ثمّ جلبت مياه ساخنة ورمتها عليها.

وفي التحقيق الإبتدائي كرّرت المتهمة أقوالها، فيما توفيت المجني عليها بعد عشرة أيام أثناء وجودها في المستشفى، بعد أن ساءت حالتها الصحيّة ولتعرّضها لنزيف دماغي وهبوط في الضغط، وقد أكّد الطبيب الشرعي لدى سماع إفادته أمام محكمة الجنايات أنّ ما أتته المتهمة من أفعال تسبّب بوفاة الضحيّة.

واعتبرت المحكمة برئاسة القاضي فيصل حيدر، أنّ نيّة المتهمة كانت متّجهة إلى قتل ربّة عملها سامية الخوّام وإزهاق روحها، بدليل وجود دافع جدّي وقويّ للقتل والمتمثّل بوجود استفزازات عديدة بين الضحيّة والجانية، فاستعملت الأخيرة جسماً صلباً واعتدت باندفاع على مخدومتها موجّهة إليها عدّة ضربات، ولم تكتفِ بذلك بل رشقت الضحيّة بالماء الساخن على أنحاء متعدّدة من جسمها مسبّبة لها حروقاً بالغة وقد توفيت الضحية على أثر ذلك.

وخلصت المحكمة إلى اعتبار فعل الأثيوبيّة من نوع جناية القتل القصدي المعاقب عليها في المادة 547 من قانون العقوبات، علماً أنّ الطبيب مراد مراد أوضح أنّ حالة المتهمة النفسية ناجمة عن "الحبس" في المنزل والظروف التي أحاطت بها.

وبنتيجة ذلك حكمت المحكمة بالإجماع بإنزال عقوبة الأشغال الشاقّة المؤقّتة مدّة 15 سنة بـ العاملة المنزليّة "دينكناش" على أن يتم طردها من البلاد فور تنفيذ العقوبة.
المصدر: للكاتبة سمر يموت/ لبنان 24

Script executed in 0.19122409820557