أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

ندوة فكرية تحت عنوان "الامام الصدر: الوطن، المواطن، المواطنية" في بنت جبيل

الخميس 31 آب , 2017 09:29 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 7,066 زائر

 ندوة فكرية تحت عنوان "الامام الصدر: الوطن، المواطن، المواطنية" في بنت جبيل

اقام المكتب الثقافي في حركة "امل" إقليم جبل عامل (المنطقة السابعة) و الحركة الثقافية في لبنان ندوة فكرية تحت عنوان "الامام الصدر: الوطن، المواطن، المواطنية"، حاضر فيها رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الاب الدكتور عبدو ابو كسم ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة "أمل" الشيخ حسن المصري، في قاعة الدكتور اسماعيل عباس ثانوية بنت جبيل الرسمية، في حضور النائب علي بزي، رئيس الحركة الثقافية في لبنان بلال شرارة، المسؤول الثقافي لإقليم جبل عامل الشيخ ربيع قبيسي، رئيس اللقاء الفكر العاملي السيد علي فضل الله، جمع من رجال الدين، رئيس مكتب مخابرات بنت جبيل المقدم محمد هاشم، عضو قيادة اقليم جبل عامل الحاج، كمال زين الدين واعضاء قيادة المنطقة السابعه وقيادات كشفية،مدير مستشفى بنت جبيل الحكومي الدكتور توفيق فرج، رؤساء بلديات ومخاتير، شخصيات تربوية اجتماعية وحشد من الاهالي. 

بعد النشيدين الوطني وحركة "أمل" وتقديم من مسؤول المنطقة سليم نصار حمود، استعرض حمود تاريخ الاهمال واستئثار الاقطاع في جبل عامل قبل وصول الامام السيد موسى الصدر ودور الامام الصدر التغييري من معاينة الاوضاع الاجتماعية والسياسية، حيث لم يترك قرية او مدينة إلا وزارها وجاء بالصحافة الاجنبية لنقل الوقائع والمشاهد عن إهمال الدولة المتعمد وتخليها عن واجبها تجاه الجنوب ليرى العالم ما يجري في الجنوب من ظلم وإجحاف".

وقال: "يتهمنا البعض عندما نحيي ذكرى الامام الصدر بأننا نستحضر الماضي ولكن الحقيقة أن الامام لن يغيب أبدا ولن يصبح جزءا من الماضي بل هو جزء من الحاضر وسيبقى جزءا للمستقبل لأنه في كلماته ومواقفه استشرف القادم وها نحن نعيش اليوم ما كان يقوله ويردده من ان الوطن يجب ان يكون متجانسا متكاملا كالجسد الواحد".

وأشار الى زيارات الامام المتكررة الى كافة المناطق اللبنانية، ومنها ثانوية صيدا واللقاء بطلابها في العام 1969 والمسجد العمري العام 1975 بدعوة من الشهيد معروف سعد في عيد المولد النبوي الشريف ، والحضور الكثيف في المسجد ومحاضرته الهادفة السلاح زينة الرجال والدعوة الى المقاومة ودور رجل الدين الاصلاحي والتغييري لا الديكوري، كذلك في كنيسة الكبوشيين ومحاضرته القيمة عن "المواطن الانسان" بعيدا من المذهبية والطائفية، وفي كفرشوبا العام 1974 وصلاته على تراب المسجد الذي دمرته اسرائيل يرافقه الشيخ احمد الزين، وفي مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين يوم غارة اسرائيل على المنازل المتواضعة يخفف عنهم ويجلس الى جانبهم ويحضهم على الصبر والصمود في وجه العدو الاسرائيلي". 

وأضاف: "أثناء الحرب اللبنانية كان الامام يعمل جاهدا على اطفاء وإخماد نار الفتنة واعتصم في العاملية لوقف الحرب والاقتتال، الى جانب دير الاحمر والقاع.. والى جانب المظلوم والمحروم لأي طائفة او منطقة كان".

وتابع: "نحن اليوم نقطف ثمار ما عمل له الامام الصدر وبخاصة في انشاء المقاومة التي نفتخر بها في جنوب لبنان وشرقه بمواجهة التكفيريين، وان فكرة المقاومة ومثلث الشعب والجيش والمقاومة هي من الشعارات التي أكد عليها الامام الصدر، ان ما فعله وما قاله كان يهدف الى مثل هذا اليوم فقد اثمر زرع الامام وأينع، فالمقاومة التي ترتكز على مفاهيم الاسلام الحقيقي حررت الوطن، واجتثت الارهاب التكفيري ولن تمنن أحدا".

وختم: "نعم ايها الامام كلنا تلامذتك لا فرق بين مسلم ومسيحي ولا بين سني أو شيعي أو بين جنوبي وبقاعي، هذا لبنان الجديد الذي تريده يحاول ان يأخذ مكانه في مواجهة الفساد والمحسوبيات، لان البعض لم يزل يتمسك بتلك الطائفية البغيضة والتي هي لعنة والطوائف نعمة، فأنت ايها الامام لست حكرا على الطائفة الشيعية ولا على حركة أمل ولا على لبنان ولا المسلمين والشرق الاوسط ما فعلته كان مدماكا وطرحا لحل مشاكل البشرية جمعاء نحو مستقبل أفضل يتغير فيه وجه التاريخ والبشرية وسيتحقق الوعد الإلهي المذكور في القرآن ليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وتنتزع الغدة السرطانية من أرض فلسطين المباركة أرض الانبياء والرسل".

ابو كسم 

بدوره، قال ابو كسم: "يطيب لي ان التقي معكم في مناسبة وطنية بامتياز، لا نستذكر فيها تاريخ اختفاء الامام موسى الصدر، بل نستذكر فقاهة عالية في الوطنية والنبل والأخلاق والانفتاح والحوار والتواضع، وجه سموح يجمع حوله أصحاب النيات الطيبة والمواقف الوطنية ليشكلوا معا حالة لبنانية مميزة عطلت الى حد ما المشاريع التقسيمية وقطعت دابر الفتنة المدبرة من الخارج".

وتابع: "آمن بلبنان النموذجي التعددي من حيث التنوع في الثقافات والأديان، من ضمن صيغة العيش المشترك على أساس الاحترام المتبادل والمساواة في الاحترام والواجبات، إن الامام موسى الصدر كان سباقا في تجسيد قناعاته على أرض الواقع، دعا الى الانفتاح على المسيحيين، بخاصة في المناطق المختلطة في الجنوب والبقاع ومارس هذا الانفتاح بكل أبعاده لم يفرغ الدين من ابعاده الانسانية والاجتماعية، فظهر صورة الدين الاسلامي على حقيقتها، دين التسامح والتلاقي، دين الرحمة، فجاء السيد المعمم ليقود حملة تصحيحية على الصعيد الانساني والاجتماعي، كما على مستوى العلاقات المسيحية والإسلامية، وعلى المستوى الشعبي بمعزل عن سياسات المجتمع المحلي الذي كان يرتب علاقاته الاجتماعية بشكل يضمن استمرارية عمله السياسي ولو على حساب المعوزين والمهمشين والفقراء، بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية، فكانت مواجهة الامام الشريفة مع طبقة الميسورين من أجل نصرة المظلومين والمقهورين والمستضعفين والمهمشين والمحرومين، من الجنوب الى كل لبنان. ان البصمة التي تركها الامام الصدر، وديعة لنا كلبنانيين والتي تمسك بها من نهجوا نهجه هي وديعة الاعتدال وبكلام آخر نبذ التعصب بكل اشكاله، فكنت تراه خطيب المساجد والكنائس في آن، لا بل حمل قضايا المسيحيين قبل المسلمين، ومن لا يذكر موقفه في قضية دير الأحمر، جسد صورة العالم الديني المنفتح واللبناني الأصيل المتمسك بكرامة أرضه وشعبه، من هنا أسس نهجا لم تنتهجه الطبقة السياسية آنذاك، ألا وهو نهج المقاومة التي قادها على جبهتين الجبهة الداخلية وتجلت في مساندة المظلومين والمحرومين، وثورة اجتماعية تؤسس العدالة بين أبناء الوطن الواحد. وأخرى خارجية، هي جبهة المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني، فهو أول من حمل السلاح في وجهه ودافع عن تراب الجنوب وأسس أفواج المقاومة اللبنانية أمل، وزرع في نفوسهم بذور الكرامة وفكرة التضحية، في سبيل المحافظة على كرامة لبنان وشعبه فلم يعد الجنوب أرضا سائبة او لقمة سائغة بالنسبة للاسرائيليين، بل اصبح مقبرة الغزاة ورمزا للبطولة والوحدة الوطنية".

وأضاف: "لم يكن الاعتدال شعارا رنانا عند الامام الصدر ولا وسيلة لاستقطاب اللبنانيين، من الشيعة وغيرهم إنما الاعتدال بالنسبة اليه كان نهجا وطريقا عبدها بين أبناء وطنه لمنع تسلل الفتنة في ما بينهم، وهكذا دفع ثمن اعتداله عندما أخفاه الرئيس معمر القذافي لكنه لم يستطع إخفاء نهجه الذي سرعان ما تلقفه الشيعة الصدريون في حركة أمل، وعلى رأسهم دولة الرئيس نبيه بري الذي حمل الأمانة وسعى الى نشر ثقافة الاعتدال، معتبرا ان هذا النهج هو خشبة الخلاص لكل اللبنانيين".

وقال: "إن الوضع الدقيق الذي يمر به لبنان وفي هذه المرحلة بالذات، مرحلة تحرير الارض والجرود من عرسال الى رأس بعلبك وجرود القاع، يحفزنا على ان نستثمر هذه الانتصارات، من خلال الحفاظ على وحدتنا الداخلية، بمعنى أن نسعى الى تحقيق المصالحات الوطنية بين أبناء المنطقة الواحدة، بعدما فرقتهم وزرعت الفتنة المذهبية بينهم تلك الجماعات الارهابية والتكفيرية التي كانت تهيمن على جزء من هذه الأرض. أن لبنان الذي حلم به الامام موسى الصدر هو لبنان القوي، لبنان الوحدة الوطنية السيد الحر المستقل المحرر من كل أشكال الطائفية والمذهبية والعنصرية لبنان دولة المؤسسات وليس دولة المزرعة والمغانم والتلزيمات والتنفيعات الخاصة والزبائنية، ونحن اليوم نرفع الصوت من اجل استئصال الفساد والرشوة والتشاطر على لقمة عيش الفقير وإذلاله للحصول على أبسط مقومات الحياة التي هي حق شرعي له، بحيث يجب ان يكون محسوبا على هذا الزعيم أو ذاك ليحصل على تأمين الدواء والاستشفاء والمدارس والجامعات له ولأولاده، وإلا لا يستفيد بشيء. في حين أن الطبابة والاستشفاء والتعليم وفرص العمل متاحة بسهولة أكثر لضيوفنا، وهكذا فإن الكثير من اللبنانيين اصبحوا يشعرون وبخاصة الطبقة الفقيرة انهم غرباء في وطنهم". 

وسال: "لو كان الامام موسى الصدر بيننا ألم يكن ليقود ثورة كبيرة عنوانها أعيدوا لبنان الى أصالته لبنان الحداثة والتطور، الوطن النموذج في هذا الشرق، ان مرحلة استنهاض لبنان وتفعيل دور المؤسسات يستلزم جهود الجميع. لقد آن الأوان لنا ان نستثمر طاقات شبابنا ونحد من هجرتهم وان نعطي الكفاءة العلمية مكانها في الحصول على الوظائف العامة، ونخرج من مفهوم المزرعة الى منطق الدولة وإلا سنصل بعد زمن وليس ببعيد الى لبنان يشبه كل شيء إلا لبناننا".

المصري

ورأى الشيخ حسن المصري "أن الامام الصدر رجل استثنائي، ومن الصعب الحديث الشمولي عنه وكل من يحاول ان يتحدث عنه ويحيط بكل مكنوناته وصفاته وطروحاته فيكون الأسهل عليه ان يجمع ضوء الشمس أو ان يهدد البحر بالجفاف لان الامام الصدر رجل فريد لم يأت الزمان بمثله"

وتحدث عن سيرة الامام الصدر ورؤيته لدور رجل الدين واستشرافه لمستقبل لبنان وللأحداث قبل وقوعها وإعداده للمقاومة لمواجهة العدو الاسرائيلي وتشكيل أفواج المقاومة اللبنانية امل لحماية لبنان ووحدته من الاطماع الاسرائيلية". 

وكشف المصري "ان المؤامرة على لبنان العام 1975 كانت تستهدف فلسطين بجعل لبنان الوطن البديل للفلسطينيين، ولو نجحت المؤامرة لكانت الطريق الى فلسطين من جونية، وما فعله الامام الصدر هو ايقاف تهجير المسيحيين في لبنان والمشرق العربي، فبمساعدة سوريا له استطاع إفشال مؤامرة اخراج المسيحيين وترحيل الشيعة، ولعلها كانت من الاسباب الموجبة عند الآخرين لعملية إخفاء الامام الصدر لأنه لا يمكن إبرام أي مؤامرة بوجوده ولا بد من إزاحته من الطريق لتحقق المؤامرات الصهيونية الحاقدة".

وتابع: "لكن زرع الامام الصدر أينع في حركة أمل يدا أمينة عليها وعلى خطها ونهجها ومقاومتها وعلى لبنان الوطن والمواطن والقضية، إنه دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري الذي لن يغفل او يتغافل يوما عن حفظ الامانه وصونها ورعايتها". 

واضاف: "كانت أفواج المقاومة اللبنانية أمل تشمل المسيحي قبل المسلم هي لكل اللبنانيين والذين وقعوا على إنشائها 78 اسم والقلة كانوا الشيعة والبقية من جميع الطوائف اللبنانية لم يترك الامام الصدر شخصية وطنية مخلصة مثقفة إلا واستثمرها لمصلحة وحدة لبنان أرضا وشعبا ومؤسسات سعى دائما لبناء مجتمع مؤمن بالله والإنسان والوطن. وكان ينظر الى الوحدة الوطنية اللبنانية بأن سلام لبنان أفضل وجوه الحرب مع اسرائيل، اضافة الى المقاومة التي ارعبت الصهاينة من الزيت المغلي والحجارة والعبوة والتصدي بكافة اشكال القوة التي تمتلكها حتى استطاعت هذه المقاومة ان تضع حدا لغطرسة اسرائيل وباتت الضمانة الوحيدة للبنان، ولولا الدور الذي قامت به المقاومة في سوريا لكانت يد الارهاب تسرح وتمرح في مدننا اللبنانية وقرانا، ولم تستثن منا احدا، وكان حصل في لبنان كما في العراق وسوريا من تهجير للمسيحيين. وهنا اطلق الرئيس نبيه بري أن الشيعة يموتون قبل ان يترك المسيحيون هذا المشرق، لان الميزة التي يمتاز بها لبنان والمشرق العربي ميزة فريدة من نوعها في هذا العالم".

وختم المصري: "من هنا نحيي باسمكم جميعا شهداء الجيش اللبناني والمقاومة الذين سطروا اروع البطولات على الأرض اللبنانية ودحروا الارهاب كما العدو التكفيري. ونحيي سوريا التي وقفت معنا في احلك الظروف وساعدت المقاومة في انجاز التحرير، وان زيارة الوزراء الثلاثة، جزء من اتفاق الطائف والاعتداء على هذه العلاقة اعتداء على الطائف. العلاقة والاتفاقات مع سوريا يجب ان تطبق لان هذه العلاقة هي قدر لبنان، وقدرنا ان تكون العلاقة بيننا وبين سوريا علاقة مميزة". 

Script executed in 0.17579793930054