أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

طاهية سورية من مشقات اللجوء إلى المستشارية الألمانية... و"ميركل" أحبت الشاورما التي تعدها

السبت 23 أيلول , 2017 07:16 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 46,672 زائر

طاهية سورية من مشقات اللجوء إلى المستشارية الألمانية... و"ميركل" أحبت الشاورما التي تعدها

لم تكن ملكة جزماتي تعد الأطباق التقليدية عندما كانت تعيش في بلدها سوريا، غير أنها باتت تحظى بشهرة لافتة في برلين التي لجأت إليها قبل عامين، حتى أن أطباقها الشرق أوسطية أبهرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وصلت ابنة دمشق هذه البالغة ثلاثين عاما إلى برلين في تشرين الأول/أكتوبر 2015 وهي باتت تجسد إحدى قصص النجاح الباهرة للاجئين في هذا البلد الذي تأثر بوصول أكثر من مليون طالب لجوء إلى أراضيه.

في غضون سنتين تمكنت الشابة من إنشاء شركتها لإعداد الطعام الشرق الأوسطي الذي يحبه الألمان كثيرا وأصدرت كتاب طبخ.

وتقول ملكة جزماتي التي فرت من دمشق في كانون الثاني/يناير 2012، "حياتي جيدة في ألمانيا".

وتعرب ملكة وهي تقلي الفطائر عن ارتياحها لأنها لم تعد تعتمد على المخصصات التي تقدمها السلطات الألمانية للاجئين.

وتعد الشركة التي أسستها مع زوجها "ليفانت غورميه" الأطباق السورية الشهيرة لمآدب وحفلات استقبال.

وتوضح ملكة "بدأت بوجبات لأعياد ميلاد خاصة ولمآدب عيد الميلاد والآن بت أعد الطعام ل 800 شخص".

وأوصلت دروب الاندماج العسيرة ملكة جزماتي إلى مقر المستشارية الألمانية. ففي الربيع الماضي دعيت الشابة السورية إلى تحضير أطباق شرق أوسطية لأنجيلا ميركل.

وهي تقول ان المستشارة الالمانية احبت كثيرا الشاورما التي أعدتها.

ويقال إن وراء كل طبق أم سورية نقلت أسرار فن الطبخ هذا إلى بناتها. ولا تفلت ملكة جزماتي من هذه القاعدة.

وهي خطت خطواتها الأولى كطاهية في الأردن الذي لجأت إليه مدة ثلاث سنوات. وأصبحت تقدم برنامجا مخصصا للطبخ عبر قناة سورية.

إلا أن زوجها صعد في يوم من الأيام على متن أحد هذه المراكب التي نقلت آلاف السوريين إلى أوروبا مجازفين بحياتهم. وفي ألمانيا حصل على صفة لاجئ والحق في استقدام عائلته.

لكن إنجيلا ميركل شددت سياستها حيال اللاجئين منذ ذلك الحين. ففي عام 2015، حصل 98 % من السوريين على صفة لاجئ فيما تراجعت هذه النسبة الى 30 % اليوم. ويحصل البقية على "حماية فرعية" توفر لهم إقامة لمدة سنة من دون إمكانية لم شمل العائلة.

وواجهت جزماتي صعوبة في التأقلم مع ألمانيا التي لا تفهم بعد رموزها بالكامل. وتقول "إنه بلد تقني جدا".

إلا أن ملكة ترى في أطباق الفول التي يستمتع بها الألمان أداة للترويج لثقافتها.

وتؤكد "أطمح إلى أن يحظى المطبخ السوري باعتراف دولي كما المطبخ الفرنسي والإيطالي".

ولكي تنسى الدمار اللاحق ببلدها، تغوص ملكة بين أقدار الطبخ. وتقول "يوما ما ستنجلي الظلمة ويبزغ فجر جديد".

(أ.ف.ب.)

Script executed in 0.16675996780396