ما إن وصل الطبيب المسلم إلى المركز الإسلامي في بلدة ألترينشام Altrincham بمدينة مانشستر البريطانية لأداء صلاة العشاء، حتى اقترب منه شخص من الخلف وطعنه في رقبته، ثم لاذ بالفرار، وفقا لموقع "هافنغتون بوست" العربي.
الطبيب ناصر الكردي، وهو استشاري جراحة العِظام (58 عاماً)، نُقل فوراً إلى مستشفى Wythenshawe لتلقي العلاج مساء الأحد 24 أيلول 2017، قبل أن يغادرها بعد ساعات ليسترد صحته بالمنزل إلى جانب أسرته، في وقت وصفت فيه الشرطة ما حدث بأنه جريمة كراهية.
واعتقلت الشرطة اثنين عُمْر أحدهما 54 عاماً والثاني 32 عاماً على خلفية الهجوم الذي حدث قبل الساعة 6 مساءً بوقت قصير خارج مسجد في بلدة ألترينشام Altrincham التجارية بمانشستر الكبرى، بحسب المعلومات التي اوردها الموقع.
وقال عويس (20 عاماً)، ابن الطبيب كردي في حديثه لصحيفة The Times البريطانية، إنه يعتقد أن محاولة تفجير بارسونز جرين Parsons Green في لندن من الممكن أن تكون هي الدافع وراء هذا الهجوم.
وأضاف: "هناك الكثير من الأخبار المتداولة عن الهجمات الإرهابية وأعتقد أن هذا الشخص غاضب. ولحسن الحظ أن الطعنة لم تكن قاتلة".
ونُشِر مقطع فيديو للطبيب كردي، الذي يُلقي الخطبة في المسجد، يظهر الطبيب خلاله وهو يضغط على الجزء الخلفي من رقبته. "شاهدته لثانية.. طعنني الوغد في رقبتي".
وقال المفتش بن كوتام، من شرطة مانشستر الكبرى، "ليس هناك مجال لارتكاب جرائم الكراهية في شوارعنا ولسوف نبذل كل ما بوسعنا لاتخاذ إجراءات ضد هؤلاء الذين يُعرضون سلامة الآخرين للخطر".
وحسبما أوردت صحيفة دايلي ميل البريطانية، أظهر المقطع المُصور الأشخاص من حوله وهم يسألونه عن المعتدي. وفي البداية ظهر كردي عاجزاً عن الرد فيما أجاب شخص سمع الحوار قائلاً "طعنه رجل بشيء في يده: ولا أعتقد أن هذا الشيء كان حاداً كفاية".
وصرح الدكتور أنيس، الذي ذهب إلى صديقه بعد لحظات من الهجوم، "كان من الممكن أن تكون هذه الطعنة خطيرة للغاية".
وأضاف: "قال أنه شاهد أحدهم يعبر الطريق وبعدها هاجمه شخص ما من الخلف".
وتابع: "بالتأكيد كانت هناك تعليقات مسيئة – فمن الواضح أنه تعرض لصدمة في هذا الوقت، فقد طُعِن للتو ولذا لا أعرف تفاصيل تلك التعليقات ولكن بالطبع كانت هناك تعليقات مُسيئة من المعتدي عند باب المسجد. حدث الأمر فجأة، وشعر المجتمع كله بالصدمة".
"لا يعتبر الحادث من الأعمال الإجرامية التي تُرتكب ضد المجتمع الإسلامي أو ضد فرد بعينه، ولكن ضد هؤلاء الذين يعيشون في ألترينشام، وأعتقد أننا جميعاً نشعر بهذا".
وأضاف مقداد فيرسي، الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني، "يقول جراح العظام المسلم الذي طُعن في رقبته خارج أحد المساجد ببلدة ألترينشام بأن مرتكب الجريمة (المُعتقل حالياً) صرّح بتعليقات معادية للإسلام".
وصرح المتحدث باسم مركز ألترينشام الإسلامي لصحيفة Manchester Evening News: "لم يحدث شيء كهذا من قبل ولا يعكس ذلك المجتمع. فمن خلال تجربتي، تعتبر العلاقات المجتمعية جيدة للغاية وتعتبر المنطقة من المناطق الآمنة تماماً؛ إنها صدمة لنا جميعاً. أود أن أوجه الدعوة للجميع بأن يأتوا ويتحدثوا إلينا وإذا كان لديهم أي نوايا سيئة يجب أن يجيئوا ويعرفوا عنا المزيد. وتتلخص رسالتي التي أوجهها إلى الجميع في ألا يمتنعوا عن المجيء إلى هنا. ومن التعاليم التي يخبرنا بها أحد النصوص الدينية أن ندفع السيئة بالحسنة".
(وكالات)
