على قاعدة "أكذب اكذب فيصدقك الناس" يعمد تيار المستقبل منذ ثلاثة أيام الى اطلاق حملة مبرمجة على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي أطلق شرارتها زعيم التيار الرئيس سعد الحريري في تغريدة يوم السبت الفائت، فقط لأن الرئيس ميقاتي إنتقد الطريقة التي يدار فيها الشأن الحكومي وتحفظ على الضرائب التي أقرت في المجلس النيابي لتمويل سلسلة الرتب والرواتب.
ويستخدم" المستقبل" في حملته مواقع الكترونية وصحفاً توقعناها أكثر مهنية، فيما واقع الحال أنها انزلقت الى مراتب غير مهنية بدليل انها لجأت جميعها الى نشر أخبار مجتزأة ومكتوبة تقريباً بـ"قلم واحد"، عن مشروع القانون الصادر عن حكومة الرئيس ميقاتي لتمويل سلسلة الرتب والرواتب، من دون أن يكلف احد من المسؤولين فيها التدقيق في ما ينشر حتى لا يكون أضحوكة الناس عندما تكتشف الكذب والاجتزاء والتضليل.
وتوّج هذه الحملة مساء اليوم التلفزيون الأزرق الذي يملكه رئيس الحكومة سعد الحريري، في حملة على من أسماه بالحرف "الملياردير الرئيس نجيب ميقاتي"، وخير ردّ على هذا الكلام الآية الكريمة "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ".
خلاصة هذه الحملة التي نعلم جيداً من هو المايسترو لها وبأي ثمن تدار أن حكومة الرئيس ميقاتي أحالت على مجلس النواب مشروعَ قانونٍ يرفعُ الضريبة على القيمةِ المُضافة الى 15 بالمئة فضلاً عن ضرائبَ جديدة.
وتبياناً للحقيقة ومنعاً لمضي "الفاجر" في فجوره السياسي وفي تضليله، لا بد من وضع النقاط على الحروف وتبيان الحقائق.
إن مشروع قانون تمويل السلسلة الذي أرسلته حكومة الرئيس ميقاتي نص في المادة الاولى على أن الضريبة على القيمة المضافة البالغة عشرة في المئة "ترفع الى 15 في المئة فقط على الخدمات التالية:
- السلمون والقريدس والكافيار على كل أنواعها
- استراد وتسليم الأجهزة الخلوية وقطع الغيار العائدة لها
- عمليات استيراد المركبات البرية المستعملة وغير المستعملة وقطع الغيار العائدة لها".
وفي الوقت ذاته اقترحت حكومة الرئيس ميقاتي توسيع قاعدة السلع المعفاة من الضريبة على القيمة المضافة لتشمل مواد استهلاكية تطال الطبقة الوسطى. كما اقترحت وضع ضريبة على التحسين العقاري لا تستوفى إلا عند بيع العقار وتحقيق الربح.
أما البند التضليلي الثاني الذي لجأت اليه الاوركسترا الاعلامية فيتعلق بالنمو، حيث زعمت أن حكومة الرئيس ميقاتي تسببت بتراجع هائل في نسب النمو في مقابل نسبة نمو مرتفعة بلغت 8 في المئة بين عامي 2008 و2010.
وتبين الأرقام الواردة أدناه، وفق البنك الدولي ومديرية الاحصاء المركزي، معدّلات النمو الاقتصادي من العام 2011 إلى العام 2016 هي كالآتي:
2011 (1 في المئة)
2012 (2،8 في المئة)
2013 (2,6 في المئة)
2014 (2 في المئة )
2015 (0.8 في المئة)
2016 (1.8 في المئة)
أما معدّلات النمو المرتفعة كما يزعمون والتي تحققت بين 2008 2010، فكانت نتيجة الفورة العقارية وهي لم تحقق زيادة في فرص العمل، وافادت منها شريحة محددة، فيما الأكثرية ما زالت تعاني من هذه الفورة لأن سوق الإسكان التي لم يعد بمتناولها.
إذا كان البعض قرأ في صمت الكبار علامة ضعف فهو واهم، لأن الفجور السياسي والتضليل أمده قصير، ولا شيء يعلو فوق كلمة الحق.
ومن بات الأسود يغطيه من رأسه الى اخمص قدميه هو آخر من يحق له الحديث في "القمصان السود".
لا مكان للصمت بعد اليوم، فالكلمة مقابلها كلمة والتضليل مقابله حقائق دامغة كلون الشمس، فتنبهوا يا من تلبسون أقنعة البراءة وتزعمون حمل هموم الناس.
الناس لا تؤخذ بالأضاليل والكذب بل بوقوف دائم الى جانب الحق.
خاص لبنان 24
