يبدو أنّ رئيس الحكومة سعد الحريري لم يكن يعلم "مع مين بدو يعلق" قبل أن يقول عبارته الشهيرة ليل أمس، الأربعاء، في خلال كلمته أثناء الجلسة النيابية المخصّصة لمناقشة مشروع موازنة العام 2017، حيث قال في معرض ردّه على بعض مداخلات النواب التي تطرّقت إلى مسألة "الإحباط السني" إنّ "أهل السنة مش محبطين وأنا مسؤول عن كلامي"، إذ لم يكد ينهي الحريري كلمته حتّى بدأت الرُّدود تأتيه من كلِّ حدبٍ وصوب عبر مواقع التواصل الاجتماعي بدءاً من التعليقات على التغريدة التي تضمّنت هذه العبارة والتي نُشرت عبر حسابه على "تويتر" خلال إلقائه كلمته، وصولاً إلى التّغريدات والردود والمنشورات والصور الساخرة التي علّق من خلالها النّاشطون والمواطنون ومستخدمو وسائل التواصل على عبارة الحريري التي أظهرته وكأنّه يعيش "بغير عالم"، بحسب أحد التعليقات.
وانتشرت صورة طريفة، تظهر مصارعَيْن في حلبة مصارعة حرّة، أحدهما متمكّن من الآخر الذي يظهر وهو يتألّم، فيقوم الحكم بسؤال المصارع المتألّم إن كان محبطاً، فيجيب: "لا أبداً مكيّف".
ومن الرّدود على كلام الحريري، ما قاله رئيس "لقاء الاعتدال المدني" النائب السابق مصباح الأحدب عبر "تويتر"، حيث اعتبر أنّ "السنة أكبر من أن يحبطوا، لكنّهم قرفوا سياسة الاضطهاد والتخاذل والإستسلام التي فرضتموها عليهم.. ما هكذا تكون القيادة يا دولة الرئيس".
المسؤول السياسي لـ"الجماعة الإسلامية" في طرابلس والشمال إيهاب نافع علّق قائلاً عبر "فيسبوك": "الحمدلله أنّ ثقتي بالله كبيرة،، وإلا كنت من المحبَطين، أجارنا الله من الإحباط ومن الذين يوصلوننا إليه".
الصحافي عماد قميحة علّق ساخراً بالقول: "أهل السُنة مش محبطين.. ولك أنا شيعي ومحبط، كيف أهل السُنة؟".
وممّا كتبته الإعلامية راسيا سعادة: "... خليني إحكي عن حالي، عشت معكم 6 سنين من حياتي، منهم كنت إبقى 24 ساعة برا البيت ومنهم كنت غيب عن جامعتي ومنهم كنت نام بالخيمة ومنهم كانت إيدي تنشل من التصوير ومنهم كانت سيارتي وتلفوني مسخّرين مجاناً وكل هيدا تما كون محبطة وتيكون عندي ضهر سياسي يحميني على أساس إنو متل ما بتعرفوا بلبنان العظيم اللّي ما عندو ضهر سياسي ما عندو شي ولما عرفت إنو "الضهر السياسي" كذبة منعيشها بلبنان تحت اسم "التجارة الطائفية" ولما عفت حالي من التعب بدون مردود مادي ولا معنوي (...) ومن إشيا تانية ما رح احكي فيها لأنّها شخصية وبايخة بس حتّى البياخة احبطتني.. ولما ولما ولما تركت هالخط ومش طامحة كون بأيّ تيار أو حزب غيرو لأن كلن أضرب وأسوأ من بعض ولما إنو بلبنان العظيم اللّي ما بيغني لأيّ فرقة سياسية بيكتمولوا صوتو وطموحو طفشت من بلد الإحباط اللّي فيه أحزاب وتيارات الإحباط واللي حاكمينو زعماء الإحباط وأنا طبيعي من ضمن آلاف المحبطين من أهل السنة عليهم السلام والإحباط...".
الناشطة غنى الجردي، نشرت عبر حسابها الخاص على "فيسبوك" فيديو لأغنية الفنّانة ساندي "حاسّة إنّي محبطة"، وأرفقتها بتعليق قالت فيه: "حاسة إنّي محبطة.. ومش مهم أفضل كدا.. المهم تكون مرتاح يا سعد.. محبطين ونصّ".
ومن الرّدود التي أتت مباشرة على تغريدة الحريري على "تويتر" ما كتبه بلال موّاس: "محبطين؟ أعوذ بالله تف من تمّك دولة الرئيس، مناصبنا وآخدينها، القضاء وعم ينصفنا، الجمعة عطلة، ومناطقنا مزدهرة، وباسيل تاركنا والسجون فاضية".
ردّ آخر من مها على كلام الحريري جاء فيه: "مين قلّك دولة الرئيس؟؟ الإحباط راكبنا من راسنا لإجرينا! ما تحكي عن لساننا إذا بتريد!".
واعتبر حساب محي الدّين محمّد عنتر أنّه "من الطبيعي ألا تستشعر ما يمرّ به أهل السنة في لبنان، لأنّك في وادٍ وهم في وادٍ آخر!!! راجع سياسات تيارك تعرف أين أوصلتم سنة لبنان!!!".
حسن هاشم - لبنان 24
