أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

نيويورك تايمز: الولايات المتحدة "غسلت يديها" في الحرب السورية، ومستقبل سوريا تحدده موسكو وأنقرة وطهران

الجمعة 17 تشرين الثاني , 2017 03:08 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 12,920 زائر

نيويورك تايمز: الولايات المتحدة "غسلت يديها" في الحرب السورية، ومستقبل سوريا تحدده موسكو وأنقرة وطهران

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تقريرًا تناولت فيه صراع النفوذ السعودي الإيراني في المنطقة، وتطرّقت الى الرؤية السعودية الجديدة والسيطرة الإيرانية الممتدّة من العراق الى لبنان.
وجاء في التقرير: "ربما تبالغ السعودية لدى الحديث عن نوايا إيران وقوتها، ولكن دولاً غربية وآسيوية يفهمونها. الإيرانيون واضحون بشأن رؤيتهم للمنطقة، فالرئيس الإيراني حسن روحاني قال لا قرارات حاسمة تتخذ في العراق، سوريا، لبنان، شمال أفريقيا ومنطقة الخليج من دون موافقة ايران". وأضاف: "ربما لا تسيطر إيران بشكل كامل على بغداد ودمشق وبيروت ولكن بسبب وكلائها وحلفائها في المنطقة يمكنها تشكيل ساحات المعارك والسياسات".

ورأت الصحيفة أنّ السياسة الخارجية والأمنية السعودية تجري بسرعة، وبدلاً من دفع إيران الى الوراء بحذر، فالتوجّه في التغيير لم يكن منظمًا. وأشارت الصحيفة الى أنّ سياسة تدخّل السعودية في اليمن للقتال ضد الحوثيين المدعومين من إيران كانت مكلفة وغير شاملة بالرغم من مرور عامين عليها.

وأوضحت أنّ ما يجري قد يجر الى نتيجة تحاول الرياض تجنّبها، وهي تحويل الحوثيين الى ما يشبه "حزب الله" في لبنان، خصوصًا وأنّهم قريبون من حدودها. ورأت الصحيفة أنّ حصار قطر كان ناجحًا أكثر. والخطوة السعودية الأخيرة كانت إجبار الرئيس سعد الحريري على الإستقالة في الرياض. ويبدو أنّ هذه الخطوت أنتجت نتائج عكسيّة. وفي الحقيقة إذا كان الهدف مكافحة إيران، فلم تختر الرياض المعركة الصحيحة، برأي الصحيفة.

وشدّدت الصحيفة على أنّ الحروب في لبنان واليمن تكون مكلّفة ومعقدة، النتائج مبهمة والعائدات منخفضة. وأوضحت أنّ "في الشرق الأوسط، ميزان القوى محدّد في سوريا والعراق، وفي هذين البلدين، التكاليف مرتفعة والمخاطر كذلك، وفي المكانين موقع إيران جيد".

ويبدو أنّ الولايات المتحدة قد "غسلت يديها" في الحرب السورية، ومستقبل سوريا تحدده موسكو وأنقرة وطهران، وأفضل الأخبار بالنسبة للسعودية في العراق، حيثُ يعود السعوديون ولو متأخرين، فالتقرب من زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، والترحيب برئيس الوزراء حيدر العبادي، كانا من التحرّكات المهمة بمواجهة النفوذ الإيراني.

كذلك دعمت السعودية حكومة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مصر بمليارات الدولارات، فيما يقوم الأخير بإعادة وصل العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد ويرفض الضغط السعودي لتصعيد التوتر مع إيران، كذلك فالسيسي رفض الطلب السعودي بإرسال قوات مصرية الى اليمن لقتال الحوثيين.

وبحسب الصحيفة هناك نجاح بارز للسعودية يتمثل بإعادة تنظيم السياسات الأميركية والسعودية، وهذا سبب استقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحفاوة في السعودية، فالرياض كانت مصدومة من تجربتها مع إدارة باراك أوباما، خصوصًا بشأن إصلاح العلاقات مع طهران.

المصدر: نيويورك تايمز - لبنان 24

ترجمة: سارة عبد الله

Script executed in 0.16741609573364