أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

بيّ الكِلّ فوق الكِلّ

الأربعاء 22 تشرين الثاني , 2017 09:26 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 40,593 زائر

بيّ الكِلّ فوق الكِلّ

بيّ الكِلّ فوق الكِلّ
عندما نقولُ " بيّ الكِلّ" ذلك يَعْني أنّه مَسؤولٌ عَنْ كُلِّ أولادِهِ  ويَتَحَمَّلُ أخْطاءَ كُلّ أوْلادِهِ وحتّى أنّه يُحاسَبُ عنْهم. هكذا يكونُ الــ " بيّ" المَسؤول هذا هو رئيسنا " ميشال عون".
عندما نقولُ فَوْق الكُلّ لا يَعْني ذلك غرورًا فالتّواضُعُ مِنْ أجْمَلِ صِفاتِهِ،
عندما نقولُ فَوْق الكُلّ لا يَعْني ذلك دونِيَّةَ الآخرينَ أمامَهُ فَكِبَرُهُ أعْلى دَرَجاتِ التّواضُعِ،
عندما نقولُ فوق الكُلّ لا يَعْني ذلك إذلالاً للآخرينَ فَهو عندما نادانا بـــ " الشّعب العظيم" رَفَعَنا إلى حَيْثُ لا تَطالُنا أزَماتٌ.
عندما نقولُ فوق الكُلّ يَعْني ذلك أنّه تعالى عَنْ كُلّ صغائِرِ السّياسَةِ، 
أنّه باتَ على عُلُوٍّ يَسْمَحُ له بأنْ يَمْتَلِكَ بُعْدَ نَظَرٍ في أمورٍ كثيرةٍ،
أنّه يَعْرِفُ بالأمورِ قَبْلَ حُصولِها لأنّه يرى أخْيِلَتَها في البعيدِ،
أنّه يَتَلقّى الصّدماتِ عَنِ الكُلِّ فيما نَحنُ نَتَظَلَّلُ في حِماه وتَحْتَ قيادَتِهِ الحكيمَةِ،
أنّه عالِمٌ أكْثَرَ مِنْ كثيرين وتلكَ حقيقةٌ لامِعَةٌ نَظَرًا لِخُبُراتِ سنواتٍ عاشَها بحُلْوِها ومُرِّها.
يا " بيّ الكلّ" كمْ تَغَيَّرَتْ معاني الاسْتقلالِ بوجودِكَ وكَمْ أصْبَحَ الوَطَنُ أغلى.
لعيد الاسْتِقلالِ هذه السّنة نكهَةٌ خاصّةٌ وحتّى ألوانُ العَلَمِ تغيّتْ معانيها: الأحمرُ أصبَحَ لَوْنَ حُبِّ الوَطَنِ والأرْضِ الّذي علّمنا إيّاه فأحبّنا حتّى باتَتِ التّضحيَةُ عُنوانًا لمَسيرةِ حياتِه. والأبيضُ أصْبَحَ لَوْنَ الصّدّْقِ والنّظافةِ اللّذين تميّزَ تعامُلَهُ وكَفَّهُ بهما. والأخضرُ يَبْقى لَوْنَ أرزِ الرّب ولَوْنَ عَوْدَةِ الحياةِ الّتي اسْتعدناها بوصولِهِ إلى الرّئاسةِ وفي النّهايَةِ البُنّيُّ لَوْنُ التّرابِ الّذي عَشِقناه ورَفَضْنا التّخلّي عنه مَهْما حاولوا اسْتبعادَنا عنْه.
ألَمْ يَقُلْ رئيسُنا يوْمًا: " لبنان أكبر من أن يُبلَع وأصْغَر من أن يُقَسَّم"
جومانا ناهض
 

 

Script executed in 0.19686102867126