موجة كبيرة من الإستنكار، وجهها قادة الدول العربية، تنديداً بالعمل الإرهابي الذي استهدف أحد مساجد سيناء اليوم، والذي أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا.
يد الإرهاب ضربت من جديد، فلم تسلم منها دور العبادة هذه المرة ولم ترحم أبداً من ارتفعت أياديهم بالدعاء ولا من تضرعت قلوبهم بالرجاء، تأكيداً منها على عدم إرتباط أعمالها الإجرامية بمكان أو زمان، بصغير أو كبير، بدين أو بآخر.
تنظيمات اختارت سفك الدماء عملاً لها، في سبيل نشر الخوف بين الأبرياء وتدمير أواصر الترابط بين الدول.. لكن وفي كل مرة، يخذلها تكاتف الشعوب من مختلف أصقاع الأرض، رغم الصراعات الدائرة بينهم.
فمن لبنان، صدحت الأصوات مطالبة بتوحّد العالم لمواجهة الإرهاب وإدانة هذه الجريمة الشنيعة، إذ صرح معظم السياسيين من جميع التوجهات دعم مصر ووقوفهم بجانبها.
وكان لرئيس الجمهورية اللبنانية الرئيس ميشال عون موقفاً وطنياً، حيث لفت في برقية تعزية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "أنّني تابعت بألم بالغ ما أسفرت عنه العملية الإرهابية الّتي استهدفت مسجداً في سيناء وأدّت إلى سقوط المئات من الشهداء والجرحى"، مؤكّداً أنّ "هذا العمل الجبان الّذي استهدف مواطنين لجأوا إلى مركز عبادة، يثبت بما لا يدع مجالاً للشكّ أنّ الإرهاب لا يعترف بالأديان السماوية، وأنّه يؤمن فقط بالإجرام والقتل".
وركّز على "أنّني أدين بشدة، بإسمي وبإسم الشعب اللبناني، هذا العمل الإرهابي الشنيع، وأسأل الله أن يرحم الشهداء الّذين سقطوا وأن يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل"، مجدّداً "وقوف لبنان إلى جانب مصر وقيادتها وشعبها لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه أينما وجد".
كما أبرق رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري الرئيس المصري معزياً بضحايا الإعتداء ومؤكداً على التعاون لمواجهة الإرهاب، وقد جاء في البرقية:" أقدم لكم أحر التعازي بشهداء الجريمة الارهابية التي استهدفت المؤمنين في مسجد قرية الروضة في العريش، سائلين الله سبحانه وتعالى الشفاء العاجل للجرحى. ان هذه المذبحة مدانة وتمثل واحدة من اعلى درجات الجريمة المنظمة التي استهدفت مصر وتستهدف مثيلاتها على مستوى اقطارنا العربية دون ان يردعها وازع قدسية المكان، وهي سبق ان استهدفت الكنائس والنسيج الوطني في بلدكم العزيز، كما استهدفت مقامات واسواقا وتحشدات شعبية، الامر الذي يستدعي اعلى درجات التنسيق بين المستويات الامنية في بلادنا لان هذا الارهاب الواحد يتطلب مواجهة موحدة والعمل لتجفيف موارده ومصادره واستكمال الانتصارات على مخططاته".
وإلى جانب تعازيه فقد دان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الاعتداء الارهابي الذي استهدف احد مساجد سيناء اليوم وقال إن "هذا الاعتداء الاجرامي الذي استهدف مصلين ابرياء يوم الجمعة المبارك، يعبر عن مدى الحقد والكراهية التي بلغتها اساليب التنظيمات الارهابية في تدمير المجتمعات العربية والاسلامية".
وتابع: "لقد كشفت هذه الاعتداءات زيف التستر وراء الدين لارتكاب ابشع الجرائم بحق الابرياء، وهي اعتداءات تستدعي التاكيد من جديد على وجوب تضافر كل الجهود لاقتلاع الارهاب من جذوره وحماية الاسلام والمسلمين من العابثين بامنهم ودينهم وسلامة اوطانهم".
"اننا نكرر ادانتنا الشديدة لهذه الجريمة الارهابية ونؤكد وقوفنا الى جانب اشقائنا في جمهورية مصر العربية ونعبر عن تضامننا القوي مع مصر الشقيقة رئيسا وحكومة وشعبا في الجهود والمساعي التي تبذلها لمحاربة هذه التنظيمات الارهابية ونتقدم من ذوي الشهداء باحر التعازي القلبية سائلين الله سبحانه وتعالى ان يحمي مصر ويرد عنها كل المخاطر".
لم تقتصر التنديدات والتصريحات على الرؤساء الثلاث، بل كانت مواقف كثيرة لافتة من جميع الأفرقاء والشخصيات السياسية والدينية.
زينب فرج \ بنت جبيل.أورغ
