أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

في الطريق إلى أوروبا، مأساة اللجوء راحت ضحيتها طفلة...قتلت على سكة القطار

السبت 09 كانون الأول , 2017 09:45 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 16,030 زائر

في الطريق إلى أوروبا، مأساة اللجوء راحت ضحيتها طفلة...قتلت على سكة القطار

انطلقت الطفلة الأفغانية مدينة مع عائلتها في رحلة الهجرة هربا من الواقع القاتم في بلدها، قاصدين بريطانيا، لكن الفتاة لن تبلغ وجهتها أبدا، فقد انتهى بها الأمر في قبر في صربيا.

في مسار الهجرة الأوروبية لم تكن الطرقات سالكة دوما أمام هذه الأسرة الأفغانية، فقد أعادتهم السلطات الكرواتية ذات ليلة ومنعتهم من مواصلة الرحلة، فسلكوا طريق العودة متّبعين خطّ سكّة حديد، كما تروي والدتها مسلمة الحسيني لوكالة فرانس برس.

وتقول هذه السيدة البالغة من العمر 38 عاما "سمعنا ضجيجا كبيرا... كان قطار قد جاء مسرعا من ورائنا".

في مدينة سيد الحدودية في شمال صربيا، ترقد الفتاة البالغة من العمر ست سنوات في مقبرة أرثوذكسية إلى جانب رفات ثلاثة أشخاص من المهاجرين أيضا.

ورغم إقفال الحدود مطلع العام 2016، ظلّت طريق البلقان مسلكا للمهاجرين، وجاءت حادثة موت الطفلة التي دهسها القطار "لتذكّر الاتحاد الأوروبي والسلطات المحلية بأن الناس ما زالوا في خطر في البلقان"، بحسب أندريا مونتينتا من منظمة أطباء بلا حدود التي تندد بطرد المهاجرين بشكل عشوائي.

تشير الأرقام الرسمية إلى أن 143 مهاجرا قضوا بين تركيا والاتحاد الأوروبي بين مطلع العام 2017 وشهر نوفمبر/تشرين الثاني، منهم من غرق ومنهم من قضى بحوادث سير وآخرون صعقتهم الكهرباء على أسطح القطارات، ومنهم أيضا من انتحر.

وفي ما عدا الأرقام الرسمية "لا نعرف عدد الذين فقدوا حياتهم في المنطقة"، وفقا لأندرديا.

هل هذه هي لندن؟

يطرح رحمات شاه الحسيني البالغ من العمر 39 عاما نفسه أرضا في الموقع المتجمّد الذي دفنت فيه ابنته، ويعرض من هاتفه صورا لها، ويقول "هذه الصورة قبل مقتلها بيومين".

كانت الطفلة تسأل أهلها باستمرار "هل وصلنا؟ هل هذه هي لندن؟"...

هربت العائلة إلى إيران، ثم تركيا وبلغاريا، قاصدين العمق الأوروبي، لكنهم افترقوا بعد ذلك فأخذت زوجته الأطفال الخمسة لأن المال لم يعد كافيا ليواصل الجميع رحلتهم.

عند الساعة الرابعة عصرا من ذلك اليوم، كانت عائلة الحسيني تلتقط أنفاسها في منزل مهجور قرب الحدود، ثم تجاوزوا الأسلاك الشائكة ليدخلوا الأراضي الكرواتية.

بعد ذلك دهمتهم قوة من الشرطة، وقالت لهم مسلمة إنها تطلب اللجوء، ثم توسّلت إليهم أن يؤجلوا طردهم إلى طلوع شمس الغد حتى يرتاح أطفالها من عناء السفر، لكنهم اقتادوهم إلى الحدود ووضعوهم قرب سكّة للقطار مضاءة على جانبيها.

غير أن وزارة الداخلية الكرواتية تنفي هذه الرواية وتؤكد أن مسلمة قررت بنفسها أن تعود إلى صربيا بعد الحادث.

مشت العائلة، "ولم يقل لنا أحد إن القطار يمرّ من هنا"، كما تقول الوالدة المفجوعة.

وبعدما مرّ القطار وساد الذعر بينهم صاروا يبحثون عن الفتاة الصغيرة التي وجدها شقيقها مضرّجة بالدماء.

لا شهادة وفاة

بعد ذلك وصلت سيارة إسعاف، وتقول الأم إن الشرطة منعتها من الصعود مع ابنتها، بل أشارت لهم إلى الطريق الذي يعيدهم إلى صربيا.

اجتمعت العائلة بعد ذلك في بلغراد، وعلمت بعد يومين أن الفتاة فارقت الحياة. وفي فجر اليوم التالي ذهبت العائلة برفقة شيخ مسلم إلى مدينة سيد بانتظار وصول الجثة، ودفنت هناك على الفور.

يرغب رحمات شاه في مغادرة مدينة سيد وصربيا، لكن أحدا لم يعطهم شهادة وفاة لابنته بما يتيح له أن يسترد الجثة في المستقبل.

تشدد السلطات الكرواتية على أن الشرطة ليست مسؤولة عن الحادث، وأنه وقع في صربيا وليس في أراضيها.

وأعلنت مفوضية اللاجئين في صربيا أنها سددت كل نفقات الدفن وأنها استجابت لكل طلبات العائلة في ما يتعلق بمراسم الدفن.
(ميدل ايست أونلاين)

Script executed in 0.19818592071533