كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن حكومة الإحتلال بدأت في الإجراءات العملية لتدشين خط السكة الحديدية الذي سيصل الأراضي الفلسطينية المحتلة بالسعودية بحسب ما نقلت وسائل إعلامية.
وأشارت الصحيفة إلى أن أول الإجراءات العملية لتدشين هذا المشروع تمثلت في تضمين موازنة الإحتلال للعام 2019، التي أقرها الكنيست قبل ثلاثة أيام، بندًا ينص على تخصيص مبلغ 15 مليون شيكل (4.5 ملايين دولار) لوضع المخطط الهندسي لهذا الخط.
وبحسب "يديعوت"، فإن الفكرة الأولية للمشروع تقوم على تدشين محطة لسكة الحديد في مدينة بيسان المحتلة، شمال فلسطين، ينطلق منها خط إلى أحد المعابر الحدودية مع الأردن، ومنها إلى السعودية والعراق.
وذكرت أن طول السكة الحديدية داخل الأراضي المحتلة سيكون 15 كلم، وسيكلف ملياري شيكل أي حوالي 600 مليون دولار، موضحة أن الخط يتضمن منظومة من الجسور والأنفاق.
وأضافت أن الإحتلال الإسرائيلي يقوم حاليًا بنقل البضائع التي يحتاجها العراق والسعودية ودول خليجية أخرى، والتي تصل عبر ميناء حيفا، في شاحنات للأردن، ومنها لهذه الدول، ولفتت الى أن الحرب الدائرة في سوريا حاليًا مثلت فرصة كبيرة للإحتلال إذ إن هذه الحرب أفضت إلى إغلاق الموانئ السورية، التي كان يتم عبرها نقل البضائع للسعودية والدول الخليجية والعراق.
واستدركت الصحيفة أن خط السكة الحديدية، الذي أطلق عليه وزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اسم "خط السلام"، سيكون مخصصًا أيضًا لنقل الركاب، ولا يقتصر دوره على نقل البضائع فقط، على الرغم من أن تدشين الخط الجديد سيفضي إلى تحسين ظروف نقل البضائع، ناهيك عن أنه سيكون أقل كلفة من استخدام الشاحنات.
وأشارت إلى أنه في المقابل سيدشن الإحتلال في منطقة الجليل معبرًا تجاريًا سيكون مخصصًا لاستقبال البضائع التي تصدرها الدول الخليجية والعراق إلى العالم الخارجي عبر الموانئ "الإسرائيلية".
كذلك لفتت إلى أن الموانئ "الإسرائيلية" تقوم حاليًا بتصدير البضائع الواردة من العراق والسعودية والدول الخليجية لأوروبا عبر الشاحنات من خلال آلية "ظهر لظهر"، إذ يتم تفريغ الشاحنات الأردنية المحملة بالبضائع الواردة من هذه الدول على الحدود في شاحنات إسرائيلية، والتي تنقلها إلى ميناءي حيفا وأسدود.
وأفادت الصحيفة أن إدارة السكك الحديدية الإسرائيلية قد شكلت بالفعل فريقًا من الاستشاريين لوضع المخطط الهندسي للمشروع الذي سيربط أوروبا بالشرق الأوسط.
كما نقلت عن كاتس قوله إن تدشين المشروع سيمثل "إنجاز ممر يكمل الممر المائي الذي يخدم نصف شبه الجزيرة العربية"، وأضاف "هدفي أن يتم ربط كل من السعودية ودول الخليج والأردن بالموانئ الإسرائيلية، ما يحوّل الكيان الإسرائيلي إلى مركز نقل إقليمي، ويعزز الاقتصاد الإسرائيلي بشكل كبير جدًا".
وأشار إلى أن المشروع سيتم تدشينه بالتعاون مع الولايات المتحدة وأطراف دولية أخرى، موضحًا أن المشروع سيفضي إلى تعزيز مستوى التبادل التجاري بين الإحتلال والدول الخليجية، مشددًا على أنه سيمثل "تجسيدًا لفكرة السلام الاقتصادي الإقليمي".
