أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

كيف يسافر الفلسطينيون بلا مطار؟

الإثنين 21 أيار , 2018 05:25 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 23,706 زائر

كيف يسافر الفلسطينيون بلا مطار؟

تعتبر  فلسطين واحدة من ست دول في العالم لا تملك أية مطارات داخل حدودها. لذلك، يلجأ حوالي 3 ملايين فلسطيني من الضفة الغربية للسفر برًا عبر معبر الكرامة على الحدود الأردنية الفلسطينية والتوجه إلى مطارات المملكة الأردنية الهاشمية. كما يعتبر معبر رفح الحدودي مع مصر المتنفّس الوحيد لحوالي 3 ملايين غزيّ، في طريقهم إلى المطارات المصرية من أجل السفر عبرها إلى الوجهات الدولية.

بالنسبة للفلسطيني، يشكل السفر عملية صعبة وشاقّة، يحتاج فيها إلى ساعات طويلة من التنقّل والانتظار على المعابر والحدود، كما يحتاج إلى مجموعة من الأوراق الثبوتية التي لا تقتصر على جواز السفر. إضافة إلى ذلك، تشكّل إجراءات الاحتلال عاملًا إضافيًا يزيد من صعوبات السفر بالنسبة للفلسطيني خصوصًا بعد منع  سلطات الاحتلال الإسرائيلية مواطني الضفة الغربية وقطاع غزة من السفر عبر المطارات الإسرائيلية بعد اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، وتدمير مطار غزة الدولي (مطار ياسر عرفات الدولي) بفعل القصف الإسرائيلي. وكانت السلطات الإسرائيلية قبل ذلك تسمح بسفر الفلسطينيين عبر المطارات الإسرائيلية ضمن شروط معقدة وبتصاريح خاصة.

عندما كان هناك مطار يحمل اسم فلسطين

في 23 نوفمبر من عام 1998، جرى افتتاح أول مطار فلسطيني على أراضي السلطة الفلسطينية “مطار غزة الدولي”، بعد مفاوضات طويلة مع الاحتلال الإسرائيلي. وافتتح المطار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات برفقة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون.

ولم يمضِ على افتتاح المطار عدة سنوات، حتى قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بتدميره على مدار سنوات انتفاضة الأقصى (2000-2005)، عبر قصفه بالطيران، ومهاجمته بالدبابات، الأمر الذي فرض إغلاقًا قصريًا له.

وكان المطار قد أنشئ بتمويل من اليابان والسعودية ومصر وإسبانيا وألمانيا، وصمم على أيدي معماريين مغربيين ومهندسين على نفقة العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني. وقد بلغ مجموع تكاليف إنشاء المطار قرابة 86 مليون دولار.

يقع المطار شرق مدينة رفح المحاذية للحدود المصرية، ويبعد عن مدينة غزة 36 كيلومترًا. وتتميز تصاميم مبانيه بمحاكاتها للطراز العربي الإسلامي، على غرار مباني وأسوار مدينة القدس الشريف، كما زخرفت مباني المطار بالقرميد المغربي. وكان المطار قبل تدميره يضم مدرج هبوط وإقلاع وصالة رئيسية للمسافرين مساحتها 4000 مترًا مربعًا تستوعب 750 ألف مسافر في العام. وقد كانت المساحة الإجمالية للمطار تبلغ 2350 دونمًا، يعمل فيها طاقم مكون من 400 شخصًا.

وشهد يوم الافتتاح إقامة احتفالات شعبية ووطنية عمت أنحاء فلسطين، خصوصًا بعد هبوط أول طائرة مصرية في المطار، والتي كانت تقل عددًا من السياسيين ورجال الدولة المصريين إلى جانب مجموعة من الممثلين والممثلات. وكان في استقبال الطائرة المصرية الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي اعتبر أن بدء الرحلات الدولية من وإلى المطار خطوة أولى على طريق التقدم نحو إنشاء مؤسسات الدولة الفلسطينية المستقبلية.

 

تدمير المطار

في ديسمبر 2001 توقف المطار عن العمل رسميًا بعد أن ألحق جيش الإحتلال الإسرائيلي به دمارًا فادحًا، فقد أجهزت الطائرات الإسرائيلية على محطة الرادار والمدرج، ومزقت الجرافات الإسرائيلية في يناير 2002 المدرج إلى أجزاء، لتعلن عن استحالة فتحه من جديد.
بعد تدميره تقدمت وفود الدول العربية (السعودية، ومصر، والجزائر، ولبنان) بشكوى لدى منظمة الطيران المدني ICAO، على اعتبار أن القصف الإسرائيلي يخالف نصوص القانون الدولي والمعاهدات ذات العلاقة بالطيران المدني.


مطار غزة الدولي المدمر
ورغم أن الوفد الأمريكي، عمل حينها، جاهدًا لمنع إدانة إسرائيل من قبل مجلس المنظمة، إلا أن  إصرار الوفود العربية أثمر عن إدانة المنظمة قيام إسرائيل بتدمير المطار وأجهزته الملاحية عنوةً ودون مبرر، باعتبار أنه يستخدم للأغراض المدنية فقط.

وطالبت المنظمة بإعادة فتح المطار وإصلاح ما جرى تدميره، في محاولة لإعادته إلى العمل في خدمة المسافرين الفلسطينيين، لكن ذلك، للأسف، لم يحصل حتى الآن!

كيو بوست  

 

Script executed in 0.1985490322113