أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

نجوم «يوتيوب 2009» ليسوا السياسيين وحدهم

الأربعاء 30 كانون الأول , 2009 07:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,267 زائر

نجوم «يوتيوب 2009» ليسوا السياسيين وحدهم
ترسّخ حضور موقع «يو تيوب» أكثر وأكثر عند المتصفحين اللبنانيين، وباتت أفلام بحالها تنتقل بطريقة مذهلة بينهم خصوصاً عندما يتعلق الأمر بشريط يمس أحد السياسيين أو يؤرشف لحادثة غريبة. وبفضل هذا الحضور المرتبط غالباً أيضاً بوصلات على موقع «فايسبوك»، شهد هذا العام صعود نجوم «مألوفين» من رجال السياسة اللبنانيين وآخرين غير متوقعين من الجمهور العريض.
من أهم ما عرضه الموقع هذا العام ونال شعبية هائلة لبنانياً، شريط تلعثّم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أثناء إلقائه البيان الوزاري في العاشر من الشهر الجاري في المجلس النيابي. نُقلت الجلسة مباشرة على الهواء، وشهد الجميع وقوع الرئيس الحريري خلال إلقائه البيان في عدد من الأخطاء اللغوية. تقبّل الحريري الأمر بروح رياضية، ولم يبد أي خجل لتلعثمه، حتى انه كان يضحك مع زملائه النواب في كل مرة كان يخطئ. الا انه في صباح اليوم التالي، هناك من عمل على منتجة فيلم قصير مزج خطاب الحريري مع لقطات من مسرحية «العيال كبرت»، يتلعثم فيها الممثل سعيد صالح وهو يقرأ إحدى الرسائل. بدا الفيلم القصير «ضربة معلم» ولو أن اسم صاحبه لم يعرف بعد. فعلاوة على اختياره مقطعاً مسرحياً يعرفه الجميع تقريباً، كان اسم المسرحية حاضراً عند الآلاف بدلالاته، هذا عدا عن أن الشريط وصل إلى الجميع بعد خفوت حدة الصراع بين 8 و14 آذار، فحقق نجاحاً عابراً للأطراف لم يحققه أي شريط أنتجه مناصرو الفريقين خلال السنوات الماضية. هكذا ابتسم الجميع عندما سمعوا «العنف الأثري» بدلا من العنف الأسري»، «ستنننتجها» بدلا من ستنتهجها، «تينمويهما» بدلا من تقييمهما، «التكنولوجيا المعلومة» بدلا من تكنولوجيا المعلومات ، «تعاننومهما» بدلا من تعاونهما. وسرعان ما بث الفيلم بنسخ مختلفة على «يوتيوب» واستقطب الآلاف من الزوار والتعليقات التي مدحت بالروح الرياضية للحريري حيناً، انتقدته حيناً آخر ومدحت صناع الفيلم في معظم الأوقات.
هذه السنة، استفادت أشرطة «يو تيوب» لبنانياً من أجهزة الخلوي بقوة على الصعيد السياسي. دخل جنبلاط ليكون الوجه السياسي الأكثر تفاعلاً مع التكنولوجيا الجديدة. والكل يذكر الزوبعة التي أثارها شريط «الفيديو - الفضيحة» (كما اسماه البعض) والذي سُرّب (عن عمد ربما) خلال لقاء عقده جنلاط مع مشايخ في الطائفة الدرزية وعرضته قناة «الجديد». لم يحسم الجدل حول إذا ما كان الفيلم قد تسرّب أم سُرب، لكن الأكيد انه أثار ضجة كبيرة مع كلام أقل ما يقال فيه عادة، أنه غير «مخصص للنشر». ومن فاتته فرصة مشاهدة الفيلم على « الجديد» استطاع استرجاعه على «يوتيوب»، قبل ان يصبح الشغل الشاغل للمواقع الالكترونية والبرامج الحوارية التي توقفت عند مدلولاته في السياسة، تحديداً عندما تحدث عن «شو إسمو هيدا» مستدركاً «سمير جعجع»، وعن موقف السنة في 7 أيار، والعلاقة مع الموارنة في لبنان. قبلها نشر فيلم آخر للنائب جنبلاط لكن في إطار تهدئة هذه المرة (عندما كان يطلب من الجماهير عدم قطع طريق بحمدون صارخاً في وجههم «عيب عليكم.. وحوش» رافضا لمشيئة مرافقيه الخائفين على سلامته والذين راحوا ينادونه «طلاع وليد بك على السيارة» من دون نتيجة)، فبدا ان جنبلاط نجم «الشاشة الجديدة» أي شاشة الخلوي دون غيره من السياسيين.
حتى بعد مضي أشهر على الواقعة، وبما ان ذاكرة الشبكة العنكبوتية لا تنسى، بقي للفيلمين من يشاهدهما باستمرار، ما يوحي انهما جاهزان للاسترجاع في اللحظة التي يغيب فيها «الوئام» السياسي الغالب اليوم على الساحة المحلية.
بويل ونعيم
بعيداً عن الأجواء السياسية المحلية، حلت إمراة اسكتلاندية في السابعة والأربعين من عمرها وتدعى سوزان بويل نجمة على « يوتيوب» على صعيد عالمي لا لبناني وحسب، حين خرجت من الظل لتحقق شهرة كبيرة بعدما غنت في الحادي عشر نيسان الماضي، أغنية من المسرحية الغنائية البؤساء» في برنامج المواهب «برتانز غوت تالنت» الذي يعرض على شبكة «إي تي في» البريطانية. ربما لا يستقطب البرنامج نسبة مشاهدة كبيرة في العالم العربي، الا ان بويل وصوتها الرائع والتحول الهائل في حياتها والذي بدأ من تلك اللحظة التي فتحت فيها فمها لتغني بعدما كانت لجنة حكم البرنامج تسخر منها قبل قليل، عرّف الجميع عن «معجزة» وأعطى أملاً للجماهير تحت شعار «لا تقل فات الأوان». سرعان ما تحوّل حلم بويل إلى حقيقة في لحظات، وبسرعة فائقة جال أداؤها في جميع أنحاء العالم بفضل موقع «يو تيوب»، وتمت مشاهدة التسجيل المصور لمشاركتها أكثر من مئة مليون مرة، لتصير الحدث على مختلف وسائل الإعلام، بدءا من الولايات المتحدة، مرورا بالصين واليابان ووصولا إلى أستراليا. علماً أن ألبومها الذي صدر منذ فترة قصيرة كسر الأرقام القياسية بمجرد إطلاقه في الأسواق.
ومن أبرز أحداث العام الماضي المبهجة على «يو تيوب» أيضاً، اختراق الشريط المنزلي الذي سجله والد الطفل حسن منعم في كندا، قلوب الناس في لبنان. ثم تحول الطفل إلى نجم تلفزيوني يردد منعم جميع العواصم العربية لكنه يقول «افيش اسرائيل» عند سؤاله عن اسم عاصمتها. بعد هذا الفيلم برزت أفلام أخرى للطفل نعيم وهو يقلد لهجات من القرى اللبنانية، إضافة إلى تقليد السياسيين. إلى درجة أصبح هناك من يطلق على نعيم لقب أذكى طفل لبناني، له ناد للمعجبين على موقع «فايسبوك».

Script executed in 0.17518496513367