أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

قمة إعلان «التفليسة»

الإثنين 29 آذار , 2010 04:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,261 زائر

قمة إعلان «التفليسة»

وتبعه الرئيس الليبي معمر القذافي، وهذا المواطن نفسه ما كان ليبلغ الصراحة والموقف الواضح الذي اعلنه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وحماسه للقضية الفلسطينية ومسألة القدس، حتى غدا هذا الرجل زعيما عروبيا بامتياز.

قال الزعماء العرب في سرت بالفم الملآن «اننا عاجزون عن تلبية اماني شعوبنا، لكننا باقون على عروشنا الى ان يشاء الله وتشاء الأقدار والارادات الدولية ان تمن علينا بمخرج ينتشلنا من الهوة الساحقة التي نغرق فيها والتي لا يبدو لها قعر».

كان يمكن لهذه القمة ان تعنون بشعار «النقد الذاتي»، لكن هذا النقد يستلزم افعالا جذرية تصلح ما فات من تنازلات، لكن الزعماء العرب انفسهم، وقبل شعوبهم، مؤمنون بعجزهم عن ممارسة هذا الفعل، وان اقصى ما يأملون به انتظار سيد البيت الابيض وما يمكن ان يؤول اليه التباين بين ادارته والادارة الاسرائيلية، من دون ان يكون للعرب دور في استثمار ذلك في سبيل قضيتهم الاولى فلسطين وشعبها الذي يتعرض مجددا لعملية اقتلاع منظمة من ارضه.
يعرف العرب، بقادتهم وعامتهم، ان الرهان على الدور الاميركي في انتزاع الحقوق من اسرائيل رهان خاسر، من دون ان تشعر واشنطن بأن مصالحها الحيوية في المنطقة العربية معرضة للتهديد. ومع ذلك تصر الانظمة العربية على حماية هذه المصالح وصونها من دون مقابل.

وأخشى ما يُخشى ان تزداد الحاجة الاميركية في المستقبل لاسرائيل، بما يحمل هذه الاخيرة الى مزيد من الصلف في التعاطي مع القضية الفلسطينية، فالمشروع الاميركي الآخذ في الانهيار في المنطقة قد يدفع الادارة الاميركية الى المزيد من الاتكال على الوكلاء، بعدما حاولت وضع يدها على المنطقة بوجودها العسكري المباشر، وهذا يعني تصعيد الابتزاز الاسرائيلي للادارة الاميركية التي يبدو رئيسها مربكا في خياراته تجاه المنطقة.

كان الامام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين يردد دائما مقولة «ضرورات الانظمة وخيارات الأمة» في اطار الدعوة الى تفادي الصدام بين الأنظمة والشعوب. وقد بدا واضحا في قمة سرت ان ضرورات الانظمة بلغت حد اعلان الافلاس، ما يدعو الى الأخذ بخيارات الأمة التي اثبتت جدواها في اكثر من مكان. وحبذا لو تتنحى الانظمة وتترك للامة ممارسة خياراتها بعد «قمة اعلان التفليسة العربية». 

Script executed in 0.17311096191406