أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الحريري في الرابية لاحياء الهدنة الاعلامية؟

الأربعاء 31 آذار , 2010 07:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,546 زائر

الحريري في الرابية لاحياء الهدنة الاعلامية؟

اولهما حسم العماد ميشال عون الملف البلدي على قاعدة اللا تأجيل للانتخابات البلدية، وثانيهما الزيارة الليلية لرئيس الحكومة سعد الدين الحريري الى الرابية بما تحمله من اشارات لافتة في ظل تصعيد العماد للهجته الخطابية حول ملفات الفساد، والموازنة العالقة في عنق زجاجة التجاذبات والصفقات اذا جاز التعبير، فضلا عن تباينه الواضح مع مجمل الطروحات الحريرية على غرار المحكمة الدولية التي بايعها الحريري وحذر عون من تسييسها فضلا عن الانتظار الثقيل لمضمون ما سيعلنه امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في موضوع تسريبات المحكمة بخلفياتها وخطورتها.

فعلى صعيد التطور الاول بدا واضحا ان صفقة الانتخابات البلدية قد انجزب بنجاح كامل على قاعدة لا اصلاح ولا من يصلحون، بل استنادا الى القانون السابق، وبشكل يكرس معه المشهد السياسي الراهن بما يحمله من اجترار لمراحل سابقة وتحالفات مستجدة من شانها ان تكرار النتائج ولو بصورة مغايرة في الشكل ومنسجمة في المضمون خصوصا ان زوار الرابية يؤكدون سماعهم لاكثر من تعليق ساخر مفاده ان كتلتين نيابيتين اساسيتين هما تيار المستقبل وتحالف امل وحزب الله فضلا عن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يريدون الانتخابات البلدية في موعدها الدستوري، ولكن وفق القانون الراهن الذي يحسم البلديات الكبرى لمصلحة اصحاب الشأن، وذلك وفق حسابات هؤلاء السياسية، فكتلة المستقبل تعيش عصرها البيروتي والشمالي والصيداوي والبقاعي الذهبي، فيما يسعى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى تصفية حساباته المفتوحة مع التيار الوطني الحر ورئيسه العماد ميشال عون، مع الاشارة الى ان الرجلين لا يعيشان شهر عسل سياسي، بل طلاقا غير معلن، اما حزب الله فهو يجد نفسه غير معني بكل ما يجري على اساس ان وزنه السياسي والشعبي في مناطق نفوذه تحسم النتائج لمصلحته مهما كان شكل القانون او مضمونه ناهيك عن الرئيس سليمان الذي لم يحقق اي انجاز لافت طيلة ولايته المستمرة، وبالتالي فانه يأمل في تغيير المشهد الذي نجم عن الانتخابات النيابية الاخيرة، اضافة الى انه يحاول قدر الامكان عدم توريط العهد بتأجيل الاستحقاقات والمواعيد الدستورية.

اما عن زيارة الحريري الى الرابية، فتعرب الاوساط عن اعتقادها بانها تحمل اكثر من مضمون في توقيتها، فهي تأتي عشية عاصفة سياسية مرتقبة من المتوقع ان يطلقها امين عام حزب الله في حديثه لمحطة المنار وقبيل انعقاد جلسة مجلس النواب لتمرير الانتخابات البلدية، فضلا عن تزامنها مع الحملة العونية على مجمل الاداء الحكومي والرسمي بما يعيد الى الاذهان حديث الكواليس الذي يتحدث عن تغيير حكومي وشيك، خصوصا ان الحكومة الراهنة، ووفق تركيبتها الهشة غير مهيأة لامتصاص الصدمات، ولا للخوض في الاستحقاقات، في ظل عجزها عن اعداد الموازنة، لاسيما ان هذا العجز ناجم عن صراع سياسي وليس عن عوائق تقنية او قانونية اضافة الى رغبة الحريري باحياء الهدنة الاعلامية، بحيث يتفرغ الجميع الى اعادة رسم تحالفاتهم، فضلا عن تفرغه لاعداد ملف زيارته الى العاصمة السورية منتصف الشهر المقبل .

Script executed in 0.2194299697876