أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

كلام الرئيس في المقاومة

الجمعة 02 نيسان , 2010 07:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,167 زائر

كلام الرئيس في المقاومة

حتى من قبل أن يتسلم سدة الرئاسة، حين كان على مدى سنوات طويلة قائدا للجيش اللبناني. لكن لهذا الكلام أهميته البالغة في المرحلة الراهنة انطلاقا من موقع رئيس الجمهورية داخل لبنان وخارجه، وفي ظل الخلاف الداخلي والخارجي على المقاومة وسلاحها، وتاليا على أبواب الجلسة الثانية لهيئة الحوار الوطني التي كادت تنفجر جلستها الأولى لمجرد ذكر المقاومة أو شطبها من البيان الختامي للجلسة.

على وهج هذا الكلام الذي لم يحظ بالاهتمام اللازم داخليا وخارجيا، يمكن تسجيل الدلالات والرسائل الآتية:

اولا، ان الكلام واضح وصريح ولا يحتمل اللبس أو التأويل، وهو صادر عن رئيس الجمهورية ورئيس الدولة والمؤتمن على الدستور. وفضلا عن ذلك يصدر عن قائد سابق للجيش اللبناني، يعرف بالتفصيل قدرات المؤسسة العسكرية عدة وعديدا، ويعرف جيدا أن هذا الجيش ليس قادرا وحده على مواجهة إسرائيل وعدوانها المستمر على لبنان. ومن هذا المنطلق يؤكد الحاجة الملحة للمقاومة، ويعتبر أن أي كلام خارج هذه الحاجة لا أهمية له. واذا كانت من إشارة صريحة لهذا الكلام، فهي أن المقاومة لا تخضع لمنطق التوافق الذي ينتهجه الرئيس، وإن كان حريصاً في الوقت نفسه على تأمين هذا التوافق حولها.

ثانيا، ثمة رسالة واضحة في كلام الرئيس الى طاولة الحوار التي ستعود الى الالتئام في الخامس عشر من الشهر الجاري، وهي حسم الجدل القائم حول موضوع الطاولة: الاستراتيجية الدفاعية أم نزع سلاح المقاومة.
لقد أكد الرئيس بالفم الملآن أن الاستراتيجية الدفاعية هي الموضوع، وأي كلام آخر لا قيمة له. وعلى هذا الأساس يفترض أن يذهب فريق المقاومة الى الحوار متسلحا بكلام رئيس الدولة، رافضا النقاش خارج مفهوم الاستراتيجية الدفاعية التي تشكل المقاومة إحدى ركائزه الأساسية.

ثالثا، ثمة رسالة واضحة الى الخارج بأن المقاومة اللبنانية ليست إرهابا، بل هي مؤسسة شرعية لا تزال «الحاجة إليها ملحة». وعندما يمنح رئيس الدولة الشرعية لهذه المقاومة، يصبح الرأي الآخر غير ذي قيمة، إلا في مجال المعاندة والتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، وهو ما «تحرص» كل دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة، على تجنبه كما تدعي.

وتبقى الرسالة البالغة الأهمية في كلام الرئيس، الى الداخل اللبناني الذي يفتقر الى الإجماع في موضوع المقاومة. لقد شهد الأسبوع المنصرم حملة للدفاع عن الرئيس وموقع الرئاسة كادت تبلغ حد القداسة لمجرد أن شخصية سياسية نصحته بالاستقالة، ولم تجد تشجيعاً من أحد.

وحتى لا يكون الكيل بمكيالين سمة الفريق الواحد، يفترض أن يُحترم كلام الرئيس في الساحة المناهضة لمنطق المقاومة، بدءا من أعلى المقامات الدينية وانتهاء بآخر الحركات السياسية التي لا رصيد لها إلا على الشاشات.

فلننتظر ونرَ! 

Script executed in 0.19157195091248