أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

رفيق الحريري... الغائب الأكبر في "حفل البيال"

السبت 03 نيسان , 2010 09:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,099 زائر

رفيق الحريري... الغائب الأكبر في "حفل البيال"

وبالتحديد أولئك الذين يدّعون ولاء الشهيد رفيق الحريري. ويرفعون رايته!. أثاروا لدى من شاهدهم أكثر من سؤال. على سبيل المثال: أين الشهيد من كل هذا الحشد؟!

وأين يمكن أن يكون لو هو ما زال حيّاً؟!

لسنا بوارد التفصيل في مواقف الرجل ودرجة تباينها مع هذا الجمع في البيال. فهي معروفة. لا سيما رؤيته لعلاقات "مميز" مع سوريا. أو التزامه بقضية المقاومة وحرصه على سلاحها. الأمر الذي أفصح عن تفاصيله سماحة السيد حسن نصر الله في أكثر من مناسبة.

ولسنا هنا لننظر في أولئك الذين لا يجدون مكاناً لهم في عالم السياسة إلا باستعداء سوريا أو المقاومة. بل كان اللافت هو من يفترض بأنه يمثل تياراً سياسياً عاد عن مواقفه السياسية على مستوى القيادة. لكن ما جاء في كلمة من مثّله في البيال بدا طعنةً بهذا التيار بالذات شكلاً ومضموناً ومن مكانين. الأول عندما اعتبر ان حل القوات اللبنانية كان بمثابة "ذبح الثور الأبيض" الذي ذبح بعده الآخرون.

فيما بدا لغةً اعتذارية باعتبار ان حكومة الرئيس رفيق الحريري هي التي أصدرت القرار بحل القوات قبل 16 عاماً!!. والمكان الثاني . ان المشهد كله يبدو في حالة طلاق مع ما هو عليه الآن الرئيس سعد الدين رفيق الحريري. أو انقلاباً عليه سيان!!.

لعل ما سبق يدعو للاستنتاج بأن اصطناع المناخات المتشنجة أسهل بكثير من لملمتها . لا سيما عندما تستنبت طبقة من السياسيين تعتاش عليها. وتستقي منها أسباب وجودها. وهذا درس نتركه للمستقبل.

وعليه فأن ما سبق لم يعد يستدعي السؤال عن مدى التزام هؤلاء بالخط السياسي لتيارهم. بل عن مدى خروجهم عنه وحجم حساباتهم الخاصة. ومحتوى اجندتهم السياسية!!.

ومع ذلك فإن مكمن الخطورة ليس في هذا أو ذاك إلا بالقدر الذي يتيح إطلاق أيديهم بين القواعد الشعبية تكيف مزاجها. متخذة من الشهيد رفيق الحريري منبراً تبث منه هواءها الأصفر.

هنالك في لبنان ممن يؤمل النفس بتغيرات دولية وإقليمية تعيد خلط الأوراق من جديد. ومن هنا تنبثق (الخطب النارية)!. ومراهنات البعض على المحكمة الدولية. كنوع من ربط الصراع بإبقاء الوتر الطائفي مشدوداً على الأقل . هذا إذا ما تعذر اختلاق الفتنة. الامر الذي ينبغي أن يحطاط له جيداً الرئيس سعد الدين الحريري والحريصون في تيار المستقبل.

أما البعض الآخر فيبدو أنه لم يستوعب جيداً تشبيه الرئيس الأسد بأنهم كانوا متمسكين بقضيب حديد ما لبث أن انهار فأخذوا يفتشون عن قشة يتعلقون بها. ولو فعلوا لتجنبوا تلك اللغة المتشجنة في قالب من عنتريات تعود لزمن مضى وولّى!!

لعلها مفارقة تذكرنا بقصة ذلك القروي الذي كان معجباً بهتلر سنوات الحرب العالمية الثانية. إعجاباً شديداً بلغ فيه حد التقشف ليدخر المال ويشتري به مذياعاً يتابع منه (انتصارات) الجيوش الألمانية!. ولما فعل، ثبت الإبرة على "محطة يونس البحري" والتي كانت تبث باللغة العربية من برلين. فكان يطرب لما تبثه من انباء (الانتصارات الهلترية)! أما من كان يصحح له مبيناً العكس فكان يصدّه ساخراً (عمي ألمانيا ما حدا بيهزمها)! حتى جاء ذلك اليوم.

وصمتت فيه إذاعة يونس البحري. وأتاه الجيران حاملين الجريدة التي تتحدث عن استسلام ألمانيا وانتحار هتلر.  فصمت الرجل وقد أُسقِطَ الأمر من يديه. ثم أطرق رأسه حزيناً وبعد طول تفكير قال: (إذا سلمت ألمانيا . أنا ما بسلم)!!. 

Script executed in 0.18508219718933