أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

وقائع لبنانية وإقليمية عن تقدّم محور المقاومة

الثلاثاء 06 نيسان , 2010 04:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,057 زائر

وقائع لبنانية وإقليمية عن تقدّم محور المقاومة

الضربة على إيران حاصلة حتماً وستضعف دور سوريا إلى أبعد الحدود وتحاصر حزب الله، وما هو مرتقب من اتهام للمحكمة الدولية لحزب الله بالتورّط بطريقة أو بأخرى في عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري سيعزل الحزب ويقضي على كل حلفائه القدامى والجدد.

ولأن بعض «حكماء» هذا الفريق لا يريدون التورّط في تقديرات تفرض عليهم سلوكاً وخطوات قد تجعلهم قبالة الحائط كما كل مرة، فإن هؤلاء يلجأون إلى التحليل على قاعدة أنه يمكن حصول تطورات تعيد الأمور في لبنان إلى ما كانت عليه بين 2005 و 2007، لناحية استنفار العالم القريب والبعيد إلى جانب هذا الفريق، وممارسة كل أنواع الضغوط على سوريا وإيران وحلفائهما في لبنان وفلسطين والمنطقة.

وقد لا يطول الوقت حتى تكون المنطقة أمام مواجهات جديدة بين قوى حلف المقاومة وقوى حلف الولايات المتحدة وإسرائيل. والحلف الأخير، هو الذي فضّل مفاوضات غير مباشرة ومن دون شروط مسبقة مع إسرائيل، ورفض مجرد الحوار مع إيران. لأنه الفريق الذي حسم أن عدو العرب هو إيران وليس إسرائيل. ولكن يبدو أن عناصر هذه المواجهات وساحاتها قد تنتقل إلى أماكن جديدة غير التي تعوّدها الشارع العربي في الفترة الأخيرة، أي فلسطين ولبنان.

في لبنان، لا يبدو أن هناك قدرة لأحد على إحداث تغيير كبير في جدول الأعمال السياسي. لا بل إن محاولة بقية قوى 14 آذار الذهاب نحو مواجهة جديدة، ستدفع إلى إعلان مقاصّة سياسية جديدة في البلاد، وهذه المرة ستكون الأكثرية النيابية في جانب حلفاء سوريا وإيران، والتبدّل لن يقتصر على كتلة النائب وليد جنبلاط فحسب، بل على آخرين، يوصف بعضهم بالمستقلين، وآخرين يريدون انتزاع صفة المستقلين. وهو تحوّل إن دفعت التطورات في اتجاه حصوله، سيقلب المشهد اللبناني بطريقة مغايرة تماماً لما يريده اللاعبون الكبار في المنطقة، وهذا ما يستند إليه الجانب السعودي في إصراره على الرئيس سعد الحريري بتعزيز علاقته مع سوريا وتكثيف تواصله وحواره مع حزب الله والآخرين.

في فلسطين، قلق إسرائيلي من حصول انقلاب في المشهد الفلسطيني القائم الآن في الضفة الغربية. وثمة كتابات في صحافة العدو تشير إلى أن ما يقال عنه الآن إنه «وضع جيّد وعلى ما يرام»، سبق أن كان قائماً وأفضل من الآن عشية الانتفاضة الأولى عام 1987 والانتفاضة الثانية عام 2000. والخشية في إسرائيل ليست من اندلاع مواجهة جديدة مع حماس في غزة، بل من حصول مواجهات داخل الضفة الغربية تخسر فيها سلطة محمود عباس والأجهزة الأمنية المتعاونة مع الإسرائيلية نفوذها القائم حالياً، ما سيقود إلى مواجهة أوسع مع قوات الاحتلال نفسها.

وبين لبنان وفلسطين، لا مجال لتوقّع مبادرة أميركية أو أوروبية أو إقليمية تتيح فتح كوّة نحو معاودة جدية للمفاوضات مع سوريا. وكانت آخر إشارات الفشل، ما نقل عن عودة وفد فرنسي من إسرائيل إلى باريس بتقديرات متشائمة للغاية. وقد نشرت صحافة إسرائيل تقريراً عن الأمر قالت فيه إن الوفد أبلغ الرئيس نيكولا ساركوزي أن «من غير الممكن إجراء مفاوضات ذات أهمية بين إسرائيل وسوريا في الفترة القريبة المقبلة، والسبب هو الشك الكبير بين الطرفين، الواحد تجاه الآخر، وانعدام النضج لتقديم أي تنازلات. فإسرائيل غير مستعدة لتنفيذ انسحاب كامل من هضبة الجولان، وسوريا غير مستعدة للانقطاع عن إيران وحزب الله».

ونقل التقرير عن عوزي أراد (مسؤول الملف السوري في مكتب نتنياهو) قوله للوفد الفرنسي «إن إسرائيل لن تنسحب تماماً من هضبة الجولان فحسب، بل ستعرض تبادلاً للأراضي بين سوريا، الأردن، لبنان وإسرائيل، على أن تكون نهاية هذه العملية مواصلة إسرائيل الاحتفاظ بالجولان». وبعد هذا الكلام، حسم الوفد الفرنسي التقدير بالقول: «لا إرادة حقيقية في إسرائيل للتقدم مع سوريا في هذه المرحلة».

تبقى هناك ساحة أكثر نشاطاً وحيوية من كل الساحات، وهي العراق، حيث أفضت نتائج الانتخابات التشريعية في هذا البلد المحتل إلى تراجع كبير للنفوذ الأميركي المباشر، مقابل تقدّم واضح للفريقين السوري والإيراني، حيث يؤدّي الطرفان دوراً محورياً في متابعة نتائج الانتخابات. وقد يفاجأ أعضاء «غرفة التحليل الاستراتيجي» لبقية قوى 14 آذار بأن حزب الله يؤدّي دوراً أساسياً في هذا المجال.

وإذا كان من الصعب التحدّث عن تفصيل الأمر، فإن غياب الكاميرا لا يلغي حقيقة اللقاءات الرفيعة للغاية التي عقدت في مكتب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

وفي هذا الملف، ثمة تراجع إضافي «سيحقّقه» الأميركيون مطلع الصيف المقبل، وسيتحوّل الانسحاب التدريجي للقوات الأميركية من الشارع، إلى مناسبة لتظهير فعالية قوى كثيرة.

ورغم أن الجميع يتخوّفون من فوضى أمنية ومواجهات إضافية، إلا أن الوقائع الصلبة تتيح التقدير والتوقّع أنه سيكون من الصعب على الولايات المتحدة وحلفائها العرب تحقيق نفوذ جدّي في السلطات التي ستتألّف على أساس الانتخابات، علماً بأنه لا إجابة لدى أحد الآن عن سؤال عمّا إذا كانت الحكومة الجديدة ستتألف قريباً أو ستتأخر إلى ما بعد انطلاقة عملية الانسحاب الأميركي.

Script executed in 0.16695690155029