مؤكدا «استمرار طلعات الطيران الاسرائيلي فوق لبنان اذا لم يتم تفكيك صواريخ حزب الله، وان الطلعات الجوية اليومية في سماء لبنان مهمة وضرورية».
مرّ الخبر في بيروت مرور الكرام، ولم يصدر أي تعليق رسمي أو سياسي عليه، إلا من النائب مروان فارس، وان كان قد أثير في بعض المجالس الضيقة من باب خطورة كلام باراك على الوضع اللبناني عامة والجنوبي خاصة، ومن باب السؤال عن دور الامم المتحدة و»اليونيفيل»، ومن باب ان السياسيين اللبنانيين مشغولون عما تحضّره إسرائيل للبنان، بمناقشة قانون الانتخابات البلدية وهل تجري ام لا، ومشغولون بالسجال حول ضرورة المقاومة أو عدم ضرورتها، ومشغولون بقضية الاتفاقية الامنية مع أميركا وبكل زواريب التعيينات وسواها، إلا أنهم غير مشغولين ببحث كيفية مواجهة الخطر الاسرائيلي!
يعتبر باراك أن طلعات الطيران الاسرائيلي فوق لبنان مهمة وضرورية، بينما نجد في لبنان من يعتبر المقاومة عبئا أو سلاح ميليشيا أو خارجة عن الشرعية.. وسوى ذلك، فيما النقاش بنظر الكثيرين يجب أن يكون حول كيفية تعزيز المقاومة وصمود الناس وبناء استراتيجية دفاعية وطنية عسكرية وأهلية بكل مقوماتها الاقتصادية والصحية والمدنية.
يصبح النقاش حول ضرورة المقاومة بعد كل المواقف والممارسات الاسرائيلية، وآخرها مواقف باراك، خارج السياق الوطني الطبيعي، فإسرائيل تعتبر أن من حقها مواصلة طلعات الطيران وخرق القرار 1701 وعدم الرد على كل الاعتراضات الدولية، ولو الخجولة، وخطف المزارعين والرعيان، بينما في لبنان من يعتبر أن المقاومة هي موضع النقاش وان ما يقوم به العدو «تحصيل حاصل» .. وكفى.
يفترض كلام باراك إعادة تصويب النقاش نحو الخطر الحقيقي على سيادة لبنان ومستقبله واستقراره وتطوره الاقتصادي والديموقراطي والسياسي، نقاش حول جدوى السياسات التي اتبعت منذ سنوات طويلة في الاعتماد فقط على الدبلوماسية والشكوى الى العالم، الذي طالما صمّ أذنيه عن شكاوى لبنان، وحول جدوى سياسة التشكيك بالمقاومة والنتائج الكارثية التي جلبتها وستجلبها هذه السياسة ان استمرت.
نقاش يجب أن يتطور على طاولة هيئة الحوار الوطني، من بحث الاستراتيجية الدفاعية الى تأكيد استراتيجية المقاومة التي اعتمدت أكثر من عشرين سنة ونجحت وحققت الانتصارات ولو المكلفة، فالسياسة السابقة كانت مكلفة أكثر والكلفة الى ازدياد، ألا يكفي انها تنتقص من السيادة الوطنية التي يتبجح بها البعض ويغضون النظر عن انتهاكها يوميا!
