وحل مشكلة اللاجئين سهلة ايضا: فحق العودة يكون الى الدولة الفلسطينية فقط، مع ازالة كل مطلب للعودة الى الدولة اليهودية. وكذلك حل مشكلة المستوطنات سهل: ضم الكتل الاستيطانية الى اسرائيل وتعويض للاراضي، اما المستوطنات المتفرقة فيجري اخلاؤها.
لكن هناك مشكلة صغيرة، ان هذه الحلول غير قابلة للتطبيق في المدى المنظور، فالفلسطينيون لا يقبلون بان تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح وان تكون اسرائيل يهودية، اما في الجانب الاسرائيلي فلا يوجد من هو قادر على اخلاء مئة مستوطنة واجلاء مئة الف مستوطن...
الاستنتاج واضح: احتمال التوصل الى اتفاق ضعيف.
في النصف الثاني من 2010 ستجلي الولايات المتحدة نصف قواتها عن العراق. وهي تريد انهاء الحرب في افغانستان خلال عام 2011. وتبقى ايران بين بين. من أجل تحقيق ذلك، تحاول الولايات المتحدة أن تصغي للعالم العربي الاسلامي، وتحاول ان تبرهن أنها مصغية لـ 330 مليون عربي ونحو من مليار ونصف مليار من المسلمين، على نحو لا يقل عن اصغائها لـ 13 مليون يهودي. ولهذا السبب تتجه واشنطن الى ارضاء المسلمين بانهاء ملف النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. لكن الولايات المتحدة التي تستطيع ان ترغم اسرائيل لكنها لن تستطيع ان ترغم الفلسطينيين. ولهذا السبب فان محاولة فرض سلام موهوم على الطرفين، ستنتهي الى انفجار او الى اتفاق خطر متحيز.
ولدى اوباما مخرج واحد، وهو سوريا، ان اتفاق سلام اسرائيليا سوريا بقادر على تهدئة الوضع في الشرق الاوسط. وسيساعد الاتفاق واشنطن في العراق ويعزل ايران، ويساعد في افغانستان على نحو غير مباشر.
لهذا، بدل ان تطلب واشنطن من بنيامين نتنياهو في القضية الفلسطينية، عليها ان تطلب الجولان منه. ويجب على اوباما ان يلقي بثقله كاملا للتوصل الى سلام في الشمال. لكن يجب على ادارته ان تكف عن الضلال والاوهام. المصالحة الاسرائيلية السورية هي الطريقة الواقعية الوحيدة للسلام في الشرق الاوسط، وكي يكون لدى اوباما مسوغ حقيقي لجائزة نوبل، التي حصل عليها في اوسلو في كانون الاول الماضي".
