أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

رئيس الجمهورية حصل على علامة أعلى والحريري ينتظر دفتر العلامات

الأحد 11 نيسان , 2010 04:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,344 زائر

رئيس الجمهورية حصل على علامة أعلى والحريري ينتظر دفتر العلامات

الرئيس ميشال سليمان والوزير المحسوب من حصته زياد بارود كلاهما كانا مراهنين على هذا الالتزام.

فالعهد حريص على عدم تفويت الاستحقاق البلدي الوحيد في السنوات الست - اذا لم يمدِّد طبعاً - ووزير الداخلية ليس مستعدا لتتويج مسيرته الحقوقية والمدنيّة بتطيير استحقاق الانتخابات البلدية، وهو كان بارعاً في إدارة الانتخابات النيابية، مدعوماً بالغطاء الدولي - الإقليمي الذي ترجمه اتفاق الدوحة.

ولذلك يمكن القول إن تحديد 2 أيار موعداً للانتخابات كان نقطة في مصلحة رئيس الجمهورية وليس في مصلحة الحكومة.

ولذلك تفسيرات.

فالرئيس ميشال سليمان كان تعرَّض لحملة شعواء من جانب بعض اركان 8 آذار، خصوصا اولئك الذين يقال انهم عادة يحملون «كلمة السرّ».

ومنهم الوزير السابق وئام وهّاب والرئيس عمر كرامي.

وهذه الحملة، وفق ما تقول مصادر هؤلاء، «اعطت ثمارها».

والثمار هنا هي تقديم ضمانات اكثر وثوقاً بأن رئيس الجمهورية لن يكون محايداً - بعد اليوم - في ما يتعلَّق بكل ما يمتّ الى المقاومة وسلاحها وموقعها ودورها الداخلي، والى الاستراتيجية الدفاعية المنتظرة في الجلسة المقبلة من الحوار، بعد ايام قليلة.

وبالفعل، طمأن رئيس الجمهورية مَن يعنيهم الأمر، في عدّة مناسبات.

وظهر ارتياح في الأوساط المعنيّة الى هذا الموقف، يعتقد المطّلعون بأنه كان اساسياً في «إعطاء» العهد ورقة الانتخابات البلدية، كإنجاز دستوري يحتاج اليه في ظل تعثّر الإنجازات الأخرى البارزة.

حين كانت الحملة قائمة على رئيس الجمهورية، كان هناك ملامح «شهر عسل» بين اصحاب الحملة ورئيس الحكومة سعد الحريري.

واذا كان العديد من المتابعين يسأل عمّا اذا كان وئام وهّاب يعبّر عن رأيه الخاص أم عن موقف دمشق، كانت العاصمة السورية تستعد لاستقبال وليد جنبلاط الآتي اليها بموكب «حزب الله»، ولاستقبال الحريري في زيارة العمل بعد زيارة كسر الجليد او إطفاء النار.

مهرجان «القوات اللبنانية» قَلَبَ الصورة : موقف احمد فتفت المدافع عن «الثور الأبيض» أثار الخواطر النائمة واعاد طرح الأسئلة.

واذا كان جنبلاط بقي «يحلم» بموعد في دمشق الى ان قدَّم ضمانات بتَوْبته عن الوسطيّة، فإن الحريري سيكون امام الرهان عينه.

او على الأقل، لن يكون مقبولاً بعد اليوم التزامه خط 14 آذار، الذي لم يبقَ فيه سوى «القوات اللبنانية» وبعض الحلفاء المسيحيين.

حصل الرئيس ميشال سليمان على علامة اعلى، واما الرئيس سعد الحريري فلم يحصل بعد على دفتر العلامات...
ولذلك، تمّ «إعطاء» العهد انجاز البلديات كإشارة من اصحاب الثلث المعطّل، الذي اصبح نصفاً معطّلاً او اكثر.
واما الحريري فلم يُعطَ حتى الآن إنجاز بارز لحكومته حتى في المجال الاقتصادي، وسط تدفّق الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والتهديد الدائم بتحركات نقابية وطالبية مفتوحة.

وفي ظل موازنة تتعثّر وتفاقم اسعار الطاقة من نفط وكهرباء وتراجع في مستوى الخدمات على انواعها، وان تكن المعارضة - السابقة - هي التي تتولى حقائبها إجمالاً.

واما الزيارة المرتقبة للرئيس الحريري لدمشق، فهي في مصبّ الاحتمالات المفتوحة: يقال انه ما يزال في منطقة وسطى او رماديّة لا تسمح له بدخول الملعب! وسيكون مفيداً انتظار تطوّر لون هذه المنطقة.

يدرك ذلك الرئيس الحريري، لذلك هو في صدد ايضاح موقفه في الاتجاه الذي يريده.

وهو لن يترك الآخرين يفسّرون مواقفه.

وهو واضح وحاسم إجمالاً في التعبير عنها.

أوليس كان واضحاً وحاسماً في «هجومه الايجابي» الذي حمله الى زيارة سوريا واللقاء التاريخي مع الرئيس بشّار الأسد؟ ولذلك لا بدّ ان يذهب الى وضوح اكبر في مواقفه الآتية.

دون ذلك، الثلث المعطّل يعطّل الحريري وحكومته.

وهو كان رفض ذات يوم ان تصاب حكومته بالشلل.

وقال انه سيطرح الثقة فيما اذا ما تحوّلت الى حكومة «شلل وطني» بدلاً من حكومة «الإرادة الوطنية»، لكن الرئيس الحريري بات خبيراً اكثر ممّا يتصوّر البعض بملابسات الوضع السياسي الداخلي وخباياه وخفاياه.

فهو يرى ويسجّل ويستنتج، وله ذاكرة تفوق ما لبعض الحلفاء والخصوم.

Script executed in 0.2036190032959