أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الوضع العراقي مفتوح على كل الاحتمالات

الأحد 11 نيسان , 2010 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,395 زائر

الوضع العراقي مفتوح على كل الاحتمالات

حيث لا يزال الخلاف كبيرا بين هذه الكتل حول كيفية اختيار رئيس الوزراء المقبل وتشكيل الحكومة الجديدة، وبالتزامن مع المأزق السياسي القائم عادت التفجيرات الأمنية الكبيرة الى المدن العراقية، وخصوصا بغداد مع اعتماد أسلوب جديد في التفجير من خلال تفخيخ الشقق السكنية في الأحياء الشعبية ومن ثم تفجيرها عن بعد مما يوقع عشرات الشهداء والجرحى. وتجمع القوى السياسية العراقية أن هذه التفجيرات تهدف للضغط على الكتل النيابية بعد انتهاء الانتخابات وللرد على المشاركة الشعبية الواسعة ولاعادة العراق الى مرحلة الصراعات المذهبية وعمليات القتل والاغتيالات على الهوية.

ومن خلال عقد سلسلة لقاءات مع قيادات دينية وسياسية في النجف وكربلاء وبغداد يتوصل المراقب الى نتيجة واضحة ان الأزمة السياسية الحالية كبيرة وأن الاتفاق على رئيس الوزراء الجديد وتشكيل الحكومة الجديدة قد يستغرق عدة أشهر مما يذكّر بما حصل في لبنان بعد الانتخابات النيابية عام 2009 وقد يتطلب تشكيل الحكومة حوالي 5 أشهر.

وتؤكد مصادر مقربة من المرجعية الدينية في النجف "أن المرجعية الدينية تدعو لتشكيل حكومة تشارك فيها جميع الكتل الأساسية وعدم استثناء أي فريق سياسي أساسي لأن عدم حصول ذلك سيؤدي الى مشاكل كبيرة في العراق".

وقد طرح رئيس المجلس الاسلامي الأعلى السيد عمار الحكيم مبادرة عملية من خلال الدعوة لعقد طاولة حوار وطني والاتفاق على تشكيل حكومة الشراكة الوطنية والتي تضم الكتل الأربعة الأساسية "ائتلاف دولة القانون، الكتلة العراقية، الائتلاف الوطني، التحالف الكردي" مع وضع معايير محددة لاختيار رئيس الوزراء ومن ثم الاتفاق على اسم محدد.

ويجري الحكيم سلسلة لقاءات واتصالات مع كافة الأطراف للتوصل الى حلول معينة، لكن مصادر مقربة من الحكيم تشير لصعوبة المهمة التي يقوم بها بسبب الاختلاف في وجهات النظر مع بعض القوى السياسية، لكن ذلك لا يعني أن الجهود ستفشل بل هناك اصرار كبير على الوصول الى حلول سياسية تساهم في الاتفاق على حل متكامل لانتخاب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب والعمل لتشكيل حكومة تساهم في حل مشكلات الشعب العراقي والاستفادة من الثروات المالية الضخمة التي سيحصل عليها العراق عند تحسن انتاج النفط.

وتقول مصادر سياسية عراقية "ان الوضع في العراق اليوم يشبه الوضع في لبنان بعد الانتخابات حيث لا يمكن لأي فريق أن يشكل حكومة لوحده حتى لو كان الأول في الانتخابات، مما يعني أن المطلوب العمل والتعاون من الجميع لتشكيل حكومة ائتلافية أو حكومة الشراكة حتى لو تتطلب الأمر بعض الوقت".

اما مصادر المرجعية الدينية فتقول ان هذه المرجعية لن تتدخل حاليا في تفاصيل التحركات السياسية وهي تنأى عن القيام بأي عمل يجعلها الى جانب فريق دون فريق بل هي تعمل لصالح كل الشعب العراقي وهي ستقوم بالتحرك العملي في الوقت المناسب من أجل التوصل الى حلول تخدم العراق وشعبه. 

Script executed in 0.20023894309998