أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

كرمى لعين البطريرك تكرم عيون ارغش

الإثنين 12 نيسان , 2010 06:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,554 زائر

كرمى لعين البطريرك تكرم عيون ارغش

كان مفهوماً ان يتحدث كاهن الرعية بما تحدث للحفاظ على معنويات اهل المنطقة وعدم اظهارهم بمظهر الدفاع اثر الاشكال الامني الذي حصل، بل في معرض الهجوم، واتى على ذكر الحق في الدفاع عن النفس من باب ان المنطقة بعيدة ولا تواجد لمراكز امنية قريبة منها، رغم تشديده اكثر من مرة على صفات المحبة والانفتاح والعيش بسلام مع الجيران والقريبين.

واستغربت مصادر متابعة ان يعمد البطريرك الذي قدم اليه اهالي المنطقة لـ"الاسترشاد بحكمته"، للحديث عن مشروعية الحق في الدفاع عن الارض، وهو امر لا جدال فيه الا عند البطريرك (عندما يتعلق الامر بالدفاع عن اراض لبنانية اخرى). واعتبرت المصادر ان الدفاع عن الارض حق مشروع ومشروعيته ليست من البطريرك بل من القوانين الدولية، وسألت ما الذي يريد البطريرك ايصاله من هذا الموقف المبهم؟

وتابعت المصادر ان التحقيقات لم تسر حتى الآن الى طبيعة "غزو" للمنطقة او الاستيلاء على اراض، بل كل المصادر والتسريبات وحتى التصريحات الرسمية خلت من اي ذكر لمثل هذا الامر، وتم الحديث اما عن مسائل تتعلق بالمخدرات او بتواجد حزبي مسلح ادى الى اشكال، وفي الحالتين لا موجب للحديث عن الدفاع عن الارض.

وتلفت المصادر نفسها الى ان تصريح وزير الدفاع الياس المر حول المسألة اتى من بكركي وبعد لقائه صفير، اي انه وضعه في اجواء هذه القضية كي لا تأخذ طابعاً اكثر مما يجب ان تحمله، الا ان البطريرك ابى على ما يبدو الاقتناع بالمعلومات الرسمية.

وتشير المصادر الى ان هذا الكلام الصادر عن المرجعية الروحية المارونية يلقي بالشك حول مصير الدولة والمؤسسات، وبالاخص الجيش وقوى الامن. وتقول المصادر الى انه من حق اي كان الدفاع عن النفس وعن بيته وارضه، ولكن ضد خطر خارجي او اذا ثبت بما لا يقبل الشك ان هناك من يرغب في الحصول على املاك وارواح الآخرين. وتساءلت المصادر عن سبب ازدواجية كلام البطريرك عن مشروعية الدفاع عن الارض في عيون ارغش وغيابها عن الجنوب والبقاع الغربي، فإذا كانت الحجة ان الاشكال في عيون ارغش سببه اطماع في الارض، فهل يبرىء اسرائيل من اطماعها في الاراضي اللبنانية؟ الا يفترض بالمسؤول الديني ان يدعو الى ضبط النفس وانتظار التحقيقات ومعرفة خلفيات الحادث وملابساته الكاملة قبل الدعوة الى المواجهة، مع التشديد على احقية الدفاع عن الارض والمحافظة على وجود كل مواطن في مسكنه وارضه وبيئته بالدرجة الاولى؟

ولم تفاجأ المصادر بمثل هذا الكلام عن البطريرك الذي يبدو ان نزعته تقوده دائماً الى المواجهة اما السياسية او العسكرية، وهو امر لا يعكس المنصب الذي يشغله، ولكنها لفتت الى انه لن يقال ابداً:

"كرمى لعين البطريرك تكرم عيون ارغش"، بل "كرمى للبنان وشعبه تكرم عيون ارغش وسواها".

Script executed in 0.19717001914978