أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

كيف نتحدث الى اوباما

الثلاثاء 13 نيسان , 2010 09:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,487 زائر

كيف نتحدث الى اوباما

الفروق في  وجهات النظر بين الرجلين، هي في ثلاثة مجالات رئيسة – في العلاقة بين الرؤيا والثقة، وتصور الوقت وقضية العلاقة بين السياسية الخارجية والداخلية – وهي امور لا تثير آمالا كبيرة باتجاه تحسن العلاقات في المستقبل.

احدى الطرق التي اعتاد اوباما البارد العميق التفكير أن يبني بواسطتها الثقة، هي رؤيا استراتيجية مشتركة. وليس هو فقط. فتاريخ علاقات الولايات المتحدة مع اسرائيل يشير الى أنه عندما يتم الاتفاق على رؤيا استراتيجية مشتركة، كما كان الوضع عليه في الفترات التي تولى فيها ايهود باراك واريئيل شارون وايهود اولمرت رئاسة الحكومة، تحرص الولايات المتحدة على عدم اعطاء اهمية كبيرة للجزئيات التي يختلف حولها الجانبين، والعكس صحيح.

عندما لا  توجد رؤيا مشتركة، تتشدد الولايات المتحدة في ردها على الاختلافات، كما حدث في أيام بوش الاب واسحاق شامير.

لهذا من المهم أن يشرك نتنياهو، الرئيس الاميركي في رؤياه، فيما يتعلق بحل الدولتين، وأن يعرض عليه استراتيجية يقبلها العقل. يظن اوباما انه أحرز تعاونا كهذا مع محمود عباس، حتى لو كان الاسرائيليون يشكون في ذلك.

ثمة من يحسبون ان نتنياهو لا يملك رؤيا، وان هذه هي مشكلته. لكن يحتمل ان الحديث عن ذلك يثير الخوف لدى نتنياهو لانه لا يريد انفجارا داخليا في اسرائيل، فاعداءه من الساسة في اسرائيل سيستغلون ذلك.

فروق وجهات النظر بين الجانبين، فيما يتعلق بمستوى الالحاح لجهة ضرورة التسوية، لا يمكن فصلها عن الرؤيا المشتركة. ينكر مسؤولون كبار في الادارة الاميركية أن نظرة اوباما للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني قد حددها تقديره لمدى تأثير هذا النزاع على وضع الجيش الامريكي في افغانستان والعراق. وينبغي ان نذكر في هذا السياق أنه حتى لو وجد حل للمشكلة الفلسطينية، فلن  تزول أكثر الاسباب الاخرى التي تتسبب بالمقاومة للولايات المتحدة في المنطقة.

يظن أوباما انه يعمل بذلك لصالح اسرائيل لان حل الدولتين سيحل مشكلاتها السكانية. ويظن أيضا أن فشل قيادة السلطة الفلسطينية في التوصل الى تسوية سيعزز حماس. ويعتقد ايضا ـ برغم انه يصعب ان يجد برهانا – أن التقدم في المسيرة السلمية من شأنه ان يساعد في احداث جو اقليمي يضعف ايران.

هناك اختلاف ثالث وهام، بين وجهتي نظر اوباما ونتنياهو، يبدو أنه من الصعب على أوباما الايمان بقوة القيود السياسية الداخلية التي تواجه نتنياهو. وعلى ذلك، يظن اوباما ان نتنياهو يفرض هذه القيود في الحقيقة على نفسه.
ازاء الفروق في وجهات النظر، يصعب أن نرى احتمالا لتغير العلاقات بين الزعيمين. مع ذلك لا يستطيع أي واحد منهما أن يسمح لنفسه بقطع العلاقة. عليهما أن يجدا قاسما مشتركا في كل ما يتعلق بعلاج التحدي الايراني والا فان النتائج قد تكون كارثية.

Script executed in 0.19201183319092